رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رَنِّمُوا بِمَجْدِ اسْمِهِ. اجْعَلُوا تَسْبِيحَهُ مُمَجَّدًا [2]. جاء عن التسبيح في السماء: "وهم يرتلون ترنيمة موسى عبد الله، وترنيمة الخروف، قائلين: عظيمة وعجيبة هي أعمالك أيها الرب القادر على كل شيء، عادلة وحق هي طرقك، يا ملك القديسين" (رؤ 15: 3). هكذا تلتحم تسبحة العهد القديم مع تسبحة العهد الجديد. ففي القديم سبح الشعب الله من أجل خلاص الله لهم هذا الذي أنقذهم من عبودية فرعون، وانطرح فرعون ورجاله في عمق البحر. تبقى هذه الأنشودة قائمة في كل العصور والأجيال، على مستوى الجماعة كما الفرد. وبمجيء كلمة الله متجسدًا صارت لنا تسبحة جديدة حيث فتح أبواب الرجاء أمام كل الأمم لينالوا النصرة على إبليس وكل قوات الظلمة، ويتمتعوا بأن يملك السيد المسيح نفسه على قلوبهم. وكما قيل بملاخي: "لأنه من مشرق الشمس إلى مغربها اسمي عظيم بين الأمم، وفي كل مكان يُقرَّب لاسمي بخور وتقدمة طاهرة، لأن اسمي عظيم بين الأمم، قال رب الجنود" (مل 1: 11). من يُرَنِّم لمجد نفسه يأخذ أجرته في العالم أما من يُرَنِّم لمجد اسم الله، فيتقبل أجرة من أبيه الذي في السماوات. الترنُّم لا يقف عند التسبيح باللسان، وإنما يترنَّم المؤمن عندما يمارس بكل كيانه الصالحات. فمن يعمل الخير لمجد نفسه يفقد مكافأته السماوية. يرى القديس أغسطينوس أننا إذ نسبِّح الله بالكلام كما بالعمل، ويكون كل هدفنا في حياتنا هو مجد الله لا مجد أنفسنا، فإن الله من جانبه لن يترك أمرًا يَعبُر إلا ويمجدنا فيه. وكأن تمجيدنا لله من كل قلوبنا يرتد إلينا. يقدم لنا القديس أغسطينوس مثلًا رائعًا لذلك، فإن الله اختار أولًا صيادي سمك يُحسَبون أغبياء العالم، لكن هوذا الإمبراطور عند ذهابه إلى مبنى تذكاري لصيادي السمك في روما، يضع تاجه جانبًا، ويبكي في خشية أكثر مما كان يبكيه صياد السمك أمام الإمبراطور! فيما هو يطالبنا ألا نطلب مجد أنفسنا، يسكب مجده علينا! * انظروا كيف ينزع عنا ما هو لنا، لكي يعطينا ما هو له، يهبنا مجده! يجعلنا فارغين لكي يعطينا الملء، يجعلنا متزعزعين لكي ما يهبنا الثبات... رنِّم لا لأجل اسمك بل لأجل اسم الرب إلهك. رنِّم لكي يتمجد هو. عِش حسنًا، دَعه يتمجد! إن كنت تفعل هذا من أجل الأبدية، لن تحيا في الشر. إن كنتم تفعلون هذا من أنفسكم (أعماقكم)، فإنكم لن تفعلوا إلا لتحيوا حسنًا. "أعطوا مجدًا لتسبيحه". ليكن كل اهتمامنا هو تسبيح الله حسب توجيهه، فلن يترك شيئًا به نحن نتمجد. إذن لنمجد بالأكثر ونفرح. لنلتصق به، ونتمجد نحن فيه! القديس أغسطينوس |
|