|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
السامريه نقرأ مع بعض جزء من انجيل يوحنا الأصحاح الرابع وبعدها هنتكلم عن شخصيتنا 1 فلما علم الرب أن الفريسيين سمعوا أن يسوع يصير ويعمد تلاميذ أكثر من يوحنا 2 مع أن يسوع نفسه لم يكن يعمد بل تلاميذه 3 ترك اليهودية ومضى أيضا إلى الجليل 4 وكان لا بد له أن يجتاز السامرة 5 فأتى إلى مدينة من السامرة يقال لها سوخار، بقرب الضيعة التي وهبها يعقوب ليوسف ابنه 6 وكانت هناك بئر يعقوب. فإذ كان يسوع قد تعب من السفر، جلس هكذا على البئر، وكان نحو الساعة السادسة 7 فجاءت امرأة من السامرة لتستقي ماء، فقال لها يسوع: أعطيني لأشرب 8 لأن تلاميذه كانوا قد مضوا إلى المدينة ليبتاعوا طعاما 9 فقالت له المرأة السامرية: كيف تطلب مني لتشرب، وأنت يهودي وأنا امرأة سامرية؟ لأن اليهود لا يعاملون السامريين 10 أجاب يسوع وقال لها : لو كنت تعلمين عطية الله، ومن هو الذي يقول لك أعطيني لأشرب، لطلبت أنت منه فأعطاك ماء حيا 11 قالت له المرأة: يا سيد، لا دلو لك والبئر عميقة. فمن أين لك الماء الحي 12 ألعلك أعظم من أبينا يعقوب، الذي أعطانا البئر، وشرب منها هو وبنوه ومواشيه 13 أجاب يسوع وقال لها : كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضا 14 ولكن من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد، بل الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية 15 قالت له المرأة: يا سيد أعطني هذا الماء، لكي لا أعطش ولا آتي إلى هنا لأستقي 16 قال لها يسوع: اذهبي وادعي زوجك وتعالي إلى ههنا 17 أجابت المرأة وقالت : ليس لي زوج. قال لها يسوع: حسنا قلت: ليس لي زوج 18 لأنه كان لك خمسة أزواج، والذي لك الآن ليس هو زوجك. هذا قلت بالصدق 19 قالت له المرأة: يا سيد، أرى أنك نبي 20 آباؤنا سجدوا في هذا الجبل، وأنتم تقولون: إن في أورشليم الموضع الذي ينبغي أن يسجد فيه 21 قال لها يسوع: يا امرأة، صدقيني أنه تأتي ساعة، لا في هذا الجبل، ولا في أورشليم تسجدون للآب 22 أنتم تسجدون لما لستم تعلمون، أما نحن فنسجد لما نعلم. لأن الخلاص هو من اليهود 23 ولكن تأتي ساعة، وهي الآن، حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق، لأن الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له 24 الله روح. والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا 25 قالت له المرأة: أنا أعلم أن مسيا، الذي يقال له المسيح، يأتي. فمتى جاء ذاك يخبرنا بكل شيء 26 قال لها يسوع: أنا الذي أكلمك هو 27 وعند ذلك جاء تلاميذه، وكانوا يتعجبون أنه يتكلم مع امرأة. ولكن لم يقل أحد: ماذا تطلب؟ أو لماذا تتكلم معها 28 فتركت المرأة جرتها ومضت إلى المدينة وقالت للناس 29 هلموا انظروا إنسانا قال لي كل ما فعلت. ألعل هذا هو المسيح 30 فخرجوا من المدينة وأتوا إليه 31 وفي أثناء ذلك سأله تلاميذه قائلين: يا معلم، كل 32 فقال لهم: أنا لي طعام لآكل لستم تعرفونه أنتم 33 فقال التلاميذ بعضهم لبعض: ألعل أحدا أتاه بشيء ليأكل 34 قال لهم يسوع: طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأتمم عمله 35 أما تقولون: إنه يكون أربعة أشهر ثم يأتي الحصاد؟ ها أنا أقول لكم: ارفعوا أعينكم وانظروا الحقول إنها قد ابيضت للحصاد 36 والحاصد يأخذ أجرة ويجمع ثمرا للحياة الأبدية، لكي يفرح الزارع والحاصد معا 37 لأنه في هذا يصدق القول: إن واحدا يزرع وآخر يحصد 38 أنا أرسلتكم لتحصدوا ما لم تتعبوا فيه. آخرون تعبوا وأنتم قد دخلتم على تعبهم 39 فآمن به من تلك المدينة كثيرون من السامريين بسبب كلام المرأة التي كانت تشهد أنه : قال لي كل ما فعلت 40 فلما جاء إليه السامريون سألوه أن يمكث عندهم، فمكث هناك يومين 41 فآمن به أكثر جدا بسبب كلامه 42 وقالوا للمرأة: إننا لسنا بعد بسبب كلامك نؤمن، لأننا نحن قد سمعنا ونعلم أن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم |
24 - 03 - 2017, 10:43 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: موضوع متكامل عن شخصية السامريه ولقائها مع الرب يسوع
مع المرأة على البئر توقَّف يسوع ليستريح عند بئر في السامرة. وقد ذهب تلاميذه الى البلدة ليبتاعوا طعاما. والمرأة التي يكلمها يسوع قد جاءت لتستقي ماء. فيقول لها: ‹أعطيني لاشرب.› هذا الامر يدهش المرأة كثيرا. وهل تعرفون لماذا؟ لان يسوع يهودي، وهي سامرية. ومعظم اليهود لا يحبون السامريين. حتى انهم لا يكلمونهم! ولكنّ يسوع يحبّ كل انواع الناس. ولذلك يقول: ‹لو عرفت مَن هو الذي يطلب منك ليشرب لطلبت انت منه فأعطاك ماء مانحا الحياة.› ‹يا سيد،› تقول المرأة، ‹البئر عميقة، وأيضا لا دلو لديك. فمن اين لك هذا الماء المانح الحياة؟› ‹اذا شربت ماء من هذه البئر تعطشين ثانية،› يوضح يسوع. ‹أما الماء الذي أُعطيه فيمكن ان يحيي الشخص الى الابد.› ‹يا سيد،› تقول المرأة، ‹أعطني هذا الماء! وعندئذ لا اعطش ثانية ابدا. ولا اضطر الى المجيء الى هنا لاستقي الماء في ما بعد.› تظن المرأة ان يسوع يتكلم عن الماء الحقيقي. ولكنه يتكلم عن الحق المتعلق بالله وملكوته. وهذا الحق هو كالماء المانح الحياة. فيمكن ان يعطي الشخص حياة ابدية. والآن يقول يسوع للمرأة: ‹اذهبي وادعي زوجك وتعالي ثانية.› ‹ليس لي زوج،› تجيب. ‹اجبت بالصواب،› يقول يسوع. ‹ولكن كان لك خمسة ازواج، والرجل الذي تسكنين معه الآن ليس هو زوجك.› تتعجب المرأة، لان كل ذلك صحيح. فكيف عرف يسوع هذه الامور؟ اجل، لان يسوع هو الموعود به المرسل من الله، والله يعطيه هذه المعلومات. في هذه اللحظة يرجع تلاميذ يسوع فيندهشون لانه يكلم امرأة سامرية. فماذا نتعلم من هذا كله؟ يُظهر ذلك ان يسوع لطيف مع الناس من كل العروق. فيجب ان نكون كذلك ايضا. ويجب ان لا نعتقد ان بعض الناس اردياء لمجرد انهم من عرق معيَّن. فيسوع يريد ان يعرف جميع الناس الحق الذي يقود الى الحياة الابدية. ونحن ايضا يجب ان نرغب في مساعدة الناس على تعلم الحق. |
