دعا طوبيت ابنه وأوصاه أن يُكرم أمه بعد موته ودفنه، ولا يتركها جميع أيام حياته، ويعمل على إرضائها ولا يُحزِنها، وأن يتذكَّر المخاطر التي تعرَّضت لها من أجله وهو في أحشائها، ويدفنها بجانبه في القبر نفسه [3-4].
تُرَى من هي هذه الأم التي يلزمنا أن نكرمها ونحرص ألا ننفصل عنها غير كنيسة المسيح، حواء الجديدة، أُم كل حي، نكرمها لما احتملته منذ بدء انطلاقها في يوم الخمسين (أع 2). بقيت في كل الأجيال الأم المصلوبة التي لم يَقْبَلها العالم كما لم يَقْبَل رأسها ربنا يسوع المصلوب. لنسمع لصوتها، ولا نحزنها بالانحراف عن وصية عريسها الرب يسوع المصلوب. نذكر المخاطر التي تتعرَّض لها منذ قيامها إلى يومنا هذا. دماء الشهداء التي لا تتوقَّف تكشف عن حيوية الكنيسة المتألمة. يُطالِبنا أن ندفنها معه في قبره، فكل القبور الأخرى كانت دنسة، كل من يقترب إليها يحتاج أن يتطهر، أما القبر الذي نزل إليه جسد الرب القدوس، فصار مصدر القداسة التي تقيم منا قديسين في المسيح بروحه القدوس.