|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
v من يقدر أن يصف بدقة مثل هذا الشرّ؟! كيف أن سريعي الغضب، ما أن تتملكهم ذريعة بالصدفة، حتى يصرخوا ويصيحوا ويهاجموا في خزيٍ لا يقل عن خزي البهيمة أو الوحش الذي ينفث سمًا! مثل هذا الشخص لا يوقفه شيء حتى يقع أذى ضخم لا يمكن علاجه، وكأن فقاعة من غضب تنفجر وتغلي، تصب جامات مُلتهِبة بلا هوادة. ليس حد سيف ولا نار، ولا أي شيء آخر مُروِّع يمكنه أن يوقف ويحجز نفسًا مندفعة في جنون بالغضب. لا يقدر أحد على إيقاف الممسوسين من الشياطين، هكذا لا يختلف الغَضْبي عنهم، لا في المظهر ولا في ميول نفوسهم. لأن الذين يتوقون إلى الانتقام يغلي الدم في قلوبهم، وكأنه يتأجَّج وينفث كما من نارٍ مشتعلةٍ هائجةٍ. ينفجرون ويظهر غضبهم للعيان، فيبدو الإنسان الغاضب مختلفًا عن الإنسان المألوف للجميع، والذي اعتاد عليه الكل، وكأنه وضع على وجهه قناع كالذي يرتديه من يقف على مسرح. والقريبون منه لا يرون في عينيه تلك التعبيرات المعتادة، لكن تبدو في نظرته علامات الجنون، وتتوقَّد في عينيه النيران. ويسن أسنانه كخنزير برِّي يخرج إلى القتال. يحتقن وجهه ويمتلئ بالدماء، ينتفخ جسمه ويثقل، وتنفجر أوعيته الدموية. تتسارع أنفاسه في وحشية، وكأن في داخله عاصفة تثور. صوته يعلو ويتهدج ويبلغ أقسى درجات الارتفاع، ولا يفهم أحد ماذا يقول، يتدفق بلا هوادة، يتسارع بلا ترتيبٍ ولا منطق وبغير وضوحٍ. القديس باسيليوس الكبير |
|