يأخذ الموت الجسدي بالاتحاد بموت المسيح معنىً جديداً. لم يُعد فقط قدراً حتمياً نستسلم له أو قضاء إلهياً نقبله أو حكماً تستوجبه الخطيئة، إنما "يموت المسيحي من أجل الرب"، كما أنه كان يحيا من أجله "فما مِن أَحَدٍ مِنَّا يَحْيا لِنَفْسِه وما مِن أَحدٍ يَموتُ لِنَفْسِه، فإِذا حَيِينا فلِلرَّبِّ نَحْيا، وإِذا مُتْنا فلِلرَّبِّ نَموت: سَواءٌ حَيِينا أَم مُتْنا فإِنَّنا لِلرَّبّ. (رومة 14: 7-8) وإذا مات شهيداً من أجل المسيح، فإنّ موته يشكل إراقة تتخذ قمة الذبيحة في نظر الله كما أعلن يولس الرسول لأهل فليبي "فلَوِ اقتَضى الأَمْرُ أَن يُراقَ دَمي ذَبيحَةً مُقَرَّبَةً في سَبيلِ إِيمانِكم، لَفَرِحتُ وشارَكتُكمُ الفَرَحَ جَميعًا (فيلبي 2: 17). إن هذا الموت الذي به "يمجّد الله" (يوحنا 21: 19) يستحق له إكليل الحياة (رؤيا 2: 10).