الصوم تصحبه الصدقة
فالذي يشعر في الصوم بالجوع، يشفق علي الجوعانين. وبهذه الرحمة يقبل الله صومه، وكما قال "طوبي للرحماء فإنهم يرحمون"(مت 5: 7). والكنيسة من اهتمامها بالصدقة، ترتل في الصوم الكبير ترنيمة "طوبي للرحماء علي المساكين".
ومن اهتمام الرب بالصدقة، قال في نبوة إشعياء.
"أليس هذا صومًا أختاره: حل قيود الشر.. إطلاق المسحوقين أحرارًا.. أليس أن تكسر للجائع خبزك، وأن تدخل المساكين التائهين إلي بيتك. إذا رأيت عريانًا أن تكسوه، وأن لا تتغاضي عن لحمك" (أش 58: 7).
وفي عصر الشهداء و المعترفين، كانت الكنيسة تقول هذا التعليم:
أن لم تجد ما تعطيه لهؤلاء، فصم وقدم لهم طعامك.
أي أنك لا تصوم، وتوفر الطعام لك. وإنما تصوم وتقدم للمساكين الطعام الذي وفرته. ولهذا اعتادت كثير من الكنائس في أيام الصوم، أن تقيم موائد للفقراء تسميها أغابي. ولكي لا يحرج الفقراء إن أكلوا وحدهم، يأكل الشعب كله معًا.