رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
موسى وإيليا والسيد المسيح ترى ماذا كان موضوع الحديث الذي دار بين موسى وإيليا والسيد المسيح على جبل التجلي؟ يقول لنا الإنجيل المقدس: «إنهما ظهرا بمجد، وتكلما عن خروج المسيح الذي كان عتيداً أن يكمّله في أورشليم». لم يتحدث موسى وإيليا عن أخبار السماء، ولا عن ماضيهما العجيب ولا عن اختباراتهما في خدمة اللّه، ولا عن المستقبل البعيد، لكنهما تحدثا عن حادثة قريبة على وشك أن تحدث هي صَلْب المسيح. إن الأشخاص العظماء يتحدثون في مواضيع عظيمة، وهذا هو أعظم موضوع تحدث عنه موسى وإيليا. كان موسى يذكر كيف رفع الحية في البرية، حتى أن كل من نظر إليها نال الشفاء، وهو يعلم أنه كما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يُرفع ابنُ الإنسان. لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية (يوحنا ٣: ١٤ ، ١٥). وكان إيليا يدرك أن اللّه لم يظهر له في الزوبعة ولا في الزلزلة ولا في النار، ولكن في الصوت المنخفض الخفيف. وها هو المسيح المصلوب يعلن في صوت محب رقيق أن: «هٰكَذَا أَحَبَّ ٱللّٰهُ ٱلْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ٱبْنَهُ ٱلْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ ٱلْحَيَاةُ ٱلأَبَدِيَّةُ» (يوحنا ٣: ١٦). كان المسيح قد قال لتلاميذه إنه ينبغي أن ابن الإنسان يتألم كثيراً، ويُرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة، وفي اليوم الثالث يقوم. فقال له التلاميذ: «حَاشَاكَ يَا رَبُّ!» (متى ١٦: ٢٢) لأنهم لم يكونوا يريدون له موتاً ولا صلْباً، لكن عظمة ومُلكاً. فجاء صوت السماء يقول: «هذا هو ابني الحبيب له اسمعوا». ولقد كان موسى وإيليا يتكلمان عن صليبه الكريم، الذي فيه وبواسطته يجد البشر خلاص نفوسهم. ففي الصليب نجد حلاً لمشكلة خطية البشرية، ونجد الخلاص، لأن في الصليب تصالحت عدالة اللّه مع رحمته، فاستوفى العدل الإِلهي حقه وبرهنت المحبة الإِلهية ذاتها. إن خير حديث نحدّثك به الآن هو ما تحدث به موسى وإيليا مع السيد المسيح على جبل التجلي. إن المسيح قد مات من أجل خطايانا حسب الكتب، وأنه دُفن، وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب، ليوجِد لك خلاصاً أبدياً.. فهل تقبله؟ |
|