منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01 - 02 - 2019, 04:33 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,800

تجسد ربنا يسوع المسيح
الكتاب الأول

تجسد ربنا يسوع المسيح

1- أيها الصديق العزيز، أن عادة الأتقياء الثابتة على الدوام هي الخشوع أمام الخليقة كلها في صمت، وبفرح يصرخون شاكرين ومسبحين الله، صانع الخيرات للكل، وهذا ما قيل في الأسفار وبالذات في الكلمات التي تقول: "يجلس وحده ويصمت", وأيضا: "في هدوء يهتم بأموره الخاصة "(مراثي3 : 28). وهذه الكلمات "وحده" و"يهتم باموره الخاصة" تعني أن يكون كل شيء بافراز وبيقظة واهتمام وحسب وصية الله.
لقد بدأت تهتم بالأمور الصعبة والشاقة الصادرة عن أناس يعترفون بنفس الإيمان الذي نعترف به، واهتمامك بأن تعرف خطأ هؤلاء الذين يظنون أنهم ارثوذكسيون، ولكنهم يتهورون ولايتورعون عن النطق بأفكار وآراء غير مقدسة، تزعزع غير الثابتين في الإيمان، هؤلاء لايعلمون، أنهم هم أنفسهم، قد ساروا بعيداً عن الطريق السليم، ولو كان هؤلاء والذين يسمعونهم ثابتين في الإيمان، ماخدعتهم الكلمات والألفاظ المبهمة التي تستخدم. ولكن لأن عقولهم غير مدربة، صاروا يقبلون بسهولة هذه الأفكار الشائعة التي تولد منها هذه الشرور الكثيرة والأقوال الخادعة. لقد أصيب هؤلاء بالتبلد والعمى حتى أنهم غيروا إعلانات الأنبياء وتعليم الرسل، والكلمات المحدودة التي وضعها الآباء، بل وأقوال الرب الواضحة، هي ذاتها قلبوا معانيها. وازاء كل هذا صار تفنيد آرائهم أمرا ضرورياً، حتى يفيقوا ويعرفوا جرمهم وحتى يفقدوا قدرتهم على خداع الآخرين الذين وعدوهم بشرح واضح ومعقول لسر المسيح, وهم في الحقيقة" لايفهمون ما يقولونه ولا ما يتمسكون به" (1تي1 : 7).
2- لقد علم الآباء أن الابن مساوي للآب في الجوهر, وأنه" إله حق من إله حق", أي أنه كامل من كامل، ثم اضافوا مؤكدين: "نزل من السماء لأجل خلاصنا وتجسد وتأنس", وبعد ذلك نعترف بأنه "تألم وقام", وحتى لا يُخطيء احد إذا سمع أن الكلمة تألم ومات, ويعتقد أن الله الكلمة قد تغير جوهره، أكد الآباء بكل وضوح أن الابن غير متغير ولا متألم وحكموا بالقطع من شركة الكنيسة على كل الذين يخالفون هذا التعليم الثابت.
أما هؤلاء الذين فنفند آرائهم، فهم يتوهمون أن الكلمة متغير، أو يفترضون أن تدبير الآلام هو غير حقيقي ولم يحدث، لأنهم يطلقون على جسد المسيح أوصافاً مثل "غير مخلوق" و"سمائي"، وأحيانا يقولون أن "الجسد من ذات جوهر اللاهوت".
ويقولون أيضا أنه "في مكان الإنسان الداخلى الذي فينا، كان في المسيح عقل سمائي، لأن المسيح لبس الإنسان الخارجي فقط، ولبسه اللاهوت مثل ثوب واستخدمه كأداة فقط، ومن المستحيل أن يكون قد صار إنسانا تاماً مثلنا، فحيث يوجد إنسان تام توجد أيضا الخطية، وانه لا يمكن أن يكون المسيح الاله التام والإنسان التام، لأن اتحاد الإنسانية الخاصة بنا أي الجسد والنفس باللاهوت يعني وجود خطية في المسيح، وبالتالي سوف يحتاج المسيح إلى ذات التجديد الذي نلناه نحن، لو كان إلها وإنسانا واتحد في واحد. ولو انه إنسان تام وفيه "العقل الإنساني" الذي فينا الذي يوجه الجسد ويحركه فكيف يكون بلا خطية؟" ويقولون أيضاً: "لقد أخذ جسداً بلا عقل، وصار اللوغوس نفس عقل ذاك الجسد لكي لايختبر الخطية طالما أنه فيه العقل الإلهي فقط، وطالما أن جسده بلا عقل بشري، فالجسد لا يخطيء، إلا إذا صار فيه العنصر الذي يوجه الجسد, أي العقل، فهو الذي يُدرك ويفكر ويعرف الخطية، لأن العقل يفكر ثم ينفذ الخطية بواسطة الجسد وبذلك تكتمل الخطية". وحسب تفكير هؤلاء صار الخلاص بأن يقدم لنا المسيح نمط حياة إنسانية مما يجعل الجسد يتجدد، وبالتالي يتم الخلاص عندما يتشبه كل إنسان بالمسيح على نحو معين ويقلد الفكر الإنساني حياة المسيح وتجسده فيمتنع بذلك عن الخطية. هذا هو كل ما قالوه مؤكدين أن المسيح بلا خطية.
رد مع اقتباس
قديم 02 - 02 - 2019, 05:07 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,800

