|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حينما دخلت السيدة العذراء إلى الهيكل وهى تحمل الطفل يسوع بعد ولادته بأربعين يوماً حمله سمعان الشيخ على ذراعيه وبارك الله وقال “الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام. لأن عينى قد أبصرتا خلاصك الذى أعددته قدام وجه جميع الشعوب نور إعلان للأمم ومجداً لشعبك إسرائيل” (لو2: 29-32). كان سمعان الشيخ قد “أتى بالروح إلى الهيكل” (لو2: 27) ونطق بهذه الكلمات بوحى من الروح القدس الذى كشف له أن هذا الطفل هو المسيح مخلص العالم. وقال إن عينيه قد أبصرتا خلاص الرب لأنه أبصر الكلمة المتجسد. وإن كان قد أوضح أيضاً أنه هو الخلاص المعد أمام وجه جميع الشعوب، فالخلاص من الناحية الزمنية لم يكن قد أكتمل بعد، ولكنه من ناحية تحقيق الوعد قد بدأ بتجسد الكلمة. والنبوة كما قلنا ترتفع فوق الزمان لأنها بوحى من الروح القدس. ونلاحظ أن زكريا الكاهن قد أشار بالروح القدس إلى أهمية تحقيق النبوات التى أوحى بها الروح القدس بقوله “كما تكلّم بفم أنبيائه القديسين الذين هم منذ الدهر” (لو1: 70). لم تكن النبوات قد قيلت فى زمن قريب بل منذ آلاف السنين، ودوِّنت فى الأسفار أى الكتب المقدسة، بداية من سفر التكوين إلى سائر أسفار العهد القديم واستغرق كتابتها قرابة ألف وستمائة عام قبل مجيء السيد المسيح بالجسد. إن أحد أسباب قوة المسيحية هو استنادها إلى عديد من الرموز والنبوات الواضحة التى تحققت فى مجيء السيد المسيح، والتى مازالت محفوظة إلى يومنا هذا فى أيدى اليهود الذين رفضوا السيد المسيح وناصبوه العداء وحكموا عليه بالموت. |
|