رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التوبة ليست مجرّد لوم الذات أو تقريعها. إنّ الندامة عن الضعفات والشعور بالألم من جراء أخطائنا أمور مطلوبة وضرورية جداً. لكن هذه دون صوم وأفعال محبة تبقى مجرّد آلام نفسية مضرّة أكثر مما هي مفيدة. ألم تَقُدْ مجرّدُ الندامةِ يهوذا إلى الانتحار؟ التوبة تتميز بالحزن البهي، هذا الحزن الذي يطبع الصوم الكبير بالتعب وبالفرح معاً. للتوبة فعلان. الفعل الأول هو الندامة والفعل الثاني هو المصالحة. الندامة هي نتيجة ضعفنا ومواجهتنا لذواتنا المقصّرة والكسولة، والمصالحة هي ثمرة الحبّ الإلهي المجانية. الندامة تلد الحزن والمصالحة تهب البهاء. يأسف منْ يندم ويبقى كما هو. يفرح من يندم ويتوب. يبتهج من يعرف خطيئته ويقدر على تجاوزها. مؤلم أن نكتشف بُعدَنا عن الله، ومفرح أن نجد أنفسنا عائدين إليه. لكن شتان ما بين الطريقين! بين طريق التبرير بعلل الخطايا وبين الاعتراف بوصية الله وقبولها. شتان بين واقعنا في الكسل البشري وبين مرتجانا في الدعوة الإلهية. عندما نعي هذا الفارق الكبير تتحرك نفسنا نحو التوبة. |
|