فأمر الملاك يوسف أن يهرب بالطفل وأمه إلى مصر ففعل… ومن القصص الطريفة التي تحكى عما جرى للعذراء وهي هاربة بابنها إلى مصر مع يوسف البار، أنهم مرّوا بفلاح يبذر الزرع فباركت العذراء الأرض فنما الزرع وارتفع، ولما غادروا المكان جاءت ثلة من جنود هيرودس تريد إلقاء القبض عليهم فلم يجدوهم، ولما سألوا الفلاح فيما إذا مرّ به رجل وامرأة ومعها طفل، أجابهم نعم قد مرّوا من هنا، وسألوه متى كان ذلك؟ أجابهم يوم كنت أبذر الزرع، فلما رأى الجند أن الزرع قد نما وارتفع ظنوا أن العائلة قد مرّت قبل شهور فعادوا أدراجهم يائسين من ملاحقتهم.
ويحكى أيضاً أن العائلة المقدسة قبل وصولها إلى مصر تعرّض لها لصوص حاولوا التعدي على العذراء وابنها ومار يوسف سلباً وضرباً، فمنعهم زعيمهم فكافأه الله، وأهّله بأن يصلب عن يمين الفادي ويؤمن به، تائباً، واستحق أن يسمع من الفادي كلمة وعد «اليوم تكون معي في الفردوس». هذا ويقول بعض الآباء إن أصنام مصر تحطّمت حيثما مرّ موكب يسوع الطفل بهياكلها. وبدخول الرب مصر رفع اللعنة عنها وتمّ ما قد كُتب على لسان الرب «مبارك شعبي مصر».