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تجسد ربنا يسوع المسيح

3- لكن كل مايقولونه ليس الا سفسطة فارغة وآراء عاطلة، ويحاولون أن يسندوها بأكثر من برهان. وما أكثر الآراء العاطلة التي تؤدي إلى انكار الإيمان والتي يخترعها المنطق الإنساني، فياليت هؤلاء يقيمون وزناً لإرادة الله الصالحة، لأنه مكتوب عن كمال التدبير: "أقسم الرب ولن يندم" (مز110 : 4). وهذا حق، فالنعمة التي تمت في التدبير كاملة في كل شيء. وهكذا علينا أن نسألهم عن أهدافهم من السفسطة، هل هي تتفق مع الاعلانات النبوية، وهل تتبع تعاليم الرسل، وتسير على نفس درب ما حدده الآباء, وهل تتعارض مع الاعلانات الصريحة والواضحة للرب؟ فمن الاعلانات النبوية وتعاليم الرسل، ومن الأمور التي أكملها الرب، ربما استعطنا اغراءهم بمعرفة الحق وبأن يتركوا الخطأ الذي وقعوا فيه.
أخبرونا يا من أخترعتم إنجيلاً جديداً خاصا بكم، رغم أنه "لا يوجد انجيل آخر" (غل1 :7). من أي مصدر أخذتم البشارة التي تجعلكم تقولون أن الجسد" غير مخلوق", ألا يجعلكم هذا تتخيلون أمرين لا ثالث لهما! إما أن لاهوت الكلمة قد تحول إلى جسد، واما انكم تعتقدون بأن تدبير الآلام والموت والقيامة خيال لم يحدث. وهذان التصوران كلاهما خطأ، لأن جوهر الثالوث هو وحده غير المخلوق والأبدي، وغير المتألم وغير المتغير. أما المسيح حسب الجسد (رو9 : 5) فقد وُلد من الناس الذين قيل عنهم" اخوته"، بل تغير بقيامته فصار بعد قيامته "باكورة الرقدين" (كو1 : 18). هذا سبق به الناموس (العهد القديم) قبل أن يحدث. فكيف تسمون الناموس الذي تغير من الموت إلى الحياة "غير مخلوق"؟. وكيف تفترضون العكس، عندما تسمون غير المخلوق بالمتغير؟ لأنكم عندما تسمون جوهر الكلمة غير المخلوق بالمتغير، فأنتم تجدفون على إلوهية الكلمة.
وعندما تصفون الجسد المتغير المكون من عظام ودماء ونفس إنسانية، أي كل مكونات أجسادنا، والذي صار ظاهراً ومحسوساً مثل أجسادنا، عندما تصفون كل هذا بانه "غير مخلوق"، تسقطون سقوطا شنيعا في خطأين: أولهما انكم تفترضون أن الآلام التي احتملها هي مجرد خيال، وهذا هو تجديف المانويين، أو انكم تعتبرون أن اللاهوت له طبيعة ظاهرة محسوسة، رغم أنه جوهر غير مخلوق، وبالتالي فهو غير ظاهر ولا محسوس. وهذا التصور الأخير يضعكم مع الذين يتصورون أن الله كائن في شكل بشري جسداني فما هو اختلافكم عن هؤلاء، مادام لكم نفس الاعتقاد؟

4- أنتم تقولون بان الناسوت "صار غير مخلوق بسبب اتحاده بالواحد غير المخلوق" ولكن خطأكم هذا سوف يظهر أنه متناقض مع نفسه، بل أن الرد عليه كامن فيما يدعيه.
لقد تم اتحاد الناسوت بلاهوت الله الكلمة في أحشاء القديسة مريم، عندما نزل الكلمة من السماء، أي أن الناسوت لم يكن له وجود قبل نزول الكلمة وتجسده، بل لم يكن للناسوت أي وجود حتى قبل وجود مريم والدة الاله التي وُلدت من آدم، والتي تؤكد سلسلة الانساب أنها من ابراهيم ومن داود هي وخطيبها يوسف الذي خطبها وهما صارا واحداً عندما تكونا وخلقا جسداً واحداً (تك2 : 24)، وصارا واحداً ليس بسبب الزواج فهما لم يجتمعا، وانما هما جسد واحد لأنهما من واحد, أي آدم، فالثابت انهما لم يعرف بعضهما البعض بل احتفظا بالبتولية. وهكذا وُلد المسيح في بيت لحم اليهودية ومن نسل داود، لأن يوسف ومريم كلاهما من داود، ولذلك دعى يوسف "أبوه"، والذي ولد في بيت لحم هو الذي أضجع في خرق المذود، وحمله سمعان على ذراعيه عندما جيء إلى الهيكل، بل تم أختتانه في اليوم الثامن في جسده, حسب الناموس, وهو الذي نما في القامة(لو2 : 2). فاذا قيل أن الناسوت "غير مخلوق" بسبب اتحاده بالكلمة غير المخلوق، فكيف نمت القامة، ولماذا لم نراه إنساناً كاملاً وتاماً منذ الاتحاد، فالذي ينمو ليس الا مخلوقاً، والادعاء بأن الذي ينمو في القامة غير مخلوق كفر وتجديف، لأننا نعني بغير المخلوق ما هو بالطبيعة الله حيث لامجال للنمو أو النقص في طبيعته. اما الذي اشترك أو اتحد بغير المخلوق، فهو متحد باللاهوت، ويُحسب معه واحداً، ولكنه مخلوق.
وعندما نؤكد ذلك فإنا لا نريد أن تفقد الإنسانية الرجاء وتبقى في ضعفها معرضة دائما لليأس، فهي تُبشر بأنها لم تعد لها صلة وثيقة بالله، وبذلك تزول النعمة تماما. وكل من يسمع أن جسد الرب غير مخلوق، بينما هو يعلم أن كل إنسان مخلوق, وان الطبيعة الإنسانية مصنوعة ألا يُدرك من يقول هذا الادعاء بعدم خلق الناسوت أن الأسفار الالهية زائفة وأنه لم تعد له شركة مع المسيح؟ واذا كان غير المخلوق قد أخذ جسداً غير مخلوق ألا تصير الخليقة الأولى بلا خلاص، لاسيما آدم الأول الذي وُلدنا نحن منه حتى اليوم بالولادة الجسدانية، ألا يعد هذا هلاكا لنا؟ وكيف جعلنا المسيح شركاء فيه؟ وكيف استطاع الرسول أن يقول "المقدس والمقدسين من واحد" (عب11:2).
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 02 - 2019, 05:07 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,800

