رغم أن كلمات الرب لهم في بداية هذا الأصحاح تُعبِّر عن مقدرته في أن يُخلص، واستعداده لأن يسمع «ها إن يد الرب لم تقصر عن أن تخلّص، ولم تثقل أذنه عن أن تسمع». أليس هو الذي تغنى له داود قائلاً: «يا سامع الصلاة إليك يأتي كل بشر» (مز65: 2). فلماذا هنا رغم استماعه لهديرهم المليء بالألم والحزن لا يُحرك ساكنًا؟!
الإجابة واضحة وصريحة. نفهمها من كلمات الرب لهم، وأيضًا من اعتراف الشعب نفسه. إذ يستكمل الرب حديثه لهم في بداية الأصحاح قائلاً: «بل آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم، وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع». بل إن الشعب نفسه كما ذكرنا لم يُنكر ما ذكره الرب عنهم، «لأن معاصينا كثرت أمامك، وخطايانا تشهد علينا. لأن معاصينا معنا، وآثامنا نعرفها».