||||
24 - 03 - 2017, 10:45 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: موضوع متكامل عن شخصية السامريه ولقائها مع الرب يسوع
السامرية ومَنْ هى؟ مَنْ هذه المرأة؟ لا نعرف اسمها وما بنا رغبة إلى معرفته فإن للوحى أدباً رفيقاً رقيقاً عزيزاً يجدر بنا أن نتعلّمه ونترسمه.. انه ما من امرأة أخطأت واقتربت من المسيح الا وغطى اسمها ودثر ماضيها.. قل لى ما اسم المرأة التى جاءته فى بيت سمعان الفريسى؟..ما اسم المرأة التى أمسكها اليهود ليرجموها؟.. ما اسم السامرية؟..قد يكن هن على أتم استعداد لذكر أسمائهن وتفصيل حياتهن لكن المخلص دائماً رقيق المشاعر رفيقاً بالنفس التى تحس ذلة الماضى انه يسترها بظل يديه الحلوتين الرقيقتين العطوفتين.. على أنه وان فاتنا معرفة اسمها فإننا نعلم أنها من مدينة سوخار والكلمة"سوخار"تعنى الهاجعة أو السكرى ولعلها بهذا الاسم تمثل إلى حد بعيد الحياة الخليغة الماضية التى كانت تحياها هذه المرأة كما أنها كانت على الأغلب امرأة فقيرة فالاستقاء من الآبار أمراً لم تكن تلجأ إليه الا الفقيرات أو الخادمات أو الأجيرات وأنها كانت على مسحة كبيرة من الجمال وهى قوية المنطق وتحسن الحوار وهذا يبدو جلياً فى حديثها مع المسيح وأهل بلدتها. كيف عالجها المسيح؟؟؟ عالجها المسيح بمحبته وحكمته أولاً عالجها بمحبته.. كان هناك عداوة بين اليهود والسامريين ولكن هل يسير المسيح فى طريق أنشأتها العداوة وهل يخضع لتلك العواطف البغيضة التى تذهب بأجمل ما فى الإنسان من آداب وخلق وسمو وإنسانية..كلا أن الوضع العظيم لمثل السامرى الصالح من المحال أن يتدانى أو ينزل إلى هذا المستوى الضعيف القاصر الذى هبط إليه البشر. والظمأ المحرق الذى انتهت إليه السامرية هى صورة صادقة للنفس البشرية تشرب من مياة العالم وتحس فى النهاية أن هذه المياه أشبه الكل بالمياه المالحة تزيد مَنْ يتجرعها ظمأ على ظمأ.. لقد صوّر أوغسطينوس هذه الحقيقة فى كتابه العظيم"اعترافات أوغسطينوس"..وقد كان هذا الرجل ذا طبيعة عميقة التفكير شديدة الاحساس وقد قضى فجر شبابه مستهتراً ماجناً وكان يبحث عن السعادة ولما لم يجدها فى"الشهوة"صرف عنها وتحوّل إلى"الصداقة"آملاً أن يجد فى العلاقة مع المجتمع بعض راحته واستقراره غير أنه صدم بوفاة أعز"صديق"له الصديق الى قال: "لقد عجبت كيف ظل الناس أحياء بعد وفاة مَنْ أحببت بل كيف بقيت أنا حياً وقد كان هذا الصديق نفسى الثانية"...وإذ لم يجد فى الشهوة أو الصداقة شبعه تحوّل إلى"العلم"آملاً أن يجد راحته هناك فانصب فى الدراسات العلمية والفلسفية آملاً أن يجد فى أفلاطون وأرسطو ما يستشعر من حزن وأسى وارتباك ولكن العلم لم يزده الا احساساً أعمق باليأس والتعاسة والبؤس والشقاء.. وفى عام 386 وفى حديقة من حدائق ميلان سمع صوت صبى يقول افتح واقرأ وأسرع إلى الكتاب المقدس ليجد الكلمات التى جاءت به إلى المسيح وكانت هذه الكلمات هى المحوّل العظيم للرجل الذى ارتوى من المسيح إلى الدرجة التى قال له فيها عبارته المشهورة:"يؤلمنى أننى أحببتك متأخراً أيها الجميل القديم الأيام" ثانياً عالجها بحكمته..ولم يكن المسيح محباً للسامرية فحسب بل كان حكيماً جداً معها..ومع أنه كان يعلم كل ماضيها الا أنه لم يشر على الاطلاق. لقد أثار المسيح فى السامرية أموراً ثلاثة: 1-أثار ذاتيتها وكيانها 2-أثار دهشتها وتعجبها 3-أثار ضعفها وحاجتها ما مظهر توبتها؟؟؟ مظهر توبتها ثنائى الاعتراف والشهادة أما فى الاعتراف فقد برز فى قولها:"قال لى كل ما فعلت"..انها لا تخشى أن تتحدث بماضيها وهذا هو الأمر الأول الحقيقى لكل توبة. أما الجانب الثانى فى توبتها هو الشهادة.لقد تركت جرتها وذهبت لتنادى بالمسيح ولعل أزواجها الأولين والشخص الذى كان يعيش معها بعض مَنْ خرجوا فى ذلك اليوم من مدينة سوخار ليروا الشخص العجيب الذى حدثتهم عنه لقد اختبرته هى فأرادت لغيرها أن يختبروه وارتوت منه فأرادت ألا تحرم العطاش من ينابيع خلاصه. وليس هناك شخص رأى المسيح وارتوى من المسيح دون أن يرى هذا الامتياز ديناً وضرورة وأمراً تلزمه أن يسعى وراء الآخرين ليبشرهم بالمسيح. |
||||
24 - 03 - 2017, 10:50 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: موضوع متكامل عن شخصية السامريه ولقائها مع الرب يسوع
وصل يسوع والتلاميذ إلى بلاد السامرة ليختصر الطريق إلى أورشليم حيث محطته الأخيرة. أنهكتة الطريق. جعله الحر ظمأً. وصلوا إلى ساحة المدينة.