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تجسد ربنا يسوع المسيح

5- ولكن علينا الانتباه من التهور في التفكير بأننا نصير مثل الكلمة من جوهر الله الآب, فهذا خطأ المجدفين الأريوسيين الذين حاولوا أن يجعلوا الكلام الخاص بالناسوت على أنه خاص بلاهوت الكلمة، وهذا الخطأ ظاهر لأن الذي وصف بأنه أخذ "صورة عبد", أي صار من آدم الأول، قد أتحد بصورة العبد وهو الكائن منذ الأزل في "صورة الله"، ولا يعني هذا أن صورة العبد صارت إلها. فبشكل عام يستخدم تعبير "غير المخلوق" لما لم يتكون من العدم ولم ينشأ مطلقا فهل تعتقدون أنتم أن الجسد لم ينشأ، ولم يتكون مطلقاً، وأنه كان مع الكلمة منذ الأزل؟ هل تحاولون استخدام عبارات دقيقة وذات مضمون سليم في غير مكانها لكي تتستروا تحت عبارة "غير المخلوق", فلا تعترفون بالتجسد؟ أليس غير المخلوق هو جوهر اللاهوت فقط؟ وإذا وصفتم غير المخلوق بانه متغير والمتغير بأنه غير مخلوق، أليس هذا هو الكفر بعينه؟ أدا الادعاء بأنه بواسطة الاتحاد صارت طبيعة الناسوت غير مخلوقة وصارت مساوية في الجوهر للاهوت، أي لها نفس الصفات، فهذا بدوره كفر، لأن الرب أختبر الألم وهو في الجسد وكشف عن لحمه وعظامه ونفسه الإنسانية التي تألمت وعانت الأحزان والضيقات.
ولا يمكن لأحد أن يدعي بأن آلام الناسوت هي أمور عادية وطبيعية بالنسبة للاهوت, ولكنها صارت تُنسب للاهوت لأن الكلمة سر أن يُولد ميلاداً إنسانياً، لكي يُعيد خلق الإنسان من جديد في ذاته صائراً صورة ومثال التجديد لكي تشترك فيه صنعة يديه التي فسدت بالشر والفساد والموت, فأزال من على الأرض حكم الخطية، وعلى خشبة الصليب أزال اللعنة، وفي القبر أفتدى الفاسد، وفي الجحيم أباد الموت. وهكذا افتقد كل مكان وكل حالة، لكي يُؤسس خلاص الإنسان كله، ويعلن بذلك صورة جديدة لطبيعتنا. فما هي الحاجة التي تدعو الله الكلمة بأن يولد من امرأة، وأن ينمو خالق كل الدهور في القامة وأن يحسب عمره بالسنوات، أو أن يختبر الصليب والقبر والجحيم؟.
اننا نحن البشر الذين خضعنا لكل هذا، ولكنه أجتاز كل ذلك لأنه يطلب أن يخلصنا، فأعطانا الحياة، في صورته التي هي ممثلة لصورتنا، ودعانا للاشتراك في صورته الكاملة لكي نتشبه به ولكن كيف يمكن أن نشترك ونتشبه بالكامل اذا لم يكن الكامل كائنا قبل كل الدهور، أي الكمال الذي لا يعرف الخطية والذي دعانا الرسول إلى الاشتراك فيه قائلا": "اخلعوا الإنسان العتيق، وألبسوا الجديد المخلوق حسب الله في القداسة وبر الحق" (كو9:3 – أف24:4).
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 02 - 2019, 05:07 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,800

