رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأبن الضال والرجوع إلى الله
للأب القمص أفرايم الأورشليمى رحلة البحث عن السعادة يقدم لنا الربّ يسوع المسيح في مثل الابن الضال ، رحلة البشرية في بحثها عن السعادة بعيداُ عن الله ، وهي رحلة بعض منا للبحث عن المتعة أَو اللذة بعيداً عن قيود الأهل وبعيداً عن الله ، بل هى رحلة الهروب من الله إلى بئر شهوات العالم ومتعتهُ المتعبة للنفس . هكذا يظن البعض أن الله ووصاياه تقف عائقا أمام سعادتنا ، مع أن الله كأب سماوي بِهِ نحيا ونتحرك ونوجد ،هو الذي يهبنا الإمكانيات والمواهب والغنى ، ونحن في جهل نبحث عن العطيّة ، وننسى الرب المُعطي ونبحث عن السعادة والغنى والحرية بعيداً عن الله ، فماذا قال الربّ في هذا المثل الذي يعلن لنا حنان الله الآب : " إنسان كان له ابنان ... فقال أصغرهما لأبيه يا أبي أعطني القسم الذي يصيبني من المال . فقسم لهما معيشتهُ . وبعد أيام ليست بكثيرة جمع الابن الأصغر كل شيء وسافر إلى كوره بعيدة وهناك بذَّر مالهُ بعيش مسرف . فلما انفق كل شيء حدث جوع شديد في تلك الكوره فابتدأ يحتاج فمضى والتصق بواحد من أهل تلك الكوره فأرسله إلى حقله ليرعى الخنازير وكان يشتهي أن يملا بطنه من الخروب الذي كانت الخنازير تأكله فلم يعطهِ لهُ . لو 15 : 11 - 16 إننا في رحلة البحث عن سعادة وهمية نأخذ عطايا الله لنبذرها بعيش مسرف في كورة الخطية ، ولنصير لها عبيدًا مذلولين نجوع إلى طعام الخنازير والنجاسة فلا نجدها . نبحث عن الغنى فنجد نفوسنا وقد فقدت كل ما نملك ، ونحتاج للشبع والارتواء بالمحبة فلا نجد غير البؤس والشقاء ونشتهي طعام الخنازير النجس غير المشبع فلا يعطى لنا ، ونظل قلقين غير سعداء ، فالشرير يهرب ولا مطارد . إننا في رحلتنا في البحث عن السعادة خارج بيت الله لن نجد شبعاً ، لا في مال أو جمال زائل أو في منصب أو في شهوة يعقبها الندم والألم ، أو في علم كاذب وحكمة أرضية شيطانية . لن نجد الشبع في كورة الخطية ، ولا الحرية في أرض العبودية ، ولا السعادة في سراب العالم الكاذب . أن الميراث الحقيقي والسمائي ينتظر أبناء الله الذين لهم في القناعة كنز ، وفي محبة الله يجدون الكرامة والعز، وفي الجلوس تحت أقدام الصليب السعادة والشَّبع والميراث والوعود الصادقة . أن الذات هي الصنم الذي يجب ان لا نتعبّد له في أنانية بعيداً عن الله . إن نفسي صورة الله الفريدة فلنعطها لله ونبذلها من اجل محبته ، فنحيا فيه ونوجد معه وننمو في معرفته ، والله الأمين إذ نخصص ذواتنا لخدمته ومحبته ، يُنمِّي مواهبنا ويضاعف وزناتنا ويقودنا في موكب نصرته ويهبنا السعادة الحقيقية . فالنفرح به ويفرح بنا ويكون نصيبنا السماوي " فنفتخر باسم قدسه وتفرح قلوب الذين يلتمسون الرب" " أخ 16:16 " |
|