الاحتفال بعيد | استشهاد القديس جرجس المزاحم
يد الله تعمل للذين يحبونه
ولما بلغ خبر القديس مدينة المحلة عرف أبو البشير صاحب المعصرة هناك بأن أحد عماله قُتل ركب دابته وأخذ معه جماعة من أصحابه وجاء إلى صفط القدور، فرأى القديس قد استفاق مما أصابه، فخلصه من أيديهم، وطلب إليه أن يمكث عنده. ثم قال لجموع الشعب إنني سوف أمهله إلى يوم الجمعة حيث أمضي معه إلى الجامع وإذا لم يُصلي مع الناس أحرقته حيًّا. ولما قال هذا صرفهم.
هيأ الله في ذلك الوقت وجود رجل مسيحي من عمال هذا الرجل اسمه مقاره، لما علم ما جال بأفكارهم وما تحدثوا به بشأن القديس ذهب إليه مسرعًا وأخبره بذلك ونصحه أن يهرب من المكان لكي ينجو بنفسه.
وحاول والى المنطقة إقصاءهم عنه وأخبرهم أنه كتب للسلطان يستفهم منه عما يجب عمله مع مثل هذا الرجل , وتوقف المسلمين عن التعرض له لمدة أسبوع , وفى خلال الأيام الأخيرة كان جرجس فى سجنه يصلى بلا انقطاع ويستشفع برئيس الملائكة ميخائيل وفى نصف الليل ظهر له رئيس الملائكة داخلاً زنزانته وهو يحمل رداء أبيض كالثلج وقال له : " افرح يا جرجس يا عبد يسوع المسيح إن لى أسبوعا أسأل الرب عنك , فأرسلني الليلة إليك بهذا الرداء لتكون لك به قوه لتحمل الآلام , فتقدم إلى لأغطيك به " وأطاع جرجس الأمر
وحين نشر الملاك الرداء عليه صار واحداً مع جسده , ورسم عليه علامة الصليب , وتوارى عن عينيه .
جهاد القديس مار جرجس المزاحم
وبدأ جرجس جهاده فى اليوم التالي , فكان المسلمون يعذبونه حتى يموت أمامهم فيتركونه ملقى فى السجن ثم يذهبون لحال سبيلهم , وعندما يعودون فى اليوم التالي يجدونه ما زال على قيد الحياة فيعاودون تعذيبه واستمروا على هذا الحال من الحادى عشر حتى الثامن عشر من بؤونه سنة 979م أى حوالى سبعة أيام وحدث أن جاءهم رسول سلطاني إلى الوالى يحمل خطاباً يأمرهم بترك جرجس وشأنه ,
وقد قال الرسول السلطاني شفاهياً بأن إثنين من سكان القاهرة قد اعتنقا المسيحية وأن السلطان تركهما وشأنهما ( عدا الشهيد الواضح بن الرجاء ) ولكن حدة غضب المسلمين وثورتهم جعلتهم يتجاهلون الأوامر السلطانية .
وفى صباح يوم 19 بؤونة ذهب العامة ورعاع المسلمين إلى السجن وخيروا جرجس بأن عليه أن يختار بين الموت وإنكار المسيح ويبقى على قيد الحياة مسلماً , ولكن تهديدهم ضاع هباءً منثوراً , فأعلن لهما أنه على استعداد لا لتقبل العذاب بل الموت مسيحيا على أن يصير مسلماً
استشهاد القديس
مارجرجس المزاحم
فأخرجوه خارج البلدة وساروا به إلى شاطئ البحر وهناك ظهرت وحشيتهم فضربه جمهور المسلمين بالعصى والهراوات وسقطت بعض الضربات على رأسه فمات وظلوا يضربونه إلى أن تهشمت جمجمته , ولم يكتفوا بذلك بل أنهم قطعوا جسده إلى أجزاء ورموا بجميع أجزاء جسده فى البحر
وبعد أن فعل المسلمين جريمة قتلهم جرجس تركوا المكان وراحوا يتفاخروا بحوشيتهم , وحدث فى ذات اليوم أن شماساً كان ماشياً عند شاطئ البحر فسمع صوتاً لم يعرف مصدرة يقول له : " يا أيها المؤمن المار على هذا الشاطئ – باسم المسيح انتظر إلى أن تقذف الأمواج إليك بجزء من جسد الشهيد جرجس المزاحم , فخذه وأعطيه لزوجته المباركة سيولا "
وانتظر الشماس ليرى ماذا سيحدث , فرأى جزء من جسد قذفت به الأمواج فأخذه إلى بيت القديس جرجس فأخذت أمه الجسد ولفته بقماش أبيض وذهبت به إلى السيدة البارة سيولا التى وضعته بدورها فى بيت أبيها فترة من الزمن ثم وضعته فى الكنيسة بعد ذلك ولشده الآلام والعذابات التي لاقت القديس المصري جرجس المزاحم أعطى ربنا للقطعة الباقية من جسده كرامة بعمل آيات ومعجزات وعجائب عديدة
شاركونا الاحتفال بعيد استشهاد القديس جرجس المزاحم