رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عصا هرون إذ تذمر الشعب على موسى وهرون بسبب ما حدث لقورح وجماعته مغتصبي الكهنوت، أراد الله أن يؤكد للشعب بطريقة ملموسة اختياره هرون رئيسًا للكهنة، فارزًا إياه عن الكهنوت المزيف. عصا لكل سبط: 1 وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا: 2 «كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَخُذْ مِنْهُمْ عَصًا عَصًا لِكُلِّ بَيْتِ أَبٍ مِنْ جَمِيعِ رُؤَسَائِهِمْ حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمِ. اثْنَتَيْ عَشَرَةَ عَصًا. وَاسْمُ كُلِّ وَاحِدٍ تَكْتُبُهُ عَلَى عَصَاهُ. 3 وَاسْمُ هَارُونَ تَكْتُبُهُ عَلَى عَصَا لاَوِي، لأَنَّ لِرَأْسِ بَيْتِ آبَائِهِمْ عَصًا وَاحِدَةً. 4 وَضَعْهَا فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ أَمَامَ الشَّهَادَةِ حَيْثُ أَجْتَمِعُ بِكُمْ. 5 فَالرَّجُلُ الَّذِي أَخْتَارُهُ تُفْرِخُ عَصَاهُ، فَأُسَكِّنُ عَنِّي تَذَمُّرَاتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّتِي يَتَذَمَّرُونَهَا عَلَيْكُمَا». 6 فَكَلَّمَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَأَعْطَاهُ جَمِيعُ رُؤَسَائِهِمْ عَصًا عَصًا لِكُلِّ رَئِيسٍ حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمِ. اثْنَتَيْ عَشَرَةَ عَصًا. وَعَصَا هَارُونَ بَيْنَ عِصِيِّهِمْ. 7 فَوَضَعَ مُوسَى الْعِصِيَّ أَمَامَ الرَّبِّ فِي خَيْمَةِ الشَّهَادَةِ. أراد الله أن يؤكد للكل أن اختيار الكهنة أمر يخصه هو شخصيًا، وكما يقول الرسول بولس: "لا يأخذ أحد هذه الوظيفة بنفسه بل المدعو من الله كما هرون أيضًا" (عب 5: 4). لقد أخذ موسى عصا من كل سبط يكتب على كل منها اسم رئيس السبط، وكأنها تمثل عصا الرئاسة أو الأبوة للسبط، أما عصا سبط لاوي فكتب عليها اسم هرون، وإذ قدمت العصي أمام تابوت الشهادة في الخيمة وجدوا في الغد أن عصا هرون قد أفرخت وأزهرت بل وأثمرت لوزًا. يلاحظ في هذا العمل العجيب: أولًا: تشكيكات قورح وجماعته لم تهز هرون بل ثبتت عمله في عيني الله والناس، فإن التجارب تزيد الإنسان مجدًا، وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [كما في حالة هرون، لقد ثاروا ضده، فأكدوا عظمته، إذ لم يعد أمرسيامته موضع تساؤل بل موضع إعجاب]. ثانيًا: أكَّد الله اهتمامه باختيار الكهنة بنفسه وكما يقول القديس أمبروسيوس: [هكذا اختار الله بنفسه هرون كاهنًا حتى لا يكون للإرادة البشريّة موضع بل تقوم نعمة الله بالدور الأعظم في اختيار الكاهن. فلا يتقدم الإنسان من نفسه للكهنوت ولا بإلزام (من الناس) إنما يتقبله دعوة من السماء]. هذا ما دفع الكنيسة أن تصلي في كل ليتورجية لله قائلة: "الذين يُفَصِّلون كلمة الحق باستقامة أنعم بهم على كنيستك". هو وحده العارف القلوب المستقيمة يختار من يصلح لخدمته. وحينما أعلن الله لموسى أن وقت نياحته قد حان كانت طلبته الأخيرة عن شعبه: "ليوكل الرب إله أرواح جميع البشر رجلًا على الجماعة" (عد 27: 16). ولم يرد الشيخ النبي موسى صاحب الخبرة الطويلة في القيادة، والعارف بكل الرؤساء وذوي الاسم أن يختار، طالبًا من إله الأرواح العارف الأعماق الداخليّة أن يختار حسب إرداته الإلهيّة! ثالثًا: يرمز هرون الذي أفرخت عصاه إلى السيد المسيح رئيس الكهنة الأعظم يقول العلامة أوريجينوس: [المسيح هو الكاهن الأعظم الحقيقي، وهو الوحيد الذي أفرخت عصاه التي هي الصليب، بل وأزهرت وأنتجت ثمارًا لكل المؤمنين]. رابعًا: ترمز عصا هرون التي أفرخت إلى السيدة العذراء مريم التي أنجبت ابن الله المتجسد، إذ قدمت لنا ثمرة الحياة. فهي كالعصا في ذاتها لا تقدر أن تنجب، لكنها إذ دخلت في دائرة نعمة الله قدمت لنا ابن الله القدوس متجسدًا في أحشائها. لهذا تترنم الكنيسة في ثيؤطوكية الأحد قائلة: "بالحقيقة أنت أعظم من عصا هرون، أنت ممتلئة نعمة، العصا رمز لبتوليتها. لقد حبلت بابن العلي -الكلمة ذاته- وولدته بغير زرع بشر!" بهذا صارت عصا هرون تشير إلى الكنيسة الجامعة والتي تمثل العذراء العضو الأمثل فيها، فقد صار المسيح ساكنًا فينا، حملناه كثمرة حياة في داخلنا نحن الذين كنا كعصي جافة بلا حياة. وما أقوله عن كل عضو في الكنيسة أقوله، بالأكثر عن الكاهن الذي يحمل ثمار إلهيّة في خدمته إن قَبِل العمل الكهنوتي من الله مستخدمًا الوسائط الإلهيّة في خدمته لا الطرق البشريّة. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يتذمر الشعب على موسى وهرون بسبب تأديب الرب |
تذمر كل الشعب على موسى وعلى هرون |
صعد موسى قائد الشعب وهرون كاهنه |
في رفيديم أيضًا تذمر الشعب على موسى |
موسى و تذمر الشعب |