رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إِنَّ أَبِي وَأُمِّي قَدْ تَرَكَانِي وَالرَّبُّ يَضُمُّنِي. فيما كان داود هاربًا من وجه شاول لم يكن معه بالطبع أبوه وأمه، بل كان قد وضعهما مع ملك موآب لئلا يسئ إليهما شاول، فهو يقصد حرمانه من رعاية ومساندة أبيه وأمه له، خاصة وأنه يعانى من آلام مطاردة شاول وشره. فهذه المعاناة جعلته يشعر باحتياجه لمساندة الآخرين، وأهمهم الوالدين. إن الأب والأم يمثلان أهم رعاية ينالها الإنسان، فداود يقصد هنا حرمانه، ليس فقط من الأب والأم، بل أيضًا مساندة الإخوة، والأصدقاء، والأحباء، فهو تعبير عن مدى معاناته واحتماله. إن كان داود قد حرم من رعاية الأب والأم الجسديين، فإنه يتمتع بقوة برعاية الأب الروحي له وهو الرب، الذي يضمه إلى صدره في حنان، ويشبعه بحبه. إن الضيقة والحرمان المادي إذا حولهما الإنسان إلى علاقة مع الله يختبر أعماقًا لم يذقها من قبل، فيشعر أن الرب يضمه وهذا معناه: أ - أنه في أحضان الله، أي يشعر بحبه العميق. ب - أنه أصبح من خاصة الله وانضم إليه. جـ- أنه قد اتحد بالله بانضمامه إلى أحضانه. |
|