منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم اليوم, 01:40 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,405

بستان الفجر


بستان الفجر

وصار سكوت عظيم في الليلة التي صُلب فيها المسيح. وبعد أن مرت كل طبقات الشعب أمام الصليب، وسخرت من المصلوب وسبَّته، وبعد أن أسلم الرب يسوع الروح، أتى في المساء رجلان: نيقوديموس ويوسف الذي من الرامة عند قدمي الصليب ليعتنيا بجسد الذبيحة المقدسة، ولدفنه. ولقد تنبأ الأنبياء منذ زمن بعيد عن واحد منهما، وهو الغني. أما الآخر فكان لا يزال غير فاهم للكلام الذي قاله له السيد ليلاً: «ليس أحد صعد إلى السماء، إلا الذي نزل من السماء، ابن الإنسان» (يو3: 13). ولكنه استنار فجأة عندما تواجد أمام المسيح وهو على الصليب.

«وكان في الموضع الذي صلب فيه بستان، وفي البستان قبر». وتم تكفين جسد الرب بمزيج مر وعود نحو مئة منًا أحضرها نيقوديموس، ولفاه بالأكفان التي أحضرها يوسف، ووضعاه في قبر جديد. أ كان هناك إعلان للإيمان، في سكون تلك الليلة، أكثر صراحة من سلوك هذين الشخصين اللذين حملا بقايا جسد يسوع، الإناء الذي سُرَّت الذات الإلهية أن تسكن فيه؟ لم يكن أي أثر للخطية في ذلك المكان، فقد حملها الفادي في ساعات الظلمة الثلاث، وأصبحت أدناسها ملقاة للأبد بعيدًا عن أنظار الله.
دحرج يوسف الرامي حجرًا كبيرًا على باب القبر، ورحل الرجلان «وكانت هناك مريم المجدلية ومريم الأخرى جالستين تجاه القبر».

وبعد السبت باكرًا جدًا في أول الأسبوع (مت28: 1)، رجعت المرأتان إلى البستان عينه ”لتنظرا القبر“. كان كل شيء كما هو، وكل الأمور هادئة. وفي الفجر نزل ملاك الرب من السماء، ودحرج الحجر المختوم عن القبر الفارغ، وجلس عليه، إشارة للغلبة. لم يتلوث أي شيء داخل القبر بالفساد (مز16: 1)، وكان القبر جديدًا، والأكفان نظيفة ومرتبة، والمنديل ملفوفًا في موضع وحده، والحجر مدحرَجًا بعيدًا.

و”الظلام باق“ جاءت مريم المجدلية للبستان، وشاهدت الحجر مدحرجًا عن القبر، فجَرَت لتخبر سمعان بطرس والتلميذ الآخر، فجاءا إلى القبر، وشاهدا الأكفان موضوعة، ولم يكونا بعد يعرفان الكتاب أنه ينبغي أن يقوم من الأموات. فمضيا ”إلى موضعهما“. ثم أتت النساء بالحنوط ”إذ طلعت الشمس“ (مر16: 2)، باكرًا جدًا في أول الأسبوع الذي لا نهاية له. لكنهن سمعن القول: «لماذا تطلبن الحي بين الأموات؟» (لو24: 5)، وذهبن ليخبرن الأحد عشر والآخرين.

أما مريم المجدلية فلم يكن لها ”موضع“ لتذهب إليه مثل بطرس ويوحنا، فقد ظلت واقفة في البستان ”عند القبر“ تبكي (يو20: 11)، كما كانت ”عند الصليب“ (يو19: 25). فقد تبعت الرب في حياته لأنه محرّرها، ورأته على الصليب كفاديها، وفهمت أنه بذل حياته لأجلها. والآن واقفة وحيدة في البستان تبحث لتشاهد وتفهم أكثر. صحيح أنها أحضرت حنوطًا، ولكن في أعماق ذاتها نمى لديها إحساس بأنه هناك ما يمكن عمله أكثر من تكفين جسد المسيح المختفي. ومن هذا المنطلق فإنها إذا وجدته ستجد كل ما تبحث عنه، وعندما ترى المسيح ستنال أكثر مما تفتكر.

عندما سألها الرب: «يا امرأة لماذا تبكين؟» لم تتعرف على وجهه، معتقدة أنه البستاني. ولكن عندما ناداها باسمها ”يا مريم“ تعرفت في الحال على صوته الذي طرد به السبعة شياطين. لقاء لا يُنسى مكون من كلمتين: ”يا مريم... ربوني“. أول لقاء مع المُقام من الأموات «ظهر أولا لمريم المجدلية» (مر16: 9). بامرأة دخلت الخطية سابقًا إلى البستان الأول ”جنة عدن“، وبامرأة تم استقبال الرب المُقام من الأموات والغالب في بستان الفجر!

وظهر الرب لأشخاص آخرين: تلميذي عمواس اللذين عادا لإخوتهما الذين كانوا يحكون عن ظهورات السيد. وجاء الرب في وسطهم «ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب». لم يظهر كسيد ظافر منتصر يحكي عن روائعه وبطولاته، لكن ظهر كمن يمرّ بأصدقاء تربطهم به علاقة وثيقة، جالبًا السلام لهم، وأراهم يديه وجنبه «انظروا.. إني أنا هو». كما أعطى أكثر من برهان على قيامته (أع1: 3؛ لو24: 39-43؛ يو20: 27).

نستطيع اليوم أن نختبر تلك الشركة التي تمتع بها مريم ويوحنا وبطرس والتلاميذ «الذي وإن لم تروه تحبونه. ذلك وإن كنتم لا ترونه الآن، لكن تؤمنون به، فتبتهجون بفرح لا ينطق به ومجيد» (1بط1: 8).

وفى كل أقوال الرب بعدما قام من الأموات لا شيء يفوق الرسالة التي ائتمن مريم المجدلية عليها «اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم: إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم». لكن بالرغم من ذلك الإعلان العجيب كان لدى مريم شيء آخر لتقوله أولاً للتلاميذ :«أنها رأت الرب» (يو20: 18)!
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
بستان في بستان الرهبان
زهور من بستان - كتاب بستان الرهبان
بستان الفضائل
البديل تضبط "الفجر" متلبسة بسرقة المواد الخدمية والإخبارية حتى رسالة من موقع البديل إلى بوابة الفجر
بستان التائبين


الساعة الآن 09:18 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024