رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا حلّ الروح القدس على السيد المسيح عند عماده؟ نُجيب: الروح القدس هو الذي شكّل ناسوت السيد المسيح منذ لحظة البشارة بالتجسد الإلهي. ولما كان لاهوت السيد لم يفارق ناسوته، لهذا لم يكن الناسوت قط في معزل عن الروح القدس، ولا في حاجة إلى تجديد الروح له، لأنه لم يسقط قط في خطية ولا كان للإنسان القديم موضع فيه، إنما طلب السيد أن يعتمد "لكي يكمل كل بر"، أي يقدم لنا برًا جديدًا نحمله فينا خلال جسده المقدس. حلول الروح عليه في الحقيقة كان لأجل الإنسانية التي تتقدس فيه، فتقبل روحه القدوس. في هذا يقول القديس غريغوريوس النيسي: [اليوم اعتمد (يسوع) من يوحنا لكي يظهر الذي تدنس، ولكي يجعل الروح ينحدر من فوق فيرفع الإنسان إلى السماء، ويقيم الساقط الذي انحدر وصار في عار. لقد أصلح المسيح كل الشرور، فأخذ البشرية الكاملة لكي يخلص البشرية، ولكي يصبح مثالًا لكل واحدٍ منا. لذلك فهو يقدس باكورة وثمار كل عمل يقوم به لكي يترك لعبيده غيرة حسنة بلا شك في اقتفاء أثره]. يتحدث القديس غريغوريوس النزينزيعن عمل الروح القدس في حياتنا كينبوع صلاحنا، قائلًا: [يُدعى روح الله وروح المسيح... وهو نفسه الرب. روح النبوة والحق والحرية، روح الحكمة والفهم والمشورة والقدرة والمعرفة والصلاح ومخافة الله. إنه صانع كل هذه الأمور، يملأ الكل بجوهره ويحوي كل الأشياء، يملأ العالم في جوهره ومع هذا فلا يمكن للعالم أن يدرك قوته. صالح ومستقيم، ملوكي بطبيعته وليس بالتبني. يُقدس ولا يتقدس، يقيس ولا يُقاس، يهب شركة ولا يحتاج إلى شركة، يملأ ولا يُملأ، يحوي ولا يُحوَى، يورث ويمجد... مع الآب والابن. هو إصبع الله، نار كالله (الآب)... الروح الخالق الذي يخلق من جديد بالمعمودية والقيامة. هو روح العالم بكل شيء، يهب حيث يشاء، يرشد ويتكلم ويرسل ويفرز ويحزن، يعلن وينير ويحييّ، أو بالحري هو ذات النور والحياة. يخلق هياكل ويؤله (يعطي شركة مع الله)، يهب كمالًا حتى قبل العماد [كما في حادث كرنيليوس (أع 10: 9)]، تطلبه بعد العماد كعطية... يفعل فينا العمل الإلهي، ينقسم في ألسنة ناريِّة مُقسِّمًا المواهب، يقيم الرسل والأنبياء والإنجيليين والرعاة والمعلمين. يُفهم بطرق متعددة، واضح، وينخس القلوب...]. |
|