المحبة تجمِّل وتكمِّل الفضائل كي تظهر بقوتها وأفضل صورها
الكتاب المقدس يمتليء بالأمثلة التي ترينا إنتاج المحبة المتميز في جودته. شهد الرب أن المرأة الخاطئة التي جائت عند قدميه باكية أحبت كثيرًا فلم تكتفِ بالمشاعر التي أظهرتها بدموعها وتقبيلها قدميه بل دهنتهما بالطيب ومسحتهما بشعر رأسها. أليست المحبة الشديدة هي التي علَّمت مريم أخت لعازر كيف تضحي بأغلى ما عندها؟ وهي التي أعطت للمجدلية شجاعة نادرة وجعلت بولس ينفق حياته من أجل سيده؟ يمكن أن تجد شخصًا صادقًا في أقواله وأمينًا ومجتهدًا في أعماله، عفيفَ النظر ونظيفَ اليد، لكنه يفعل كل ذلك خوفًا من عقاب الكذب والسرقة أو عواقب التقصير والإهمال. يمكن أن يكون الواحد سخيًا في عطائه ورقيقًا في تعامله لكن بغرض كسب صداقة الناس له. لا غبار على الأمانة وضبط النفس والسخاء واللطف وغيرهم، لكن إن وُلدت هذه الفضائل من رحم المحبة الخالصة ستكون أجمل كثيرًا وأقوى تأثيرًا.