يعرف يسوع جيداً أنه وطأ أرضاً يعتريها عداوة مريرة مع اليهود، لكنه أبى أن يسير بين غبار العداوة على رغم أنَّ الغبار قد اعتلى ثيابه. تابع التلاميذ طريقهم ليبتاعوا طعاماً. هو إنسان ليس كأي إنسان، يعطش ولكن داخله مرتوي من الحب الإلهي. الشمس الحادة تزيد من إضناكه وعطشه. انتظرهم يسوع على حافة البئر، عطشان وليس لديه ما يروي عطشه من ماء البئر البارد. واقتربت امرأة سامرية كانت تهم للمجيء إلى البئر حاملة على كتفها جرَّة ماء. لا نعرف اسمها ولكن هويتها تُعَّرف عنها. هي أيضاً عطشانة ولكن ليس إلى الماء. مثل جرَّتها الفارغة من الماء، هكذا كان داخلها فارغاً من الماء الحقيقي الذي يمكن أن يروي روحها تماماً. جاءت عند منتصف النهار عارفة أن الساحة تخلو من ثرثرة الآخرين والذين، الآن، يحتمون في منازلهم من حر الظهيرة. تتجنبهم لأنهم بدورهم كانوا يتجنبوها. وصلت إلى البئر. خافت. ارتعبت. ولكنها تابعت واقتربت. فإذا بها تلقى نظرات مسمَّرة بها ولا تستطيع التراجع الآن. فقررت أن تتجاهل الأمر. هي اعتادت على هذه النظرات الغريبة. لكن هذه المرة، النظرات كانت مختلفة عن سابقاتها. ازداد الاضطراب. هو رجل غريب. هو يهودي. هو رجل وهي امرأة. هي لوحدها. هي امرأة لوحدها أمام رجل غريب. أما بالنسبة ليسوع، فالأمر يمكن أن يسبب إحراجاً حيث الشريعة تمنع المحادثة بين الرجل والمرأة في الآماكن العامة. هذا بالإضافة أنها ستعرضه للنجاسة وكيف بها كإمرأة خاطئة. تكلم. كَسَرَ يسوع جدارَ الصمت، كسر جدار العداوة والعزلة الذي يفصل ما بين اليهود والسامريين والجدار الذي يفصل ما بين الرجل والمرأة. يسوع هو السباق في اجتراء المواقف البعيدة عن متطلبات الشريعة. أعطني ماء لأشرب، سألها يسوع. ليست هي المرة الوحيدة حيث يسأل يسوع عن ماء ليشرب. على الصليب صرخ قائلاً: أنا عطشان. لم يقصد يسوع رغبته للماء ليروي عطشه بقدر ما زال في داخله الرغبة بأن يجلب حب الله للعالم. وفي مكان آخر قال لتلاميذه: كل من سقيتم أحداً كأس ماء فلي قد فعلتموه. وبدورها أجابته السامرية: من أنت لأعطيك من ماء هذا البئر الذي أعطانا إياه أبينا يعقوب؟ أجابها يسوع: كل من يشرب من هذا الماء يعطش ثانيةً، أما مَن يشرب مِنَ الماء الذي أعطيه إياه، فلن يعطش ثانيةً. وهنا نتساءل: من فعلاً كان عطشان إلى الماء؟ أيمكن أن تعطي المرأة السامرية يسوع ما لا تملكه؟ ما عند الإنسان يعطيه وما ليس عنده لا يمكن أن يعطيه. لا يمكن أن تعطي السامرية الحب لأنها لا تملك حباً لتعطيه. الحب الذي عندها هو لسد عطش ذاتها. وبالتالي لا يمكن أن ينضح الرب منك للآخر إذا كنت لا تملكه في داخلك. إذا كنت تملك الخيرَ تعطي خيراً، وإذا كنت تملك شراً فداخلك ينضح بالشر، وإن كنت تزرع الحبَ فحباً سوف تحصد. تكلم يسوع إلى السامرية. حاورها. ناقشها من دون تكلفة. دخل إلى قلبها. كلماته البسيطة ولكنها جريئة بدَّدَت من مخاوفها. جاءت إلى البئر ربما لتنسى ماضيهأ أو محاولةً أن ترمي ماضيها في البئر. ولكنها اعتادت الأمر وقد شبَّت على الخطيئة. جاءت وجرتها الفارغة إلى البئر. فارغةً داخلياً وروحياً. حياتها فارغة إلا من الخطيئة. أعتادت الأمر واعتادت حالة الفراغ الذي تعيشه من خلال جموحها للخطيئة. ولكن الفراغ باقٍ والعطش باقٍ. بالنسبة للسامرية، البئر كان وسيلةً للهروب من ذاتها، لنسيان ماضيها. أما بالنسبة ليسوع، البئر كان غاية للقاء مع الإنسان الغارق في بئر الفراغ والعطش، ليملأه من محبة الله. استمر الحوار. اذهبي وادعي زوجك وارجعي إلى هنا، سألها يسوع. ليس لي زوج، أجابته السامرية. بالصواب أجبت. لم يحاكمها يسوع وما أدانها. لم يأتِ يسوع ليحاكم العالم وإدانته. أليس هو من قال: لا تدينوا لئلا تدانوا. لقد اتخذتِ خمسة أزواج وهذا الرجل ليس بزوجك. لم يبغضها يسوع ولم يكرهها. كان بالحري به أن يرجمها بحسب الشريعة لتكون أمثولةً لغيرها. طبعاً يبغض يسوع الخطيئة ولكنه لا يبغض الإنسان الخاطئ أو الخاطئة. شعرت بإحراج ما، فغيَّرت الموضوع وسألته عن العبادة. فأجابها يسوع: الله روح وهو لا يحد بالعبادة لا في هذا الجبل ولا في أورشليم. العباد الحقيقيون يعبدون الله بالروح والحق. إلى أين يريد الإنجيلي يوحنا أن يوصلنا؟ الموضوع الحق هو إلى ماذا يريد يسوع أن يصل مع الإمرأة السامرية. لقد بدأ الحوار عن الماء والعطش فإذا بالحوار ينتهي باعترافها عن مجيئ المسيح. قادها يسوع من خلال طلبه للماء: اسقيني، إلى تحديها في قبول الماء الأبدي الذي يعطيه. أوضح لها حالتها الإجتماعية دون إدانتها، وحادثها عن العبادة بالروح والحق وأخيراً أكَّد لها أنَّه هو المسيح المنتظر: أنا هو، أنا الذي يكلمك. يسوع بذلك يؤكد عن حقيقته الإلهية، تماماً مثلما أجاب الرب موسى من العليقة: أنا هو الذي هو. النتيجة: لم تعد الإمرأة السامرية بحاجة إلى الماء. لقد أروت ظمأها من كلام يسوع. تركت جرَّتها عند حافة القبر. جرت مسرعة تطرق أبواب منازل مدينتها: لقد وجدت مشيحا أي المسيح. لم تعد خائفة، مضطربة، خجولة من ماضيها. جاءت إلى البئر فارغة من أية حياة تذكر وعادت بعد لقائها بالمسيح ملآنة بالحب. من يجد المسيح لا يخف. من يرى المسيح لا يضطرب. من يحب المسيح لا يخجل. عبرة إنجيل اليوم هي أنَّ المسيح هو السبَّاق في الإنفتاح على دور المرأة ووضعيتها ليس فقط في الأمور الإجتماعية إنما بنوع خاص في الأمور الروحية أيضاً (نذكر هنا أنَّ المجدلية كانت الإنسان الأول كإمرأة في إعلان بشارة قيامة المسيح من بين الأموات). تشبه المرأة السامرية في الإنجيل الشعب الموسوي الذين عطشوا في الصحراء بعد خروجهم من أرض مصر. أرادوا العودة إلى الوراء، إلى أرض العبودية، إلى حيث الأصنام تُعبَد. عطشهم إلى الماء هو نتيجة عدم امتلاءهم من رحمة الله التي حرَّرتهم من ظلم الفرعون وعبوديته. قبل أن نجيء إلى البئر لنملأ الجرة ماءً، علينا أن نملأ ذواتنا من الحب الإلهي. كشف المسيح للسامرية عن مكنونات رحمة الله من دون إدانتها ومحاكمتها. لم يبادرها بأفكار العداوة والكراهية والعزلة. شقَّ الطريق إلى قلبها من خلال المحبة الروحية التي لا تقف عند حدود الإنسان الخاطئ. انتشلها من بئر الفراغ والعطش وأقامها في أرض عبادة الله بالروح والحق. كان يسوع الرجل السابع عندما لاقته السامرية عند البئر. الرجال الستة السابقون كانوا تعبيراً عن حب ناقص، كانوا يملأون نفسها بحبها لذاتها. أما يسوع، فقدَّم لها حباً كاملاً إلهياً. الحب البشري ناقص ما لم يمتلئ بالحب الإلهي. أعلنت وجاهرت واعترفت السامرية بأنها وجدت المسيح، بأنَّها الآن قد امتلأت من محبة المسيح الإلهية، وبأنها ترتوي من إيمانها بالمسيح. والذين رأوها وسمعوها وعاينوها، آمنوا بدورهم بالمسيح المخلص. ونحن؟ |
||||
24 - 03 - 2017, 10:54 AM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: موضوع متكامل عن شخصية السامريه ولقائها مع الرب يسوع
المرآة السامرية
إن حياتنا مع الله ومسيرتنا معه تبدأ من يوم ولادتنا الجديدة وبإحساسنا بحلول روح الله في داخلنا وقيادة الروح القدس لنا. ومثال ذلك لقاء السامرية مع يسوع. مدينة السامرة: كانت مدينة السامرة قد أحتلها الآشوريين فقام الملك أشور بنيبال بنقل ناس من السامرة كسبايا وجاء بأنا س أخرون من الآشوريين والبابليين وأسكنهم السامرة، فحصل تزاوج بين اليهود وهؤلاء الإغراب الجدد فنتج عن ذلك جنس خليط وليس يهود أصليين. أما أهالي أورشليم ظلوا أمناء لتقاليدهم ولم يختلطوا بهؤلاء الأغراب لذلك قامت عداوة بينهم وبين أهل السامرة. كان هذا قبل حوالي 500 سنة من قدوم المسيح. حيث قطع أهل أورشليم صلتهم بأهل السامرة. لذلك بنى أهل أورشليم الهيكل في أورشليم أما أهل السامرة فقاموا ببناء هيكل على جبل جرزيم وسط السامرة. فأي مسافر يريد أن يعبر السامرة ليذهب الى أورشليم للعبادة في الهيكل يمنعه أهل السامرة طالبين أن تكون العبادة على جبل جرزيم وأهل أورشليم لا يعترفون بالعبادة على ذلك الجبل في السامرة لذلك فا لمسافر من أورشليم إلى الجليل او بالعكس أقصر طريق له هو المرور بالسامرة لكن نتيجة لهذه العداوة فكان اليهود يتحاشون المرور بالسامرة فيمرون بمحاذاة نهر الأردن ثم يعبرون الأردن ليصلوا إلى السامرة وهو ضعف الطريق بالمسافة. لكن يسوع أخذ الطريق الأقصر إلى الجليل فعبر السامرة. المرأة السامرية: كانت مدينة السامرة (تنتمي إلى هذا النوع من الخليط) الذين يكرهون اليهود وكانت سيئة السمعة وموجودة في مكان عام يأتي فيه كل الناس (بئر يعقوب وهو بئر عميقة تحتاج الى دلو لأخذ الماء منها وكانت هذه البئر خارج المدينة يذهبون إليها النساء لأخذ الماء). كانت السامرية تعاني رفض الناس لها لأنها سيئة السمعة مما سبب لها الخوف من الناس وملاقاتهم ، فهي تخرج لتملأ الماء ظهراً حيث يقل الازدحام مما يسبب لها ألم داخلي وانطواء فهي غير قادرة على التآلف مع الناس بسبب الخطيئة التي جعلت عندها الإحساس بالذنب الذي أعاق معرفتها وإدراكها بمحبة الله لها. دور يسوع : يسوع يبدو متعباً. لماذا تعب يسوع؟ لقد تعب من طول بحثهُ عنها فهو يطرق أبواب قلوبنا لكننا لا ننتبه يريد أن يوصل رسالته ُ مخترقاً كل الحواجز والمعوقات. "فجلس عند حافة البئر" جلس ينتظرنا لأن محبته الفياضة وقلبه الكبير يريدان خلاصنا من خطايانا. فهو يعرف هذه المرآة، هي خاطئة ومع ذلك جلس ينتظرها ليخلصها. ويعطيها حياة جديدة. فهو جاء ليخلص الخطاة يشف مشاعرهم الجريحة وأجسادهم المريضة ويغفر لهم ، يحررهم من قيود الخطيئة ويمنحهم الفرح . أنه ينتظر إلى حد التعب فهو مستعد أن تضحي براحته وحياته من أجلنا ومن أجل خلاصنا . في هذا الوقت أرسل يسوع تلاميذه ليشتروا طعاماً من المدينة ولقد كان هذا الحدث جديد على التلاميذ فكيف لهم أن يأكلوا طعاماً لوثته أيدي السامريين بذلك غير يسوع نظرتهم إلى الأمور وأزال هذه الحواجز من داخلهم. ثم يطلب يسوع من المرأة "أعطني لأشرب". أنه يطلب منا أيضاً ليشرب. لماذا؟ هل يحتاجنا يسوع؟ نعم فيسوع يبحث عنا، يدعونا، يريدنا أن نلتفت له. أن محبته لنا تجعله يسعى ورائنا ليجذبنا، يريدنا أن نعطيه جزء من وقتنا ولو قليلاً. أنه يدعونا للجلوس معه وفتح قلوبنا له ليملأها هو بما ء الحياة. لكن السامرية تجيبه أنها سامرية وهو يهودي فكيف لها أن تسقيه. فهي ترفض دعوة يسوع. وكثيراً ما نرفض دعوة الله لنا في حياتنا. لكن يسوع لم يتركها رغم رفضها بل جاءها بالتدريج كي تفهم وتكتشف بنفسها العمق الذي يريده يسوع . " لو كنتِ تعرفين من الذي يطلب منك لطلبتِ أنتِ منه ماء الحياة " يسوع يعطي ماء الحياة وهو الروح القدس وما يعمله من تغيير الإنسان . فعندما يملأ الروح القدس قلب الإنسان سيحدث تغيير في كل كيانه ويصبح أنسان جديد في الطباع والسلوك والأفكار ويصبح كنبع ماء يفيض دائماً ويروي عطش الروح. وسوف يدرك محبة الله غير المشروطة له. هذا التغيير يسمى (الولادة الجديدة) وهي تحدث عندما تلمس روح الله لروح الإنسان الميتة وتحييها في علاقة حية مع الله وهي عطية مجانية (هبة) من الله. بهذا تولد بذرة في داخل الإنسان تنمو وتكبر يوم بعد يوم بمرافقة الله، تتعلم أن تصبح على صورة الله. هذا هو هدف يسوع مع السامرية ومع كل واحد منا لنكون أبناء الله. "لا دلو معك والبئر عميقة" السامرية لم تثق بيسوع بأ نه قادر أن يعطيها الخلاص. كما نفعل نحن عندما نغرق في مشاكلنا وتحت ضغوط الحياة لا نستطيع أن نثق بأن الله قادر على خلاصنا ونرى مشاكلنا بعمق هذا البئر بحيث لا يمكن حتى ليسوع الوصول لحلها. "كل من يشرب هذا الماء يعطش ثانية أما من يشرب من الماء الذي أعطيه لا يعطش أبداً". من يشرب هذا الماء (ماء الخطية) يعطش فمسالك الخطية هي دائماً أبار (مخازن مياه) مشققة لا تضبط الماء فيها، أبار خادعة تجذب الناس إليها مع أنها بلا ماء. أما من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا (الروح القدس) فلن يعطش أبداً. لأن الروح القدس يصبح ينبوع ماء (يفيض) إلى حياة أبدية حيث تتدفق عطاياه كالأنهار. فيسوع لم يقصد بالماء هنا معناه الحرفي لكن قصد الروح القدس وعمله في الانتعاش وما ينتج عنه من ارتواء روحي وحيوية دائمة. اعطني من هذا الماء فلا أعطش ولا أعود إلى هنا لأستقي. يبدو أن السامرية لم تدرك هدف يسوع من الحديث حيث تصورت أن يسوع عندما سيعطيها هذا الماء ستبقى في بيتها ولا تعود إلى البئر ثانية بذلك توفر على نفسها الإحراج عند تقابلها مع الناس. فعند نوالنا الروح القدس واختبارنا الولادة الجديدة لا يعني أن حياتنا ستصبح سهلة وبدون مشاكل ، لأن الشر موجود في العالم والمشاكل مستمرة لكن الفرق هو أنه بعد الاهتداء سنصبح مدركين لحضور الله حتى وسط مشاكلنا لذلك فرجاءنا لن ينقطع في أن الله سوف ينقذنا وسنتعامل مع مشاكلنا بمفهوم الله وبطريقة الله وليس بطرقنا لأن طرقنا بالتأكيد لا تصلح لكن قيادة الروح القدس لنا تجعلنا نفهم عمل الله وقصده في حياتنا. أذهبي وادعي زوجكِ بدأ الرب يسوع يكشف للسامرية عن ذاتها وأخطائها. فبعد خبرة اكتشاف يسوع