فسَواءٌ نامَ أو قامَ لَيلَ نَهار، فالبَذْرُ يَنبُتُ ويَنمي، وهو لا يَدري كيفَ يَكونُ ذلك
" فالبَذْرُ يَنبُتُ ويَنمي " فتشير إلى قدرة حَبَّة القمح التي تطلع وتنمو وحدها بأمر الله، لا بأمر زارعها. يا لها من قوة تعمل لإنبات البِذْرَة. هكذا كلمة الله التي يسمعها الإنسان أو يقرأها في الإنجيل تُنتج التَّوبة والإيمان والقداسة بفعل الرُّوح القدس. وما على المُبشِّر بالكلمة الإلهيَّة بعد أن يزرع الحق في قلوب النَّاس إلاَّ الاتكال على الله بصبر الذي يجعل هذا الزَّرْع مُثمرًا.
كما أن البَذُرَة، يتحقق من ذاته، ولا يُحقِّقه البشر كذلك الملكوت ذاته الكامن في التَّاريخ، لان قوة الملكوت الخَفْيَّة تنمو إلى زمن قيام ملكوت الله النِّهائي المُمثَّل بالحَصَاد. ملكوت الله هو عمل إلهي لا يتوقف، وغير ظاهر، مستقل وعجيب.