رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قيمة المحبة وإن أطعمت كل أموالي، وإن سلمت جسدي حتى أحترق، ولكن ليس لي محبة، فلا أنتفع شيئا. ( 1كورنثوس 13: 3 ) من 1كورنثوس 8: 1 نتعلَّم أن «المحَبَّةَ تبنِي» ( 1كو 8: 1 ). وأصحاح 13 من الرسالة يتوسع باستفاضة في هذه الحقيقة، ويُبين لنا في المقام الأول أن أعظم المواهب لمعانًا، لا قيمة لها بدون المحبة؛ وثانيًا: أن المحبة هي القوة التي تحقق كل شيء، حتى في وجود المواهب. والثلاث آيات الأولى تتحدَّث عن المواهب التي إذا امتلكناها ومارسناها بدون محبة، يكون المجموع الكُلي لتأثيرها وثمارها لا شيء. ويأتي ذكر التكلُّم بألسنة أولاً (ع1)، لأن تلك الموهبة بالذات كانت قد تحوَّلت إلى فخ اجتذب الكورنثيين إلى شِباكه. وتليها النبوة، التي يمدحها الرسول فيما بعد على أنها الأولى في الأهمية، وهذه يليها العلم والإيمان (ع2)، ثم عمل الخير العملي الذي يُعرَف اليوم بعمل الخير والإحسان؛ وهذه يأتي بعدها التضحية بالنفس (بذل الذات) في أعظم صورها (ع3). قد يقوم أخ في الكنيسة ويتكلَّم بكلمات حلوة طلية، ولكنها ليست مفهومة على الإطلاق. ونكتشف أنه حمل إلينا رسالة سماوية بلغة السماء والملائكة. كم يذهلنا هذا، ويجعل أنظارنا تتعلَّق به؟! نعم. ولكن إذا حدث هذا بدون محبة، فكأنه أحضـر صنجًا من النحاس إلى الاجتماع، وضرب عليه بالمقرعة، فأية فائدة في هذا، وكيف يكون لصالح الرب في الكنيسة؟ وهنا يبرز آخر، يتميَّز بالمعرفة الفائقة والفهم، لديه القدرة، ليس فقط أن ينفذ إلى قلب الأمور الإلهية، بل يستطيع أيضًا أن ينقلها للآخرين بموهبة النبوة التي له. ولديه أيضًا الإيمان الذي يصنع المعجزات، ولكن ليس له محبة. هذا لا يقول عنه «نُحَاسًا يَطِنُّ أَو صَنْجًا يَرِنُّ»، لأنه من الممكن أن نحصل على بعض الفائدة والفهم من أقواله، وبعض الإرشاد من إيمانه المشهود. ولكن يقول عنه إنه هو نفسه لا شيء. ولو كنا نحن أنفسنا غير روحيين، لظنناه عملاقًا. ولكنه في الحقيقة أقل من قزم، إنه لا شيء. وإذا افترضنا ظهور شخص ثالث يقول: ”سأُقدِّم كل أموالي لإطعام الفقراء“ (وهو النص بحسب ترجمة داربي)، بل هو مستعد أن يُقدِّم جسده للحريق (ع3). نحن لا نملك إلا أن نُظهر الإعجاب بما يفعل، وأن نحسده على المكافأة التي سيفوز بها في الدهر الآتي. ولكن للأسف، ليس له محبة، فلا ينتفع شيئًا. فعدم وجود المحبة قد أضاع قيمة كل هذا. وفي ضوء هذه الحقائق، وإن كانت انعكاساتها سلبية، ندرك كم هي عظيمة قيمة المحبة. |
|