منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07 - 09 - 2021, 04:57 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,266,615

دروس فى الحكمة 1 نص عظة البابا تواضروس فى اجتماع الأربعاء


دروس فى الحكمة 1 نص عظة البابا تواضروس فى اجتماع الأربعاء





ألقى قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، عظته الأسبوعية مساء اليوم الأربعاء، من المقر البابوى بالكاتدرائية المرقسية فى العباسية.


وجاء فى نص العظة

بسم الأب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين، تحل علينا نعمته وبركته من الآن وإلى الأبد آمين.
مزمور 37
"لا تغر من الأشرار، ولا تحسد عمال الإثم، فإنهم مثل الحشيش سريعا يقطعون، ومثل العشب الأخضر يذبلون. اتكل على الرب وافعل الخير. اسكن الأرض وارع الأمانة. وتلذذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك. سلم للرب طريقك واتكل عليه وهو يجرى، ويخرج مثل النور برك، وحقك مثل الظهيرة. انتظر الرب واصبر له، ولا تغر من الذى ينجح فى طريقه، من الرجل المجرى مكايد. كف عن الغضب، واترك السخط، ولا تغر لفعل الشر، لأن عاملى الشر يقطعون، والذين ينتظرون الرب هم يرثون الأرض. بعد قليل لا يكون الشرير. تطلع فى مكانه فلا يكون. أما الودعاء فيرثون الأرض، ويتلذذون فى كثرة السلامة".
سيكون المزمور 37 مدار تأملنا لعدة أسابيع فى وصايا كثيرة ومتعددة ونضعها تحت عنوان "دروس فى الحكمة"، يقدم لنا داود النبى دروس فى الحكمة. أحب أن أتأمل معكم فى هذا المزمور، ولهذا المزمور صفات خاصة ويسمى "بأدب الحكمة" أو "خزانة الحكمة" ويمكن أن نسميه "دروس أولية فى حياة الحكمة"، كيف يتعلم الإنسان حكمة الحياة؟، لذلك أنا أعتبر هذا المزمور لحياة الإنسان، المزمور مكون من 40 آية يشتملوا على أشياء كثيرة تخص حياة الإنسان، يتحدث عن الإنسان فى مراحل عمره المختلفة، ويتحدث عن المشكلة الرئيسية التى تشغل الإنسان فى كل الزمان وهى "ماهو الفرق بين الأبرار والأشرار" لماذا يوجد أشرار ناجحين وأبرار متألمين؟! وهذه مشكلة يواجها الإنسان عبر الزمان وحتى داود النبى واجها من ضيقاته فى أحد الأيام وقف أمام الله وقال "إلى متى يا رب تنسانى كل النسيان؟ إلى متى تحجب وجهك عنى؟" (مز 13: 1). رغم أن داود إنسان بار وقال عن نفسه "أما أنا فصلاة." وشهد له الله قال عنه "فتشت قلب عبدى داود فوجدته مثل قلبى" ونحن نقرأ جزء من مزاميره قبل قرأة العهد الجديد فى القداس والمزامير تمثل العهد القديم وكأن داود يمثل العهد القديم كله، القضية تشغل الإنسان لماذا يارب هناك أشرار متنعمين والأبرار متألمين؟ وفى المزمور يقدم فلسفة الحياة ورؤية الله لهذا الأمر، وهذا المزمور قصيدة حكمة موجها للإنسان وهناك عبارات كثيرة فى هذا المزمور مذكورة فى سفر الأمثال فهو ممتلئ بالحكمة، ويدور حول الفرق بين النجاح القصير للأشرار ومعونة الله المستمرة للأبرار، ويدخلنا فى نقطة فلسفية "ماهية العدالة الإلهية" وهذه قضية كبير جدا ويمكن أن تشغل محاضرات كثيرة ولكن نحن نأخذ فقط الجانب الروحى الذى يخص حياتنا كلنا، ويسمى هذا المزمور "مرأة العناية الإلهية" ومن الأشياء الجيدة عندما تدرس الكتاب المقدس أن تبحث عن مواضع عناية الله بالإنسان، وقيل عن هذا المزمور "دواء ضد التذمر" والتذمر صفة إنسانية متعبة والآباء الذين فسروا هذا المزمور أعتبروه دواء ضد التذمر، ومجموعة أخرى من المفسرين أخذوا آية من سفر الرؤيا وأطلقوها على المزمور " هنا صبر القديسين"، " بصبركم تقتنون أنفسكم" فالصبر هو الوسيلة التى بها يقتنى الإنسان نفسه، المزمور يقوم بعمل مقارنة بين سعادة الأشرار الوقتية ومكافأة الأبرار الدائمة، ونجد هذه القضية فى سفر الجامعة وسفر أيوب، ولكن أريد أن تعرف أن هذا المزمور ليس ترنيمة أو مرسية ولكنه حكمة، والحكمة نتعلمها على مدار حياتنا كلها، مدخلنا للمزمور أن داود النبى يريد أن يقول لنا أن نضع ثقتنا فى الله ولا تدع ثقتك تهتز، ونصلى فى صلواتنا "ضابط الكل" الله ضابط الكل هو يضبط كل شيء، ثقتك التامة فى الله أنه يقود حياتك مهما كان أمامك من ما يفعله الأشرار، لا يوجد شيء بعيد على يد الله حتى الأشرار وأن كان الله يعطى فرصة للأشرار، كما فى مثل الحنطة والزوان الحنطة هى القمح ولكن الزوان نبات ضار "دعهما ينميان معا" فى المعنى الروحى الله يعطى فرصة للأشرار للتوبة وهذه ما نسميه فرصة العمر، الله يعطى العمر للإنسان ليتوب مثل القديس أغسطينوس شفيع التائبين، والقديسة مريم المصرية والقديس بولس، ضع ثقتك الكاملة فى الله وتأكد من فشل الأشرار فى نهاية المطاف ودائما يكون مصيرهم الهلاك، وتعب الصديق وقتى وعقاب الشرير أبدى.
