رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يا والدة الإله مريم: يا بُنيّ، إنّ الله قد وعد في أماكن متعدّدة من كتبه المقدّسة بأن يحمي الواثقين به. لا تضطرب إذًا إزاء الأوامر التي يصدرها إليك مهما كانت صعبة التنفيذ. ثق به فيساعدك. وحتى إذا عرّضتك طاعتك له لأعظم فاقة فما عليك سوى الاتّكال على عنايتهالتي لن تتركك تحتاج إلى شيء. وإذا تعرّضت لهزؤ وسخرية وشتم واضطهادات الأشرار فلا تخُر قواك أبدّا. الله سيكون حصنك في وقت الضيق. إنّ ثقة الأبرار بالربّ خير ضمان لحمايته لهم. وإذا بدا منه أنه قد تركهم لوقت فهو يعيد لهم في النهاية سلامهم. يوسف العفيف لم تنسه عناية الله حين كان يئن تحت وطأة السلاسل في سخنه المظلم، بل أخرَجَته من سجنه لترفعه إلى العظمة وليُقاسم فرعون سلطانه السامي. هذا لا يعني بأنّ العناية الإلهية تُخلّص الأبرار دائمًا من مخاوفهم وأخطارهم وتمنحهم احتياجاتهم بالطريقة التي يتمنونها أو يطلبونها. كما وأنّ طرق هذه العناية الإلهية عجيبة دائمًا، سواء أنقذتهم مت فاقتهم واقتصّت لحقّهم أو جعلتهم ضحايا الفاقة والتعدّي. غير أنه تعالى لا بد وأن يعطيهم حينئذٍ نعمة الصبر على النوائب، وبهذا يكون قد أحسن إليهم أكثر مما لو كان قد غمرهم بالخيرات الأخرى. فالتجئ إذًا إلى الربّ في كل احتياجاتك معتصمًا به، وستقبل منه المساعدات التي ستكون حقيقية ومسبيّة، وإن لم تكن دائمًا حسيّة وبارزة للعيان. |
|