رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قداسة البابا شنوده الثالث سألني أحد الشبان ذات مرة قائلًا: "إنني إنسان صريح. لا أعرف النفاق ولا الرياء ولا المجاملة. ولا أقول غير الصدق في صراحة كاملة. ولكنني -للأسف الشديد- ساءت علاقتي مع الذين أصارحهم برأيي فيهم أو في تصرفاتهم. فيتعبون، ويسببون لي متاعب... - فماذا أفعل. بماذا تنصحني؟ هل من الخطأ أن أتكلم بصراحة؟" ولما كان موضوع الصراحة يهم الجميع، كما يهم صاحب هذا السؤال، لذلك يسرني أن أناقشه معه ومعكم في هذا المقال... الصراحة ليست خطأ، بل قد تكون فضيلة أحيان. إنما المهم هو في أسلوبها، ومع من تكون، وكيف تكون؟ والذي يتعب من صراحتك، إنما يتعب من الأسلوب الذي تتكلم به أثناء صراحتك معه. هل هو أسلوب لائق أم غير لائق؟ هل هو أسلوب جارح أو أسلوب قاسٍ؟ وهل يشمل اتهامًا أو توبيخًا؟ وهل هذا الاتهام فيه لون من الظلم، لأنه يعتمد على معلومات غير سليمة قد وصلت إليك؟ وهل أنت تتكلم بروح المحبة أم بروح الهجوم والهدم؟ وهل أنت في صراحتك تتدخل في ما لا يعنيك، وتتجرأ على ما هو ليس من اختصاصك؟ |
|