المخلوقات..وسيلة تقودنا الى الخالق

[Ebn Barbara]

يمكن القول ان جميع المخلوقات هي اشارة وعلامة ورمز لحقيقة موجودة عند الله
هذه الحقيقة يستحيل ان تكون موجودة في المخلوق ما لم توجد في خاالقه اولا

تماما ًكما يكشف العمل الفني عن شخصية مبدعة, مثلما تكشف اللوحة عن شخصية الفنان وكذلك الشاعر والاديب عندما تقرأ احدى مؤلفاته بامكانك ان تكون فكرة عنه,
ولقد حكى لنا الله قصة كبيرة هي قصة الخليقة والتأمل في هذه المخلوقات هي احدى وسائلنا التي تقودنا الى معرفة الخالق لذلك اتخذت جميع الاديان المخلوقات رموزا ًدينية .

وكمثال على ذلك ناخذ الماء الذي نستطيع ان نتعامل معه على ثلاثة مستويات:
على المستوى الكيميائي هو مكون من عنصرين, الهيدروجين والاواني قليل تربيهين ورمزه الكيميائي h2o
وعلى المستوى الثاني هو مادة موجودة في الطبيعة تروي عطشنا عندما نشربها فالظمآن حينما يرى الماء لا يفكر في تركيبه الكيميائي
اما المستوى الثالث والاعمق فهو ان اشعر عندما ارتوي بالماء بمن اوجده, وبمن وهبني اياه وهو الله.

تعودت والدتي رحمها الله ان ترسل الي من حين الى اخر بعض الحلوى والمربى من صنع يديها
وكثيراً ما كنت اشترك في تناول هذه المأكولات مع زملائي من الاباء اليسوعيين, فكانوا يتذوقونها ويرون طعمها طيباً, لكني كنت افكر في هذه الاطعمة بعيدا ًعن مذاقها المادي, مع انها كانت لذيذة بالفعل, فكنت اكتشف فيها حب والدتي اياي. في هذه الحالة لم تصبح مجرد طعام بل هي علامة حب
بمعنى انه من خلال المربى والحلوة كنت اعيش مع امي واشعر بحبها وحنانها ومشاعر اخرى لم يدركها كل من اشترك معي في تناولها
فمع ان المذاق واحد الا ان الاحساس مختلف.