وهذا المزمور من المزامير الأبجدية كل آيتين يبدأوا بحرف من حروف الأبجدية العبرية مثل مزامير (9 - 25 - 34)، وهذا المزمور يحتاج أن تقرأه مرات كثيرة وهو "كلمات مشجعة فى أزمنة الضيق وفى رحلة الحياة"، وهذا المزمور مرتبط بالمزمور 73 "وأنا بليد ولا أعرف. صرت كبهيم عندك. ولكنى دائما معك. أمسكت بيدى اليمنى. برأيك تهدينى، وبعد إلى مجد تأخذنى.من لى فى السماء؟ ومعك لا أريد شيئا فى الأرض." يتكلم بصيغة مشابها لمزمور 37، ويرتبطوا بسفر الأمثال أيضا " فم الأشرار أكاذيب"، ومن الأشياء المهم أنه ذكر كلمة الشرير فى هذا المزمور 14 مرة.
"لا تغر من الأشرار، ولا تحسد عمال الإثم، فإنهم مثل الحشيش سريعا يقطعون، ومثل العشب الأخضر يذبلون" وهذه الآية مدخل للقضية وكلمة "لا تغر" تكررت ثلاث مرات، فهو يقدم لنا تشبيه مريح أن الشرير مثل العشب سطحى وبلا قيمة وليس له جذور وتحرقه الشمس سريعا، والشمس تعبير رمزى عن يوم الدينونة، دائما يشبة الأشرار بالحشيش الأخضر بلاقيمة وبلا مستقبل ويذبل سريعا ولكن عندما يتكلم عن الأبرار مثل أرز لبنان يسموه أرز الرب لأن الأبرار ينتموا لله "الصديق كالنخلة يزهو، كالأرز فى لبنان ينمو." (مز 92: 12). " وقارن بين الحشيش الأخضر ونخلة عالية، لذلك يقول "لا تغر " يريد أن يقول لنا لا تتذمر لنجاح الأشرار لأن نهايتهم قريبة،النجاح الخارجى نجاح زائل ومؤقت وإلى لحظة، فى سفر الأمثال يقول آيات مماثلة "لا تغر من الأشرار ولا تحسد الأثمة" (أم 24: 19)، "لا تحسد أهل الشر، ولا تشته أن تكون معهم،" (أم 24: 1). "كل من يفعل الخطية يفعل التعدي أيضا. والخطية هي التعدى." (1 يو 3: 4).
المرحلة الأولى: هى مرحلة الحسد "لا تحسد عمال الإثم".
المرحلة الثانية: الحسد يولد الغيرة.
المرحلة الثالثة: الغيرة تولد الغضب والتذمر "كف عن الغضب، واترك السخط"،الغضب يوصل إلى خطايا كثيرة فانتبه لنفسك.
يقول عن الأشرار "مثل الحشيش سريعا يقطعون، ومثل العشب الأخضر يذبلون" كناية عن العمر القصير، كناية عن تفاهت الجدوى والهلاك السريع.
الخلاصة: الحسد يعدم الإنسان من خيرات الله نفسيا وجسديا، الإنسان الحسود يشبه الصدأ "الغيرة وحش يأكل نفسه بنفسه" انتبه لنفسك وهذا كله دعوة لحياة البر، الخلاصة أن نجاح الأشرار خادع ولا يعيش طويلا، والأبرار يصفهم المزمور الأول "فيكون كشجرة مغروسة عند مجارى المياه، التى تعطى ثمرها فى أوانه، وورقها لا يذبل. وكل ما يصنعه ينجح." (مز 1: 3). الخلاصة يا أخوتى "لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟" (مر 8: 36). هذا المزمور من أدب الحكمة وأريد أن تقرأه أكثر من مرة وممكن على أجزاء وتأخذ منه فقرات وتستخلص منها دروس للحكمة، ونعتبر تأملنا فى هذه الليلة هو بداية هذه الدروس "دروس فى الحكمة" يقدمها لنا داود النبى من خلال المزمور 37، اقرأ المزمور وتأمل فى كلماته، وسوف نأخذ خلال الأسابيع القادمة بعض الأجزاء ونأخذها كدرس من دروس الحكمة نتعلم منها حكمة الحياة التى نعيشها.
لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الدرس الخامس عشر من دروس الحكمة في اجتماع البابا تواضروس الأسبوعي
"الاستقامة والسلامة".. البابا تواضروس يواصل دروس الحكمة في اجتماع الأربعاء
دروس في الحكمة ج1 | لقاء الأربعاء | مع قداسة البابا تواضروس الثاني
البابا تواضروس الثاني يواصل دروس الحكمة في اجتماع الأربعاء
دروس فى الحكمة 7 نص عظة البابا تواضروس فى اجتماع الأربعاء


الساعة الآن 02:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024