|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المُحرَقة إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ يُقَدِّمُهُ لِلرِّضَا عَنْهُ أَمَامَ الرَّبِّ. وَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ الْمُحْرَقَةِ، فَيُرْضَى عَلَيْهِ لِلتَّكْفِيرِ عَنْهُ ( لا 1: 3 ، 4) إن ذبيحة الخطية ـ كما يبدو من تسميتها ـ ترمز إلى المسيح الحامل لخطايانا، وتُشير إلى أن ما اقترفناه من آثام قد طُرح في بحر النسيان إلى الأبد. ولكن ما هي المُحْرَقَة؟ وإلى ماذا تُشير؟ المُحْرَقَة هي التي ترمز إلى المسيح الآتي إلى العالم ليعمل مشيئة الله، مهما كلَّفه ذلك: تجارب موجعة، وآلام مروعة، صلب مُهين، وعار مُشين، لقد «احتمل الصليب مُستهينًا بالخزي» ليُكمِّل مشيئة الله ويُمجِّده، ولو اقتضى ذلك حتى موت الصليب ( عب 2: 12 ). شكرًا لله. فهذا أيضًا من أجلنا. فمشيئة الله خلاصنا، وهكذا فإن المسيح عندما جاء إلى العالم ليصنع مشيئة الله، إنما جاء ليتمم خلاصنا أيضًا. لقد ارتبط تمجيد الله بأمر خلاصنا؛ إذ كانت مشيئته تعالى تقتضي ذلك؛ خلاصنا، ومن ثم فإن المسيح عندما جاء ليُمجِّد الله ويصنع مشيئته، إنما جاء ليُتمِّم هذا الخلاص. دعونا نفترض أن هذا السؤال قد طُرِح على المؤمنين قاطبة: ماذا تفتكرون عن الغرض الأول من مجيء الرب يسوع إلى هذا العالم؟ تظنون ماذا ستكون الإجابة؟ تسعة من عشرة أشخاص سيُجيبون أن الغرض الأول من مجيئه ـ تبارك اسمه ـ هو أن يُخلِّص الخُطاة. ولكن الحقيقة أن هذا الأمر ـ خلاص الخُطاة ـ كان غرضًا، غير أنه لم يكن الغرض الأول. لقد كان أمام الرب يسوع في مجيئه إلى العالم هدفًا أسمى: أن يصنع مشيئة الله ويُمجِّده «لذلك عند دخوله إلى العالم يقول: ذبيحةً وقُربانًا لم تُرِد، ولكن هيأتَ لي جسدًا. بمحرقات وذبائح للخطية لم تُسرّ. ثم قلت: هئنذا أجيء. في درج الكتاب مكتوبٌ عني، لأفعل مشيئتك يا الله» ( عب 10: 5 -7). ولكن أين ظهرت طاعة المسيح الكاملة؟ لقد ظهرت طاعة المسيح الكاملة لمشيئة الله بمنتهى الروعة، وبأجلى بيان عندما جُعل خطية لأجلنا على الصليب. وأين كان التعبير الأبلغ عن ذروة الطاعة لمشيئة الله؟ كان ذلك عندما حَمَلَ خطايانا، وجُعِلَ خطية حتى تحصَّل الله على مجده الأعظم ( يو 13: 31 ، 32). ما أهم أن نعرف هذا! لذلك كان من الطبيعي أن تأتي المُحرقة في المقدمة؛ ذلك أنها تُصوِّر المسيح ليس كالحامل لخطايانا، بل كمَنْ قدَّم نفسه لله بلا عيب، ليصنع مشيئة الله وليُمجِّده، متسلحًا بهذه النية إلى الموت. |
|