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تجسد ربنا يسوع المسيح

6- كيف أمكنكم أن تتصوروا أن الجسد غير مخلوق؟ واذا تغيرت طبيعة مخلوقة وصارت غير مخلوقة ألا يعني هذا أنه يجب أن تصبح غير منظورة، بل تصبح أيضاً عديمة الموت، ليس فقط بعد القيامة بل تصبح غير قابلة للموت بالمرة؟ فإذا صح تصوركم فكيف يمكن أن نقول أن الرب مات ما دام قد تغير ناسوته وصار غير مخلوق عندما ظهر على الارض؟ وكيف إذا تغير الناسوت وصار غير مخلوق أن يصبح منظوراً، بل كيف أمكن لمسه حسبما هو مكتوب: "الذي لمسته أيدينا من جهة الحياة" (1يو1 : 1). كيف تصرحون بأمور لم تُكتب في الأسفار المقدسة؟ بل كيف تفكرون في أمور لايجوز أن نفكر فيها؟ انكم بهذا الشكل تساعدون الهراطقة على الحصول على براهين وأدلة تشبه التجاديف التي نشرها واحد منهم يدعي رتريوس الذي لا يتجاسر أحد على أن يفكر في تجاديفه المخيفة.
امامكم طريقان لا ثالث لهما، اما أن تنكروا الأسفار المقدسة واما أن تعترفوا بها، وبالتالي لا تفكروا في التفوه بما ليس في الأسفار الالهية، أي كلماتكم التي خداعها يقتل.
لقد انحدرتم إلى ما هو أسوأ بقولكم: "نحن لا نعبد غير المخلوق مع الخالق"، أيها الناس الذين بلا ادراك لماذا تقولون هذه العبارات، ولماذا تتصورون أن جسد ربنا رغم أنه مخلوق تقدم له عبادة على انفراد, وأنه يمكن أن تقدم هذه العبادة لأي مخلوق آخر؟ لقد اتحد الجسد بالكلمة غير المخلوق وصار معه واحداً، أليس إليه هو الواحد بعينه نقدم له الطلبات والصلوات؟ اننا بكل حق نعبده، لأن الكلمة تجسد وصار جسده هو جسد الله الكلمة، ولكننا لا نعبد الناسوت دون اللاهوت أو اللاهوت دون الناسوت، وهذا ظاهر من تصرفات الرب نفسه، لأن النساء أقتربن منه فقال لهن: "لا تلمسيني لأنني لم أصعد إلى الآب" (يو20 :17) معلناً بذلك أن صعوده أمر حتمي لأنه سيحمل جسده ويقدمه للآب، إلا أنهن أقتربن وامسكن بقدمه وسجدن له (مت20 : 17). وعندما أمسكن بقدميه فقد سجدن له كإله متجسد، دون فصل اللاهوت عن الناسوت. وفي موضع آخر قال الرب: "جسوني وأنظروا لأن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي" (لو24 : 39). ومع أنه بالحقيقة روح لأن "الله روح" (يو4 : 24). إلا انه عندما قال بأن له لحماً وعظاماً أراهم لحمه وعظامه. وكيف قال: "الروح ليس له لحم وعظام" وأضاف: "كما ترون لي؟", لم يقل أنه هو "لحم وعظام". وقد قال ذلك لكي يعلمنا أن طبيعة الروح لا تُلمس بينما يُلمس جسده مثلما نلمس نحن أجسادنا، لأن جسده الذي أخذه من العذراء مثل أجسادنا لم يخلقه بقوته الذاتية بدون العذراء، بل تكون في أحشاء العذراء ووُلد ولادة إنسانية طبيعية، فقد أراد أن يكون له جسد طبيعي يتحد بلاهوته. وهكذا أيضاً تم الموت ومات الجسد موتاً طبيعياً في الوقت الذي كان الكلمة فيه ويمسكه بارادته لكي يقدم جسده بسلطانه الذاتي (يو18:10) فتألم طبيعياً ومات طبيعياً عوضاً عنا، ولكنه قام لأجلنا الهياً. وهكذا كل ما عمله منذ البشارة إلى الموت، انما كان يهدف إلى هدف واحد وهو أن يخلصنا ويعيدنا اليه.
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 02 - 2019, 04:19 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,800