بالولادة الجديدة فالله لا يتركنا بل يكشف لنا عن ذواتنا ودواخلنا. فنور الله سيسلط الضوء على أخطائنا ويعرفنا حاجتنا لله وهذا هو أعظم شيء بلقاءنا بالله فهو يرينا بانه كاشف لقلوبنا يفهمنا ويعرف كل شيء عن دواخلنا وحياتنا بشكل يدعو إلى الاندهاش كاندهاش السامرية عندما واجهها بحقيقة حياتها وبأنها تعيش مع رجل ليس زوجها. حيث تحرك الالم بداخلها وشحب وجهها ورأت نفسها على حقيقتها وأجبرت أن تجابه حياتها وخطيئتها. أرى أنك نبي أدركت السامرية أن يسوع ليس شخصاً عادياً بل هو شخص فريد، قداسته واضحة في سلوكه وكلامه محبته نقية ومؤثرة، تواضعه، لطفهُ فنراه أسر قلبها بسلطان كلماته مما جعلها تخجل من نفسها لدرجة أنها غيرت الحديث مع يسوع حول مكان العبادة. أنها تعترض عن سبب عدم اعتراف اليهود بالعبادة على جبل جرزيم ولماذا لا تكون لا تكون عبادة حقيقية إلا في أورشليم؟ بدأ يسوع يشرح لها بأنه لا أهمية لمكان العبادة حيث أن وجود روح الله في داخلنا (أي الروح القدس) يساعدنا في العبادة ، فالروح القدس يصلي فينا ويساعدنا على اللقاء بالله والتمتع بحبه فأن كنا نملك هذه الروح لا يهم أينما نذهب لعبادة الله. فلا حاجة للسامرية أن تغير مكانها لتجد الله فهو موجود في كل مكان . يذكر يسوع " أنتم تسجدون لما لستم تعلمون أما نحن فنسجد لما نعلم ". فالسامريون يعبدون الله عن جهل وعبادتهم مبنية على الخرافات فان خرج أحدهم ورأى أمامه شخص معوق يبقى متشائماً وهناك أمثلة كثيرة من هذا النوع. أن هذا كله باطل فالعبادة الحقيقية لا تبنى على الخوف بل على محبة الله وعلى معرفتنا بالبركات التي صنعها لنا وعلى الرغبة الصادقة بأن ينير حياتنا ويباركها. فتكريم أورشليم يحد من عظمة وسمو الله الذي ليس له حدود ولا يتقيد بقيود ، فالعبادة لا تهتم بالتمسك بمكان معين أو تقديم الذبائح والهدايا بل يعتمد على لقاء روح الإنسان بالله الذي هو الروح الأسمى. يسوع فتح أمام السامرية أفاق جديدة وعظيمة لم تدركها في جهلها وخطيئتها، جعلت مداركها تتفتح وتستوعب وتصل إلى هذا المستوى من التفكير والإدراك العالي. بعد هذا الحديث الطويل بين السامرية ويسوع جاء التلاميذ وتعجبوا لأن يسوع يتحدث مع امرأة لأنه على اليهودي أن لا يتحدث مع امرأة في الطريق مهما كانت قرابتها له ويعتبرون المرأة أقل شأناً من الرجل وليس من حقها تعلم الشريعة . لكن يسوع حطم هذه الحواجز والعقلية الجامدة فلم يتجرأ أحد من التلاميذ أن يسأله عن المرأة لمعرفتهم بيسوع كونه معلم عظيم .فليس لنا أن نتساءل عن تصرفات يسوع معنا أو مطاليبه منا فأمام أعماله وأوامره ينبغي أن يتلاشى كل اعتراض أو فضول ،هو بالحقيقة إنسان قد وصل إلى درجة رفيعة من التلمذة الحقيقية للمعلم الأعظم. أما المرأة كانت قد تركت جَرتها عند البئر وأسرعت إلى القرية ، وكونها قد تركت جرتها يشير إلى حقيقتين:
ولدت السامرية إنسان جديدة، ولدت من جديد ابنة لله. الرب تعامل معها بنعمة وأقامها من الموت، أحياها وأعطاها امكانات جديدة لتحييا بها فكان لقاء غير حياتها ونقلها من الظلمة إلى النور. |
||||
24 - 03 - 2017, 10:55 AM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: موضوع متكامل عن شخصية السامريه ولقائها مع الرب يسوع
بدأ المسيح حديثه مع المرأة السامرية طالباً إليها أن تُعطيه ليشرب، فإذا بالحديث يتحوَّل بأن تطلب هي إليه أن يُعطيها لتشرب. مسكين هو الإنسان الذي في جهله يعتقد أن الرب هو المحتاج إليه!!!!!!!!!! محتاج إليه في خدمتـه، محتاج إلى عشور أموالـه أو تقدماتــه، محتاج إلى صلاته وعبادته. ولكن حينما يفتح الرب عيوننا لنعرف حقيقة أنفسنا ونتبيَّن عجزنـــا، نعرف أننا نحن المحتاجون إليه وإلى مراحمــه. ولكن، ما هو الماء الذي كانت تطلبه المرأة؟ كما سبق أن قلنا إن كلمات المسيح تحمل دائماً معنيين: معنىً ظاهرياً، وآخر روحياً عميقاً خفياً. وقد فهمت المرأة السامرية "الماء الحي" على أنه الماء الجاري الذي ينبع من ينبوع حي وهو غير ماء الآبار. ولكن هناك معنىً آخر للماء الحي، وهو الذي كان يرمي إليه المسيح ولم تفهمه المرأة، ولم يكن هذا المعنى غريباً على مَن يقرأ الكتب - في العهد القديم - فقد تردَّد ذِكر الماء والعطش مرتبطاً بالعطش الروحي والارتواء الروحي؛ ولكن المرأة السامرية لم تدرك هذا المعنى الروحي، لأن قلبها لم يكن قد انفتح بعد لمعرفة المسيح بل كانت منحصرة بالتمام في اهتمامات الجسد "... ولا آتي إلى هنا لأستقي". ولذلك كان لابد للمسيح من أن يواجه المرأة بحقيقة حياتها أو بمعنى آخر يكشف لها عن نفسها، فقال لها: "اذهبي وادْعِي زوجك"؛ أي قبل أن أُعطيكِ الماء الحي، اذهبي أولاً وواجهي نفسك، وافضحي خطيتك ثم تعالي واطلبي الماء الحي. ومواجهة الخاطئ لنفسه هي الخطوة الأولى لبدء حياته مع المسيح، وهي قيامة من بين الأموات التي بها يتهيَّأ للموت مع المسيح والقيامة معه. فالمسيح رأى المرأة السامرية أمامه ميتة ولا تختلف عن لعازر الذي مات وأنتن في القبر، ولكي تأخذ المرأة عطية الله لابد أن يُقيمها المسيح أولاً. وكما طلب المسيح من اليهود أن يرفعوا الحجر عن قبر لعازر ليكشفوا عن الميت الذي أنتن، هكذا أيضاً طلب إلى المرأة أن ترفع الحجر عن قلبها الذي يُخفي نتانة موتها، وكانت هذه هي بداية حياتها مع المسيح. "حسناً قلتِ... هذا قلتِ بالصدق": عجباً يا رب لمحبتك!! أنت الذي تُخرِج من الآكل أُكلاً ومن الجافي حلاوة!! أنت لم تدينني عن السيئ الذي يملأ حياتي، بل مدحتَ شيئاً واحداً حسناً!! لم تفضح كذبي الكثير، بل باركتَ قولاً واحداً اعتبرته صدقا!! ليتك يا ربي تعطيني هذه العين التي لا تفحص عن الشر في الآخرين، بقدر ما تبحث عن الصالح فيهم وإذا ما جلست لأُعدِّد خطايا الآخرين .... علِّمني أن أذكر فضائلهم أولاً، لأنك أنت الذي علَّمتني أنه لا يوجد إنسان واحد بلا فضيلة مهما كانت حياته شريرة، ولكن العين الشريرة لا تنظر إلاَّ إلى الشر. أعطني يا رب أن أكون شفوقاً رقيقاً في معاملة أخي الخاطئ، وفي محبة وصبر أحتمل ضعفه حتى أكتشف باباً منه أدخل إلى أعماق قلبه وأربحه لك. + "قالت له المرأة: يا سيد، أرى أنك نبي! آباؤنا سجدوا في هذا الجبل، وأنتم تقولون إن في أورشليم الموضع الذي ينبغي أن يُسجد فيه. قال لها يسوع: يا امرأة، صدِّقيني أنه تأتي ساعة، لا في هذا الجبل، ولا في أورشليم تسجدون للآب." (يو 4: 19-21) لقد انفتحت عينا السامرية لتُبصر المسيح كنبي، حتى وإن كانت هذه المعرفة معرفة غير كاملة، لكن المسيح احتملها حتى تصل إلى كمال معرفته كمسيَّا والإيمان به أنه المسيح المنتظر. أين نسجد؟ حينما تلامست المرأة مع نعمة المسيح حالاً تساءلت: أين تجد الله؟ كيف تعبد الله؟ هل في أورشليم حيث يوجد الهيكل العظيم؟ أم على جبل جرزيم؟ لأن السامريين كانوا يعتقدون أن جبل جرزيم هو الجبل الذي عليه قدَّم إبراهيم ابنه إسحق ليذبحه ذبيحة للرب، وفي هذا الجبل تقابل إبراهيم مع ملكي صادق. ومن أجل هذا كانوا يُقدِّمون ذبائحهم على جبل جرزيم، أما بقية اليهود فكانوا يعتقدون أن هيكل أورشليم هو مكان تقديم الذبيحة. ولهذا تساءلت السامرية في حيرة: أين ينبغي أن تسجد وتعبد؟ وهكذا تُحرِّكها نعمة الرب إلى طلب الماء الحي!! ولم يكن ممكناً أن تُدرك هذا الماء الحي أولاً قبل أن تتوب، ولكن بعد التوبة تأتي العبادة، والذبيحة. أية ذبيحة تُقدَّم؟ وأين تُقدَّم هذه الذبيحة؟ أين هو الهيكل الحقيقي؟ وهنا يُفاجئها المسيح بإعلان آخر يقترب بها أكثر إلى معرفة الحق الذي تجهله: "يا امرأة، صدِّقيني أنه تأتي ساعة، لا في هذا الجبل، ولا في أورشليم تسجدون للآب". "يا امرأة"!! هكذا يُخاطب المسيح هذه المرأة، وهو بهذا يُعيد إليها كرامتها كابنة لله. هذه الكرامة التي فقدتها بسبب خطيتها، لأنها الآن خليقة جديدة في المسيح؛ أما الإنسان العتيق فقد مضى وزال. "إنه تأتي ساعة": أية ساعة هذه؟ الساعة التي يرتفع فيها المسيح على الصليب فادياً العالم بذبيحة نفسه. الساعة التي فيها ينشق حجاب الهيكل. الساعة التي يتمجَّد فيها الله الآب حينما يكمل ابنه الوحيد كمال طاعة الإنسان لله في جسده القائم من بين الأموات. في هذه الساعة لا يحتاج الإنسان الخاطئ إلى دم الحيوان ذبيحة، لأنه "ليس بدم تيوس وعجول، بل بدم نفسه، دخل مرة واحدة إلى الأقداس، فوجد فداءً أبدياً." (عب 9: 12) "لا في هذا الجبل، ولا في أورشليم تسجدون للآب": هنا تحوُّل روحي عميق في معنى العبادة يُقدِّمه المسيح للمرأة السامرية، إذ يقول لها إن عبادة الله لم تَعُد قاصرة على مكان معين يتقابل فيه الخاطئ مع الله؛ بل الآن يستطيع الإنسان الخاطئ أن يتقابل مع الله في المسيح وبالمسيح. وحيثما يوجد الله توجد الفرصة أمام كل خاطئ أن يتقدَّم إليه بدم المسيح. فلم يَعُد مكان العبادة هو هيكل أورشليم، بل الهيكل الجديد الذي هو جسد المسيح؛ إذ قال عن جسده: "انقضوا هذا الهيكل". هذا هو الذبيح والهيكل معاً، وحينما يوجد جسد المسيح، توجد العبادة الحقيقية لله الآب. وفي هذا المعنى تتضح أهمية تقابُل المؤمنين معاً في ذبيحة الإفخارستيا التي هي جسد المسيح الحي، والتي فيها وبها فقط نستطيع أن نقترب إلى الله الآب في عبادة حقيقية. |
