منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 19 - 11 - 2024, 02:41 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

الصليب والمحبة الطبيعية  (مت10: 37-39)




الصليب والمحبة الطبيعية

«من أحب أباً أو أماً أكثر مني فلا يستحقني. ومن أحب ابناً أو ابنة أكثر مني فلا يستحقني. ومن لا يأخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقني. مَنْ وجد حياته يضيعها. ومن أضاع حياته من أجلي يجدها» (مت10: 37-39).

أوضح الرب في الأعداد السابقة لهذه الأعداد، أن مجيئه إلى العالم سيقسم الناس إلى فريقين؛ إلى مؤمنين به، ورافضين له. والفريقان سيكونان في تضاد وعداوة قد تصل إلى حد انقسام أفراد الأسرة الواحدة. فمَنْ يقبل المسيح سينقلب عليه أقرب مَنْ له «وأعداء الإنسان أهل بيته» (راجع مت10: 34-36). ومن هنا فالرب يضع مبدأً هاماً للتلميذ الحقيقي له، وهو أن يتسلح بنية الحرمان من العواطف الطبيعية والرفض من أقرب وأعز مَنْ له. هذا عمل الصليب في النفس، وهنا أكثر الأمور ألماً للطبيعة.

هل معنى ذلك أنه يوجد خطأ أو شر في المحبة القائمة بين الزوج والزوجة أو الأب وأولاده أو الأخ وإخوته؟ كلا. لكن لننتبه لئلا تقف هذه عائقاً في سبيل التكريس والخدمة والشهادة. ليسأل كل منا نفسه: ما الغرض من هذه المحبة؟ هل هي لمجرد إشباع النفس أو لإرضاء الرغبات الطبيعية؟ أم هي لمجد الله؟

والرب يسوع المسيح وهو يتحدث هنا عن التلمذة، فإنه يؤكد هذا المبدأ الهام وهو: إن تعارضت المحبة للأب والأم والابن والابنة مع الطاعة والولاء له، فينبغي التضحية بالأولى لأجل الثانية.

«من أحب أباً أو أماً أكثر مني فلا يستحقني». قد يبدو الكلام قاسياً، لكن كم وقفت الرُبط الطبيعية حائلاً أمام كثيرين وأعاقتهم عن طاعة المسيح. لذا فإن التلميذ الحقيقي متى وقف موقف الاختيار بين المسيح وأعز أحبائه، فإنه يعطي المسيح المكانة الأولى. أ وَلا يستحقها؟!

لكن رُبَ معترضٍ يقول: هذا الكلام قد يعني إهمال الوالدين أو الأولاد. وهنا أوّد أن أوضّح أن هناك فارقاً بين المسئوليات الأسرية والتعلق العاطفي بأفراد الأسرة. فبينما المؤمن المكرَّس يعطي الرب المكانة الأولى في عواطفه، فإنه في ذات الوقت يقوم بدوره كابن أو كأب أو كزوج بكل أمانة، مُظهراً كل المشاعر الرقيقة والعواطف الحانية. إنه يدرك أن قيامه بمسئوليته الأسرية يشكِّل جزءاً أساسياً في شهادته المسيحية لأنه «إن كان أحد لا يعتني بخاصته (مادياً وعاطفياً) ولا سيما أهل بيته، فقد أنكر الإيمان (التعليم المسيحي) وهو شر من غير المؤمن» (1تي5: 8).

أ لم يكن ربنا المعبود مكرّساً لأبيه تكريساً مطلقاً، ولم يسمح لأعز مَنْ له أن يتداخل في طاعته لأبيه، وفي ذات الوقت كم كان عطوفاً ورقيقاً ومهتماً بأمه حتى في أحلك اللحظات؟ (يو19: 25،27).


رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الصليب والمحبة الإنسانية
الصليب والمحبة الطبيعية
الصليب والمحبة
الصليب هو مدرسة الغفران والمحبة المسيحية التي أسسها يسوع
الصليب والمحبة - الأب انطونيوس مقار ابراهيم


الساعة الآن 05:45 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024