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تجسد ربنا يسوع المسيح

7- هذا هو التعليم الذي تقبله كنيسة الله الجامعة تعترف به، أما أنتم فكيف تخالفون هذا التعليم وتدعون بأن الجسد نزل من السماء؟ ولماذا يسمح المسيح بأن يكون له جسد سمائي؟ وما هي غاية نزول جسد سمائي إلى الارض، هل لكي يجعل ذلك الجسد السمائي غير المنظور منظوراً، والذي لا يمكن صلبه يجعله خاضعاً لآلام الصلب والذي لا يمكن أن يتغير قابلاً للتغير والموت؟ يا أيها الناس الذين بلا فهم، ما هي الفائدة الحقيقية لكل هذا!!! وإذا نزل المسيح من السماء فكيف يفيد هذا آدم الأول؟ انه لن ينتفع بشيء، فاذا لم يأخذ المسيح "شبه جسد الخطية" لكي "يدين الخطية في الجسد" (رو8 : 3) لن نتجدد مطلقاً. ولكنه أكمل تجديدنا الذي لا يمكن مقارنته بشيء ولا حتى بالطبيعة التي سقطت في آدم الأول, من أجل ذلك عاش بجسد مثل جسدنا على الأرض، وأعلن أن جسده غير قابل للخطية, ومع أن الجسد الذي أخذه آدم في حالة عدم الخطية في حالة خلقه الأول، وصار بالسقوط قابلاً للخطية، فسقط في الفساد والموت. هذا الجسد أقامه إلى حالة وطبيعة عدم الخطية لكي يعلن لنا أن الخالق ليس هو سبب الخطية، ويثبت الطبيعة الإنسانية ويجعلها حسب النموذج الأصلي والأول الذي خُلقت عليه. ولذلك تجسد وعاش في عدم الخطية. هراء اذن خيالات أولئك الذين ضلوا، وقالوا أن جسد ربنا نزل من السماء. بل بالحري أن ما سقط من الحالة السمائية إلى الحالة الأرضية، هذا بذاته رفعه المسيح من الأرض إلى السماء، وما أسقطه آدم في الفساد ودينونة الموت، رغم أنه أصلا بلا خطية وغير محكوم عليه بشيء، هذا أظهره المسيح بلا فساد، بل صار يخلص من الموت، وأعلن عن ذلك فأظهر سلطانه وهو على الأرض بأن يغفر الخطايا (مت9 : 6)، وأعلن عدم فساده بقيامته من القبر، وبافتقاده الجحيم الذي نزل إليه لكي يدوس الموت ويبيده، ويبشر الكل بالبشارة المفرحة بالقيامة، لأن الله "خلق الإنسان خالدا وخلقه على صورة أزليته، ولكن بوسطة حسد الشيطان، دخل الموت إلى العالم" (حك23:4-24). هذا الجسد الذي ملك عليه الموت للفساد، لم يحتقره، وانما قبله واتخذه لذاته دون أن يتغير لاهوته إلى الشكل والصورة الإنسانية. أنه لم يحتقر الوجود الإنساني ولم يهمله فأخذ خيالاً إنسانياً بدلا من الجسد الإنساني، وإنما هو بذاته الإله وُلد كإنسان، لكي يصبح الله والإنسان واحداً، كاملاً في كل شيء، فوُلد ميلاداً حقيقياً وطبيعياً. وهذا هو السبب في القول أن الآب "أعطاه اسما فوق كل اسم" (في2 : 9)، لكي يملك على السموات، ولكي يكون له سلطان لكي يُدين (يو5 : 27).
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 02 - 2019, 04:22 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,800

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تجسد ربنا يسوع المسيح

8- لقد صار الكلمة الذي صنع السموات والأرض "ابن الإنسان", ليس بالتغير، وانما صار آدم الثاني، ولكي نُدرك الحق الذي يحتويه هذا الاسم بالذات شرح الرسول أن آدم القديم أو الأول كان نفسانياً, وبعد ذلك جاء آدم الثاني الروحاني (1كو15 : 46). وعندما اكد أن آدم الأول نفساني والثاني روحاني لم يكن يقصد من ذلك وجود جسدين مختلفين، وإنما جسد واحد للاثنين، ولكن الأول تحت سلطان وطبيعة الروح ولذلك دعى روحانيا، لأن كلمة الله هو روح (يو4 : 24). ويمكننا أن نفهم ذلك من تأمل ما قيل عنا نحن في هذه الكلمات: "الإنسان الروحاني يفحص كل شيء، أن الإنسان النفساني لا يأخذ شيئا من الروح" (1كو2 : 14). ورغم أن طبيعة جسد الإنسان النفساني والإنسان الروحاني هي طبيعة واحدة، إلا أن الذي يشترك في الروح القدس يصبح الروحاني، أما الذي يكتفي بقوة النفس وحدها فيظل النفساني. ومادام التعليم الصحيح الحق عندنا صار من اللازم أن نسأل: لماذا لم يدع المسيح "إنساناَ" فقط، وهو اسم، يمكن للبعض أن يتخيل أنه شخص قادم إلينا من السماء، وسكن بيننا، وانما دُعى, وهذا حق, "ابن الإنسان" لأنه صار ابن الإنسان بميلاده من العذراء، صار ابن آدم الأول، ولا يوجد غير آدم الأول عاش على الأرض، كما لا يوجد آدم آخر جاء من السماء. وكل من يُولد من آدم هو ابن الإنسان ولم يحصل على جسد سمائي من السماء هذا ما تؤكده الآناجيل، لأن متى يسجل في سلسلة الأنساب أنه ابن إبراهيم وابن داود حسب الجسد، أما لوقا فهو حسبه في سلسة الأنساب كابن آدم وابن الله.
وما دمنا تلاميذ الانجيل فلا يجب أن نتكلم بما هو ضد الانجيل, أو بالكذب ضد الله، وانما نحتفظ بما جاء في الأسفار الإلهية ونتمسك بما فيها من حقائق. فلماذا تحاربوننا نحن الذين لا نقبل أن نسمع شيئاً أو نقول شيئاً ضد ما جاء في الأسفار, بل نتمسك بما قاله الرب: "اذا ثبتم في كلمتي تصيرون حقا احرارا" (يو31:8-32).
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 02 - 2019, 04:24 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,800

