رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
♡ «أشكرك يا إلهي ...» ( لوقا ۱۸: ۱۱) وقف الفريسي يصلي في نفسه هكذا : «أشكرك يا إلهي لأني لست كسائر الناس الخطفة الظالمين» . يا له من كبرياء! هذا يمقته الرب وكذلك النبي أشعيا لانه يقود إلى مصر ، فيه وقاحة فرعون وظلمة مصر . فيه ضياع للذاكرة كما جاء في مزمور داود . يا له من فم محب للإدانة كما جاء في الفصل السادس الأمثا . يقول الفريسي أيضاً : «لست كسائر الناس الخطفة الظالمين الزناة ولا مثل هذا العشار» يبدو أن الاحتقار هو مبدأ الكبرياء ، والذي يحتقر الآخرين ويعتبرهم ، كلا شيء، حتى وإن كانوا فقراء ، أو أميين او تافهين أو ظالمين او خاطئين ، يصل في النهاية الى ان يعتبر نفسه وحده حكيماً وعاقلاً وشريفاً وغنياً ومقتدراً وعادلاً وفوق كل الناس . الاحتقار مبدأ الكبرياء كما أن الكبرياء ثمر الاحتقار الرديء . لذلك سوف يجلب يوم الرب الشهير الحكم على كل محتقر ومتكبر ، لأن مثل هذه الخطايا بهذا الشكل سوف تُعاقب . تبين من مظهر الفريسي وموقفه أنه كان مكتفياً بذاته ومتكبراً مع أن أقواله في البداية كانت أقوال شكر واعتراف بالجميل . كان يقول في البداية «أشكرك يا إلهي» وبعدها أخذ يتكبر ويتعظم ، لماذا ؟ لما لم يقل : أنت يا رب الذي جبلتني وبمعونتك أتحرر من كل ظلم ومن كل خطف أو أي سوء آخر . وقد قيل لنا : «ماذا تملك أنت مما لم تأخذه» . لقد اعتبر الفريسي أن كل ما حصل عليه هو انجاز من قدرته الخاصة . ليعلم الإنسان ، أي انسان ، انه بدون معونة الله لا يملك القدرة على تحقيق أي شيء صالح : «بدوني ، يقول الرب ، لا تستطيعون أن تفعلوا شيئاً» . ويقول النبي : «إن لم يبن الرب البيت فباطلاً يتعب البناؤون» . ويقول الرسول : «لا بالذي يريد ولا بالذي يتعب بل بقدرة الله الذي يرحمنا» وبتعبير آخر : «لا انا بل نعمة الله التي معي» ، وفي مكان آخر «الله هو الذي يحرك فينا الإرادة والقوة». لذلك بينما كان العشار كمثل حديقة مروية بالمياه الروحية ، كذلك كان الفريسي سنديانة عارية من الأوراق كما يقول أشعيا وسليمان . لأنه وإن كنا نتحلى بحرية الارادة الا انه بدون تحالفنا مع الله ، لا نستطيع أن نحقق أي عمل بشجاعة في حياتنا . أنا أعلم أن طريق الانسان لا ترتبط به وحده ، ولا يستطيع وحده أن يصل الى نهايتها . فلا ننسبن اذا لأنفسنا نتائج جهاداتنا . إلينا يعود الاختيار ، اختيار الافضل ، والجهاد من اجل تحقيقه ، ولكن الله هو الذي يقود الانسان في رغبته الى النهاية . لأن الانسان لا يملك من طبيعته الامكانية لتحقيق مثل هذه الرغبة الصالحة بل انه يستمد من النعمة الالهية إمكانية القول : «إني أستطيع» . كل ما عدا ذلك فهو تبجح وافتخار وادعاء . لأنه قيل لنا : «ماذا تملك مما لم تأخذه ، وإن أخذته لماذا تدعي وتفتخر وكأنك لم تأخذه من آخر»؟ |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لأنه يفكر بك (مزمور ۱۳۹ : ۱۷) |
لأنه يخطط لحياتك (إرميا ۱۱:۲۹) |
«اللهم ارحمني أنا الخاطئ» ( لوقا ۱۸: ۱۳) |
أصوم مرتين ( لوقا ۱۸: ۱۲) |
« الرب يحفظ خروجك ودخولك من الآن وإلى الدهر » ( مز ۸ : ۱۲۱ ) 🌱 |