رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لقد سمعت راحاب الزانية ككل أهل المدينة، بل وكل سكان المنطقة عن عمل الله مع شعبه، كيف يبّس مياه بحر سوف أمامهم عند خروجهم من مصر منذ حوالي أربعين عامًا، وكيف خلصهم من سيحون وعوج ملكي الأموريين [10] لكنها وحدها التي آمنت به وفتحت بيتها للرسولين، كما فتحت فمها لتشهد لله، قائلة: "إن الرب قد أعطاكم الأرض وإن رعبكم قد وقع علينا وأن جميع سكان الأرض ذابوا من أجلكم... سمعنا فذابت قلوبنا ولم تبق بعد روح في إنسان بسببكم، لأن الرب إلهكم هو الله في السماء من فوق وعلى الأرض من تحت" [9-11]. أعلنت إيمانها عمليًا فعرضت حياتها للخطر، وطلبت من الجاسوسين أن يحلفا لها أن ينقذاها هي وكل أقاربها! استطاعت امرأة أممية زانية، تسكن في مدينة مُدانة، أن تعلن إيمانها بأعمالها لتنال وعدًا أكيدًا بالخلاص. يقول الرسول بولس: "بالإيمان راحاب الزانية لم تهلك مع العصاة، إذ قبلت الجاسوسان بسلام" (عب 11: 31). ويقول معلمنا يعقوب: "كذلك راحاب الزانية أيضًا أما تبررت بالأعمال إذ قبلت الرسل وأخرجتهم في طريق آخر؟!" (يع 2: 25)... أعلن الرسول بولس عن إيمانها وأعلن الرسول يعقوب عن أعمالها، وفي الحقيقة لا يمكن عزل هذا عن ذاك! بالإيمان أيضًا تركت راحاب طريق زناها لتعيش مقدسة للرب، يرى القديس جيرومأن "راحاب" تعني (مكان رحب) أو (كبرياء)، هذه التي خلال الإيمان قبلت طريق الاتضاع الضيق عوض طريقها القديم المتسع. يقول: ["كانت قبلًا تسلك الطريق الرحب المؤدي إلى الموت" (مت 7: 13)، فقد سحبها كبرياؤها إلى الهلاك، لكن أخيرًا تحولت إلى الاتضاع]، كما يقول في نفس العظة: [كانت في وقت ما على الطريق الرحب المؤدي للهلاك لكنها صعدت بعد ذلك إلى فوق، إلى ذاكرة الله]. |
|