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تجسد ربنا يسوع المسيح

9- كيف لنا أن نحسبكم مؤمنيين أو مسيحيين وأنتم لا تتمسكون بكلمات الأسفار, ولا تؤمنون بما تُعلنه من حقائق، بل تغامرون بالكلام عما هو فوق الادراك وتحددونه حسب أهوائكم. وان كان من السهل عليكم أن تحاربوا إنساناً، فكيف يمكنكم أن تحاربوا الله (أش7 : 13)، وإذا كان الذين لم يصدقوا الأنبياء قد أدينوا، فكم بالحري تكون دينونة الذين لا يصدقون الرب نفسه؟ كيف تتجاسرون على التفكير والنطق بأمور مختلفة وأفكار غريبة عن تلك التي أعلنها وسر بها الرب نفسه والتي بها أباد الخطية والموت؟ إذا اعترفنا به، اعترف هو بنا، وإذا انكرناه فهو سينكرنا، إذا لم نكن أمناء فهو يبقى أمينا لن يقدر أن ينكر نفسه (2تي2 : 12 & مت10 : 32) فما معنى تهوركم وتطرفكم الذي يجعلكم تقولوا ما ليس في الأسفار وتفكرون فيما هو ضد العقيدة؟ لماذا تحاولون أن تجعلوا الجسد من ذات جوهر اللاهوت؟ ألا تدركون ان هذا كفر مزدوج؟ فانكم بهذا تسقطون في هذا الإثم المزدوج وهو إما أن تنكروا التجسد, أو تجدفوا على جوهر الله. وهكذا حسب كلماتكم التي تقولونها: "نحن نعترف بأن الذي وُلد من العذراء مريم هو مساوي الآب في الجوهر". لكن هذه العبارة التي تعتبرونها دليلاً على صحة الإيمان والاحترام سوف نشرحها لكي يظهر لكم انكم لا تفهمون معناها، بل صار معناها حماقة بالنسبة لاستعمالكم. ان جميع المؤمنيين يعترفون بأن الله الكلمة الذي وُلد وعاش بالجسد بيننا، قد وُلد كإنسان من العذراء القديسة مريم, وأنه مساو للآب في الجوهر، وأنه تجسد وصار من نسل ابراهيم, وبذلك صار ابنا لابراهيم. فالكلمة الذي من الله والذي هو مساو للآب في الجوهر صار ابنا لإبراهيم حسب الجسد. وهذا ما يعترف به الأنبياء والرسل والانجيليون, فالمسيح حسب سلسلة الأنساب وحسب الجسد هو من نسل داود. فكيف لا تخجلون من الادعاء بأن الجسد الذي سُجل في سلسلة الأنساب من نسل داود يصبح مساويا لجوهر الكلمة؟ ألستم كما ذكرت تستعملون هذه العبارة بلا مضمون, بل وبحماقة أيضاً، لأنكم لا تعتبرون أن الذي يتساوى جوهره مع جوهر آخر له ذات الطبيعة والصفات والكمال. وهذا ما يجعلنا نعترف بأن الابن مساو للآب في الجوهر، أي انه كامل مثل الآب في كل شيء، وكذلك الروح القدس، لأن الثالوث له جوهر واحد، فكيف يمكنكم أن تنسبوا صفات وكمال اللاهوت إلى الجسد, مدعين أنه مساو للكلمة في الجوهر, وبذلك يُضاف إلى كمال الكلمة، كمال آخر هو الناسوت، وحسب خيالكم لا يعود الله ثالوثاً بل يصبح رابوعاً، وهذا إيمان آخر غير الإيمان الذي نبشر به. وهل بعد هذا يمكن أن يضاف شيء آخر إلى هذا الكفر؟
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 02 - 2019, 04:24 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,800

