رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الايات الشاهدة على ان الكتاب المقدس
موحى به من الله في العهد القديم توجد عدة ايات عن ان الله تكلم للانبياء وعن ان الكتاب المقدس هو كلام الله نفسه نجد في كتابات موسى تكراراً ملفتاً لعبارة « كلم الرب موسى (أو موسى وهرون. . .) قائلاً »؛ ترد هذه العبارة في سفر اللاويين مثلاً (الذي هو أصغر أسفار موسى حجماً) نحو 36 مرة. وقد حسب أحد الدارسين تكرارات هذه العبارة ومرادفـاتها، فوجد أنها تُذكر في أسفار موسى الخمسة نحـو 500 مرة! ثم بعد موسى بنحو ألف سنة تحدث عزرا عنها باعتبارها « شريعة موسى التي أعطاها الرب إله إسرائيل » (عز7 :6). على هذه الأسفـار أطلـق داود، في مزمور 40: 7، هذا التعبير الفريد « درج الكتاب ». ويقتبـس الرسـول بولس في عبرانيين 10 : 7 هذه العبارة التي يمكن تطبيقها هناك على كل أسفـار العهد القديم*، تلك الأسفار التي تنبأت عن المسيح. أما الأنبياء فإنهم واحد تلو الآخر افتتحوا كلامهم بعبارة « قال لي الرب » (إش8 : 1)، أو « كانت كلمـة الرب إليَّ قائـلاً » (إر1: 2، 4، 11 و2: 1 ..الخ)، أو « الكلام الذي صار إليَّ من قبل الـرب » (إر30: 1، 2)، أو « قول الـرب الذي صار إلى...» (هو1: 1، مي1 : 1)...الخ. يقول الرسول يعقوب في رسالته إن الأنبياء في العهد القديم تكلموا « باسم الرب » (يع5: 10)؛ أي نيابة عنه. لهذا فإن عبارة « هكذا قـال الرب » تتكرر في النبوات تكراراً ملفتاً. فتذكر في نبوة حزقيال وحدها 206 مرة، وفي نبوة إرميا 173 مرة على الأقل، وفي نبوة ملاخي - الصغيرة - 24 مرة بالإضافة إلى 22 مرة عبارة «يقول رب الجنود». و قد أحصى واحـد جميع المترادفات التي وردت في النبوات وتفيد أن أقوال الأنبياء هي كلام الرب نفسه فوجدها نحو 1200 مرة. كما ذكر آخر أنه ورد 3808 تعبيراً مختلفـاً يفيد أن أقوال العهد القديم هي ذات أقوال الله. لهذا قال الرب لإرميا « إذا أخرجت الثمين من المرذول فمثل فَمي تكون » (إر15: 19). عكس ذلك كان الأنبياء الكذبة « يتكلمون برؤيا قلبهم لا من فم الرب.. لو وقفوا في مجلسي لأخبروا شعبي بكلامي » (إر23: 16، 22). ولهذا أيضاً يسمي إشعياء كتب الوحي هذه التسمية الفريدة إذ يقـول « فتشوا في سفر الرب واقرأوا » (إش34: 16). وأما دانيآل فإنه يسميه « كتاب الحق » (دا10: 21). وعندما نصل إلى العهد الجديد نجده يتميز بكثرة الاقتباسات من أسفار العهد القديم؛ ففيه نحو 284 اقتباساً من 25 سفراً من العهد القـديم موزعة على 17 سفراً من العهد الجديد. وسنجد أنه يشير إلى أسفار العهد القديم بكل احترام وتقديس، ويطلق عليها « المكتوب » أو « الكتاب » أو « الكتب »؛ حيث ترد هذه التسميات 50 مرة. وهذه التسميات تحمل دلالة هامـة، وهـي أن الكتاب المقدس كان آنذاك مقبولاً لا بصورة عامة، بل بشكل محدد ومعروف، لا بروحه فقط بل بحرفه كذلك (مت5: 18). لقد قُبل كمـا هو بين أيدينـا الآن تماماً، وكان له سلطان كامل على القلب، ويُنظَر إليه