|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حتى ولدت ابنها البكر الاعتراض الثاني: 5- نأتي الآن إلى نقطة أخرى.. والآية المطروحة الآن للتفسير هي "فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْمِ فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ، وَأَخَذَ امْرَأَتَهُ. وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ. وَدَعَا اسْمَهُ يَسُوعَ." ولا حاجة للمعترض أن يثبت أن المقصود بكلمة يعرفها هنا هي المعرفة الجنسية وليست المعرفة العقلية... ولكنه يقول ان كلمة (حتى) تدل على وقت محدد وهذا معناه أن يوسف عرفها بعد أن ولدت، وأن المعرفة كانت مؤجلة إلى بعد الولادة... كلمة (حتى) في لغة الكتاب: 6- ولكي نفند هذا الإدعاء نقول باختصار انه كما ان لكلمة "يعرفها" معنيين: المعرفة العقلية والمعرفة الجسدية... كذلك كلمة "حتى" فهي وان كانت تحدد الزمن (كما يقول) ولكنها كثير ما تدل على زمن غير محدود. كما قال الله على فم أشعياء النبي لبيت يعقوب "حتى الشيخوخة انا هو" (13) فهل يكف عن أن يكون هو الله بعد أن يصلوا هم إلى زمن الشيخوخة؟ وعندما قال مخلصنا في الانجيل لرسله "ها أنا معكم كل الأيام إلى (حتى) انقضاء الدهر" (14)، فهل عندما يأتي انقضاء الدهر ينسى الرب تلاميذه؟ وهل عندما يجلسون على اثني عشر كرسيًا ليدينون أسباط إسرائيل الأثنى عشر يحرمون من رفقة الرب معهم؟!... وعندما يكتب بولس الرسول إلى اهل كورنثوس عن الرب انه "يجب ان يملك حتى يضع جميع الأعداء تحت قدميه" (15)... فهل يملك الرب إلى أن يخضع الأعداء جميعًا تحت قدميه ثم بعد ذلك لا يملك؟!! أم ان المُلك الحقيقي يبدأ بعدئذ؟!! ويقول داود النبي في المزمور الرابع من مزامير المصاعد (16) "كما أن عيني الجارية نحو يد سيدتها هكذا عيوننا نحو الرب إلهنا حتى يترأف علينا" (17) فهل بعد أن ينال النبي الرحمة يحول عينيه عن الله؟! أمثلة أخرى: وان كان لدينا أمثلة أخرى مشابهة لا تحصى فاننا سوف نكتفي ببعض منها ونترك الباقي ليكتشفه القارئ من نفسه. 7- قيل في نهاية سفر التثنية عن موسى "لم يعرف انسان قبره حتى هذا اليوم" (18) أي حتى يوم كتابة السفر. فهل وجد انسان قبره بعد ذلك؟... ان البشير حرص على أن ينفي عن مريم أن زوجها عرفها قبل ان تلد وذلك لكي ندرك بالحري أن يوسف الذي لم يعرفها قبل الحبل المقدس لا يعقل أن يكون قد عرفها بعد الولادة. لماذا امتنع يوسف؟ 8- وما نود أن نعرفه الآن هو: لماذا امتنع يوسف عنها حتى ولدت؟... سوف يجيب هلفيديوس على الفور: "لأنه سمع قول الملاك" لأن الذي حبل به فيها هو من الروح القدس"(19) وسمع أيضًا "يا يوسف بن داود لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك" (20)... إذ فقد أمره الملاك ألا يرفض زوجته أو ينفصل عنها بحجة انها زانية... ولكنه لم يأمره ألا يعرفها. وهل يُعقل أن هذا الرجل البار يتجاسر على الاقتراب منها بعد ما سمع أن ابن الله حل في بطنها؟ بالأحرى بعد أمجاد الميلاد!! حسنًا... فإذا كان يوسف البار لمجرد حلم رآه لم يجرؤ أن يقترب منها، فهل يستساغ أن يعرفها بعد أن يسمع من الرعاة ان ملاك الرب نزل من السماء وقال لهم "لا تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ. وَهذِهِ لَكُمُ الْعَلاَمَةُ: تَجِدُونَ طِفْلًا مُقَمَّطًا مُضْجَعًا فِي مِذْوَدٍ». وَظَهَرَ بَغْتَةً مَعَ الْمَلاَكِ جُمْهُورٌ مِنَ الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ مُسَبِّحِينَ اللهَ وَقَائِلِينَ:الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ" (21)... وبعد أن يرى سمعان البار يحتضن الطفل ويصيح "الآنَ تُطْلِقُ عَبْدَكَ يَا سَيِّدُ حَسَبَ قَوْلِكَ بِسَلاَمٍ، لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتَا خَلاَصَكَ،" (22)؟ وبعد أن يرى حنة النبية، والمجوس، والنجم، وهيرودس والملائكة... هل بعد كل هذه العجائب التي عاينها يوسف يدعي هلفيديوس انه تجاسر أن يلمس أم ربه، هيكل الله ومسكن الروح القدس؟! لقد كانت مريم في كل هذه الأحداث "تحفظ هذه الأمور في قلبها" (23). قلا تستطيع يالأحرى أن تقول ان يوسف لم يكن يعلم لأن لوقا البشير يؤيد هذه الحقيقة قائلًا "وكان يوسف وأمه يتعجبان مما قيل فيه" (24). كما أن مخطوطات الكتاب المقدس اليونانية هي بمنأى عن الشك، بدليل أن كل الكتاب الذين كتبوا باليونانية أو اللاتينية اقتبسوا منها (25)... ثامار ويهوذا؟ 9- فإذا اعترض هلفيديوس قائلًا: "ان الأمر لا يدعو إلى هذا الاسترسال في القول، لأن ما أطرحه هو السؤال التالي: لماذا لم يقل الكتاب كما قال عن ثامار ويهوذا "انه اخذ امرأته ولم يعد يعرفها ايضًا" (26)؟!.. ألم يكن في استطاعة متى أن يستخدم مثل هذا التعبير؟.. ولكن ان كان قد قال "لم يعرفها حتى ولدت" أفلا يعني هذا انه قد عرفها بعد أن امتنع عنها فترة ما قبل الولادة؟! أيام التطهير: 10-... ألا تعلم يا هلفيديوس انك بهذا تجيز المعاشرة الزوجية عقب الولادة مباشرة، وهو ما ينهي عنه الناموس الذي يقول "إذا حبلت امرأة وولدت ذكرًا تكون نجسة سبعة أيام، كما في أيام الطمث تكون نجسة.وفي اليوم الثامن يختن لحم غرلته. ثم تقيم ثلاثة وثلاثين يوما في دم تطهيرها. كل شيء مقدس لا تمس، وإلى القدس لا تجئ حتى تكمل أيام تطهيرها (27). ولكن تمشيًا مع افكارك يكون يوسف البار قد عرفها في الحال، فيتم عليه ما يقوله أرميا لائما "صاروا حصنًا معلوفة سائبة. صهلوا كل واحد على إمرأة صاحبه (28)... |
|