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تجسد ربنا يسوع المسيح

10- تقولون أن الجسد صار مساو في الجوهر للكلمة. أخبروني كيف حدث ذلك؟ تقولون: "لقد صار الجسد الكلمة بل صار أيضا روحاً", ولكن إذا كان الجسد ليس بالطبيعة لاهوتاً ولا هو من جوهر اللاهوت، فكيف يمكن أن يتحول إلى لاهوت؟ وإذا قلتم انه تحول, فبأي وجه تختلفون عن الأريوسيين الذين قالوا نفس الكلام عن الكلمة، ثم ألا تقول الأسفار عكس ذلك، لأنها تقول: "الكلمة صار جسدا", وليس: "الجسد صار الكلمة"، وتقول الأسفار ذلك لأن "صار" تخص الجسد، وفعلا صار الجسد خاصا بالكلمة، وليس خاصاً بإنسان، فالله تأنس، ولذلك قيل انه "صار جسدا" حتى لا يُخطيء أحد في فهم حقيقة التجسد، ويغفل اسم "الجسد". فاذا كنتم غير مستعدين لقبول هذا الاتحاد الطبيعي بين الكلمة والجسد الذي صار جسداً خاصاً به وفيه حل، وإذا كنتم لا تقبلون الاعتراف الصريح بأن الله تأنس، فلم يعد امامكم الا أمرين: اما أنكم لا تؤمنون بما تسمعون, وهو ما نُسبح الله عليه كسر فائق الادراك، وإما أنكم لا تريدون عطية الدهر الآتي, لأن ناسوت الله الكلمة هو الذي قيل عنه في كلمات الرسول: "الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده" (في25 : 31) وهو يعني بذلك ابن الله الذي صار ابن الإنسان، وصار بذلك ديان الأحياء والأموات والملك والإله الحق.
أنتم تريدون حذف كلمة "جسد"، أو أي اشارة إلى كلمة "إنسان"، وتمنعون استخدامها للمسيح. فكيف يمكن لكم أن تستمروا في قراءة الأسفار الإلهية، خصوصا ما يكتبه متى: "كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود، ابن إبراهيم" (مت1 : 11). وما كتبه يوحنا: "في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله" (يو1 : 1). فكيف تفهمون هذه الكلمات الواضحة "الكلمة" و "ابن داود". هل هي كلمات منفصلة ليس لها علاقة بذات الشخص؟ لو أنكم تتعلمون من الأسفار الالهية لعرفتم أن الكلمة الله، صار ابن الإنسان، ولعرفتم أن المسيح واحد، وهو نفسه الله والإنسان. وهكذا البشارة قائمة على دعامتين، إلوهية الكلمة وتجسده، وهذا ما يشرح ويفسر لنا الآلام، وأيضا عدم تألم الكلمة. ونرى ذلك في كلام الرسول بولس: "الإنسان يسوع المسيح الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع" و "الكائن على الكل إلها مباركاً إلى الأبد" (1تي5:2-6 & رو9:5)، وكتب إلى تيموثاوس يقول أيضاً: "أذكر يسوع المسيح الذي من نسل داود والذي قام من بين الأموات", ونفس الرسول يقول: "ونبشر بموته إلى أن يجيء" (2تي8:2& 1كو26:22).
  رد مع اقتباس
قديم 12 - 02 - 2019, 05:51 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,800

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تجسد ربنا يسوع المسيح

11- ان تعبير: "المساوي في الجوهر" هو تعبير قوي، ياليتكم لا تحاولون إفساد قوته بحذف الاشارة إلى "الجسد" او "الإنسان", وتمنعون استخدام هذه الكلمات الهامة في الكلام عن المسيح, فأنتم بذلك تقدمون على أمرين: إما أنكم تمنعون أن تبشرون بموته إلى أن يجيء، وبهذا تبطلون ما تبشر به الأسفار, أو أنكم تبشرون بموت "المساوي" للآب والروح القدس في الجوهر دون أن تعترفوا بأن المسيح "تألم في الجسد" (1بط1:4) وبهذا تجعلون اللاهوت هو الذي تألم. واذا تألم لاهوت الكلمة فقد تألم معه الآب والروح، بل لقد مات الآب والروح القدس أيضاً. وهذا يجعلكم أكثر كفراً من جميع الهراطقة. أما عن الموت فقد كان موت جسد ذاك "المساوي في الجوهر", وليس موت اللاهوت، كما أن الآب والروح القدس لم يتجسدا حسب التعليم الفاسد الذي يتمسك به أتباع فالنتينوس، وإنما التعليم الصحيح هو أن "الكلمة صار جسدا".
وأيضاً عندما نعترف بأن المسيح هو إله وإنسان، لا نقول هذا بقصد تقسيمه إلى إثنين, حاشا لله، وانما العكس، نحن نؤكد بتمام ما تعلنه الأسفار، لأن آلامه وموته التي حدثت هي التي "نبشر بها إلى أن يجيء". ونحن نعترف بأن موته وقيامته قد حدثا في جسد الكلمة، وفي نفس الوقت نؤمن بأن الكلمة نفسه غير متألم ولا متحول, وإنما هو الذي تألم دون أن يتألم، لأنه غير المتغير وغير المتألم كإله، ولكن "تألم في الجسد"(1بط1:4)، وأراد أن يذوق الموت لأنه صار "وسيطا بين الله والناس، الإنسان يسوع المسيح الذي قدم ذاته فدية عن كثيرين" (1تي6:2). وأيضاً لأنه صار وسيطاً بين الله والإنسان: "والآن الوسيط لا يكون وسيطا لواحد، ولكن الله واحد" (غل3 : 20).
  رد مع اقتباس
قديم 12 - 02 - 2019, 05:51 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,800

