رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* العيد لا يعني التمتع بأكل اللحوم والملابس الفاخرة، ولا هو أيام للترف، إنما تكمن بهجته في معرفة الله وتقديم الشكر والحمد له. هذا الشكر وهذا الحمد، يقدمه القدِّيسون وحدهم الذين يعيشون في المسيح، إذ مكتوب: "ليس الأموات يسبحون الرب، ولا من ينحدر إلى أرض السكوت. أما نحن فنبارك الرب من الآن وإلى الدهر" (مز 115: 17-18). وهكذا كان الأمر مع حزقيا الذي خلُص من الموت، فسبح الله قائلًا: "لأن الهاوية لا تحمدك. الموت لا يسبحك... الحيّ هو يحمدك كما أنا اليوم" (إش 38: 18-19). فتسبيح الله وتمجيده هو من اختصاص الذين يحيون في المسيح وحدهم، هؤلاء يصعدون إلى العيد، لأن الفصح ليس للأمم (الوثنيين عابدي الأصنام)، ولا للذين هم يهود بحسب الجسد، بل للذين يعرفون الحق، وذلك كما يقول ذاك الذي أرسل للإعلان عن مثل هذا العيد، "لأن فصحنا أيضًا المسيح، قد ذُبح لأجلنا". لذلك وإن كان الأشرار يقحمون أنفسهم لكي يحفظوا العيد، بينما عمل العيد هو تمجيد الله، لهذا فإنهم كأشرارٍ يقتحمون متطفلين في دخولهم كنيسة القدِّيسين. هؤلاء يوبخهم الله معاتبًا كل واحدٍ منهم قائلًا: "ما لك تتحدث بفرائضي" (مز 50: 16). ويوبخهم الروح القدس قائلًا بأنه ليس للتسبيح مكان في فم الخاطئ (ابن سيراخ 15: 9)، ولا للخطية وجود في مذبح الله، لأن فم الخاطئ يتكلم في الأمور الجامحة، كقول المثل: "فم الأشرار ينبع شرورًا" (أم 15: 28). لأنه كيف يمكننا أن نسبح الله بفم دنس، إذ لا يمكن أن يتفق النقيضان معًا؟ لأنه أية خلطة للبرّ والإثم؟ وأية شركة للنور مع الظلمة؟ هذا ما يقوله بولس خادم الإنجيل (2 كو 6: 14). أما البار، فإنه وإن كان يظهر ميتًا عن العالم، لكنه يتجاسر فيقول: "أنا لا أموت، بل أحيا وأحدث بأعمالك العجيبة" (مز 118: 17)، فإنه حتى الله لا يخجل من أن يُدعى لهم إلهًا، هؤلاء الذين بحق يميتون أعضاءهم التي على الأرض (كو 3: 5)، ويحيون في المسيح الذي هو إله أحياء لا إله أموات، هذا الذي بكلمته ينعش كل البشر، ويعطيهم طعامًا يحيا به القدِّيسون، كما أعلن الرب قائلًا: "أنا هو خبز الحياة" (يو 6: 48). القديس أثناسيوس الرسولي |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القطط تأكل اللحوم |
يعود 84% من النباتيين إلى تناول اللحوم في غضون عام |
الحيوانات التي تأكل اللحوم والاعشاب |
العيد يعني |
النباتات التى تأكل اللحوم |