||||
24 - 03 - 2017, 10:55 AM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: موضوع متكامل عن شخصية السامريه ولقائها مع الرب يسوع
تأملات فى شخصية السامرية
السامرية، تلك المرأة الرائعة، التى سلمت نفسها للمسيح تماماً، بعد أن كانت قد سلمت نفسها للشيطان تماماً. إنها التوبة الجذرية الرائعة، التى حولت الخاطئة إلى قديسة، والمعثرة إلى خادمة، والعطشانة إلى كارزة حية، نجحت فى تبشير مدينة كاملة، وفى تعريفهم برب المجد يسوع. لكن - وبلا شك -أن الأروع منها بما لا يقاس هو رب المجد يسوع، الذى استطاع أن يحدث فيها هذا التغيير، الذى يعجز عن اتيانه أعظم الوعاظ، ولا يستطيعه إلا الإله المتجسد الفادى! + + + 1- لابد له أن يجتاز السامرة: لم تكن هناك حتمية أن يجتاز السيد المسيح على السامرة، إذ كان يمكن أن يعبر الأردن ليبتعد عنها، قادماً من اليهودية جنوباً إلى الجليل شمالاً. ولكنها حتمية الحب، فهو يعرف بسبق علمه، وبقوة لاهوته، أن هذه المرأة الخاطئة ستكون على البئر لتستقى عن الظهيرة، إذ كانت تفعل ذلك فى عز الحرّ، حتى لا يكون هناك أحد على البئر، فكل الفتيات كن يستقين الماء من البئر فى الصباح الكبير، حيث الشمس هادئة، والاحتياج للماء فى الإغتسال وإعداد الطعام، يناسبه الصباح الباكر. 2- سوخار؛ وبئر يعقوب: هى قرية بجوار السامرة،حيث بئر يعقوب، والتى كانت عين ماء تنبع من بئر عميق، موجودة منذ زمن قديم. ولا شك أن ماءها كان عذباً كمياه الينابيع، لهذا كان يشرب منها يعقوب وبنوه ومواشيه، أى منذ أكثر من 16 قرناً من الزمان. جاءت لتستقى من هذا الماء الذى يعطى الحياة للجسد، ومن هذه البئر، التى يمكن أن نسميها بئر الاحتياجات البشرية. ففى أعماق الإنسان احتياجات أساسية نجملها فيما يلى: أ- الحاجات البيولوجية: أى اللازمة لحياة الجسد كالطعام والشراب... ب- الحاجات النفسية: مثل الحاجة إلى الحب والأمن والنجاح والتقدير والإنتماء والخصوصية والمرجعية... ج- الحاجات العقلية: كالحاجة إلى المعرفة والدراسة والتفكير والعلوم وإعمال العقل فى شئون الحياة والمستقبل. د- الحاجات الروحية: كالحاجة إلى اللانهائى، ففى أعماق الإنسان عطش مطلق غير محدود، لا تشبعه لا المادة ولا العلم ولا الخطايا... ومن خلال المسيح اللامحدود ننال غفران خطايانا، والتخلص منها، والوصول إلى الملكوت... 3- الماء الحىّ: لقد استطاع رب المجد أن يرفع أبصار السامرية: من الجسد إلى الروح. ومن الخطيئة إلى القداسة. ومن الذات إلى المسيح. ومن الأرض إلى السماء. إذ أعطاها من ماء الحياة، الذى نالته باعترافها بخطاياها، وتوبتها عنها، ثم بالشبع بالمسيح ... تحول فيها الماء الذى شربته، ماء النعمة، إلى ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية... وهنا... دخلت السامرية إلى الاستنارة (إذ عرفت المسيح)، والإرتواء (إذ اشبعها من نعمته)، والاغتسال (إذ تابت عن خطاياها)، والإثمار (إذ صارت كارزة أمينة وناجحة). |
||||
24 - 03 - 2017, 10:59 AM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: موضوع متكامل عن شخصية السامريه ولقائها مع الرب يسوع
صور وتصميمات لشخصية السامريه
|
||||
24 - 03 - 2017, 11:03 AM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن شخصية السامريه ولقائها مع الرب يسوع
ربنا يبارك حياتك |
||||
25 - 03 - 2017, 08:38 AM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: موضوع متكامل عن شخصية السامريه ولقائها مع الرب يسوع
ميرسى لمرورك الغالى
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
موضوع متكامل عن شخصية يايرس |
موضوع متكامل عن شخصية يوحنا الحبيب |
موضوع متكامل عن شخصية مجنون كورة الجدريين |
" ميلاد الرب يسوع" موضوع متكامل |
موضوع متكامل عن شخصية يوناثان |