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تجسد ربنا يسوع المسيح

12- ومما سبق يظهر لنا خطأ كل الذين يقولون أن الابن الذي تألم هو آخر غير الابن الذي لم يتألم، إلا انه لا يجد ابن آخر غير الابن الواحد, وهو بذاته الكلمة الذي عبر الآلام والموت. فهو غير المتغير وغير المتجسد، الكلمة بذاته، قبل أن يولد في الجسد الإنساني أراد أن يكمل كل الأشياء وأراد أن يكون له ذبيحة يقدمها (عب14:1). فالذي قيل أنه صار أعظم من الملائكة، ليس الكلمة خلق الملائكة، لئلا يظن أحد أنه عندما خلق الملائكة كان أقل من الملائكة، وانما الذي "صار" هو "صورة الجسد" التي أخذها الكلمة وجعلها صورته عندما وُلد ميلاداً طبيعيا من العذراء. هذه الصورة هي التي رفعها إلى مرتبة أعظم من مرتبة الميلاد البشري الآدمي الذي يخص آدم الأول، لأنه أتى بهذه الصورة إلى علاقة فائقة ووثيقة، حتى اننا بسبب ذلك قيل عنا نحن "مواطنون مع كل القديسين وأعضاء في بيت الله " (أف2 : 19).
بذلك صار الجسد هو جسد الإله، ليس كمساوي له في الجوهر، لأنه ليس أزليا مع الكلمة، وانما "صار" معه بالطبيعة جسده, دون أن ينفصل عن اللاهوت بسبب قوة الاتحاد، وظل جسداً من نسل داود وابراهيم وآدم الذين تناسلنا منهم جميعا, ولو كان الجسد مساوي لجوهر الكلمة وأزلياً معه لصار من المحتم عليكم أن تتقدموا خطوة أخرى على طريق ضلالكم وتتفق مع منطقكم وهي: أن تصبح كل الخلائق مساوية في الجوهر لله خالق كل الأشياء. وازاء هذا كيف يمكنكم أن تظلوا مسيحيين، إذا سقطتم هذه السقطة الشنيعة وربطتم بسلاسل هذا الضلال؟
أن المساوي في الجوهر له في الحقيقة ذات صفات الجوهر, أي أنه غير متغير وغير قابل للموت، وهنا لا يجوز الكلام عن الاتحاد، مادام الناسوت مساوياً في الجوهر لأقنوم الكلمة، بل لا يبقى مجال للاتحاد الأقنومي، حيث لا يصح الكلام عن اتحاد اثنين متساويين في الجوهر, لأن اتحادهما هو في الواقع وحدة طيبعية, واذا وصلتم إلى هذه النتيجة فأنتم تقولون بوجود أقنومين في الابن. وهكذا أخترعتم ماتخيلتم انه مقدس ونافع, ولكنه قادكم إلى احتمالين: إما انكم ستضطرون إلى انكار الجسد المولود من العذراء والدة الاله، وإما انكم ستجدفون على الله لأن وحدة جوهر الآب والابن والروح القدس تجعل أي كلام عن آلام الجسد المساوي للثالوث في الجوهر هو اعتراف بأن الثالوث تألم، وبذلك أضفتم رابعاً إلى الثالوث, فأي نقد يمكنكم أن توجهوه بعد ذلك إلى الهراطقة؟ وما هو اللوم الذي يمكن أن توجهوه لنا نحن الذين نؤمن بالثالوث؟ هكذا رغم عنكم قادكم المنطق السقيم وأصبحتم تؤمنون برابع مع الثالوث، عندما جعلتم الجسد مساوياً للكلمة في الجوهر. وهكذا أيضاً صار إيمانكم باطلاً، لأنكم صرتم تفكرون مثل الأريوسيين وسقطتم في ضلالهم ولم تفهموا معنى الكلمات: "الكلمة صار جسداً". والآن علينا أن نشرح ما هو معنى الكلمات: "الكلمة صار جسدا "؟ انه لا يعني أن الكلمة لم يعد الكلمة، وانما يعني أن الكلمة هو دائما الكلمة حتى عندما أتخذ لذاته جسداً, وفيه قبل الآلام والموت, أي في الصورة البشرية، وبها ذهبت إلى ابعد الأماكن, أي القبر والجحيم، وبذلك صار الكلمة الإله سببا لقيامة الأموت، وأعلن بذلك أن له لحماً وعظاماً ونفساً، بإعلان جسده الذي لم ينفصل عنه والذي أخذه كما هو مكتوب: "من نسل داود". فإذا لم تؤمنوا بذلك فأي فرق بينكم وبين مرقيان؟ ألم يقل مرقيان بأن جسد الكلمة ظهر ونزل من السماء في شكل إنساني، وانه لم يكن جسدا حقيقاً؟ وماذا قال ماني؟ ألم يقل أن الجسد لم يكن جسداً بشرياً بل له صورة إلهية, وان ملامحه كانت فقط إنسانية, ولكنه لم يكن جسداً بشرياً بل غريباً عن الطبيعة الإنسانية تماماً؟ لقد أخترع هؤلاء كل هذه التصورات، لأنهم يعتقدون أن مصدر الخطية هو الجسد وليس الانحراف الذي أصاب الارادة, لقد أحدر هؤلاء إلى هذا الكفر فهل أنحدرتم أنتم أيضا إلى هذا الدرج الأسفل.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
وجه الرب يشير إلى تجسد رب المجد يسوع المسيح
لكن لما تجسد ربنا يسوع المسيح صار له فم ناطق
يسوع المسيح تجسد حقا. هو حقا ابن مريم. وهي حقا أمُّ الله
تجسد ابن الله، ربنا يسوع المسيح، وقيامته من بين الأموات
كتاب تجسد ربنا يسوع المسيح وتأريخ عيد الميلاد - الأنبا إبرام أسقف الفيوم


الساعة الآن 04:20 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024