باعتبار أنه "كتاب الله". وهذه دلائل عن ان الكتاب المقدس موحى به من قبل الله الجواب: عندما يشير الناس الي أن الكتاب المقدس موحي به فهم يعنون أن الله قد أوحي للكتاب البشر عند تدوين الكتاب المقدس وبأن الكتاب المقدس هو كلمة الله. ونجد أن ما يميز الكتاب المقدس عن أي كتاب آخر أنه حقا كلمة الله الموحاة للأنسان. ورغم أنه يوجد أعتقادات مختلفة عن مدي الأيحاء الموجود في الكتاب، فأنه لا يوجد شك بأن كل كلمة يحتويها الكتاب المقدس، هي موحي بها من الله (كورنثوس الأولي 12:2-13 وتيموثاوس الثانية 16:3-17). ووجهة النظر هذه نحو ما يحتويه الكتاب المقدس يشار لها بالوحي اللغوي. وتعني ان الأيحاء يتضمن كل كلمة مكتوبة وليس فقط الفكرة أو المضمون. هنالك من يؤمن أن هناك أجزاء معينة فقط من الكتاب موحي بها، أو أن الأفكار أو مباديء الدين فقط موحي بها، ولكن هذه الأعتقادات مقصرة حيث أن الكتاب لا يقول ذلك. فالوحي اللغوي الكامل هو صفة هامة لكلمة الله. ومدي الأيحاء يمكن أن يري بوضوح في تيموثاوس الثانية 16:3، "كل الكتاب هو موحي به من الله، ونافع للتعليم والتوبيخ، للتقويم والتأديب الذي في البر، لكي يكون انسان الله كاملا، متأهبا لكل عمل صالح" وهذه الآية تعلمنا أن الله أوحي بكل كلمة في الكتاب وأن كل كلمة نافعة لنا. فهذا لا ينطبق فقط علي الأجزاء التي تتناول المعتقد الديني، ولكن كل جزء من سفر التكوين الي سفر الرؤيا هي كلمة الله. وحيث انها موحاة من الله، فالكتاب له السلطة في تكوين المعتقد، وكاف لتعليم الأنسان عن كيفية اقامة علاقة مع الله. "تدريب علي الصلاح". والكتاب لا يدعي فقط أنه كلمة الله، بل أنه قادر علي تغييرنا وجعلنا "كاملين"، ومجهزين لكل عمل صالح. وجزء آخر يتناول ايحاء الكتاب المقدس نجده في بطرس الثانية 21:1. وهذا الجزء يخبرنا أن " لأنه لم تأت نبؤة قط بمشيئة أنسان، بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس". فهو يعلمنا أنه رغم أن تدوين الكتاب تم من خلال البشر، فالكلمات التي قاموا بتدوينها هي كلمات الله. ورغم استخدام الله للبشر وان أختلفت شخصياتهم وأساليب كتابتهم، فقد أوحي بصورة الهية كل كلمة قد كتبوها. وقد أكد الرب يسوع بنفسة الأيحاء اللغوي للكتاب المقدس عندما قال "لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل. فأني الحق أقول لكم: الي أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتي يكون الكل" (متي 17:5-18). وفي هذه الآيات، يدعم يسوع صحة الكتاب الي أصغر أجزائه – لأنه كلمة الله. ولأن الكتاب المقدس موحي به من الله، فيمكننا أن نقول أن الكلمة مطلقة السلطة و بلا عيب. والنظرة الصحية نحو الله تقود المؤمن الي النظرة الصحيحة نحو كلمته. ولأن الله مطلق القوة، كامل المعرفة، وبلا عيب، فأن كلمته بطبيعتها تحمل نفس الصفات. ونفس الجزء الذي يوضح أن الكلمة موحي بها يثبت أن الكلمة فعالة وبلا عيب. ولا يوجد أي شك أن الكتاب المقدس صادق – وأنه كلمة الله للبشر. |
|