رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إلي متى ننتظر؟ يقول المرتل في المزمور "صبرت نفسي للرب. صبرت نفسي لناموسك انتظرت نفسي الرب من محرس الصبح حتى الليل" (مز 129) ويضيف بعدها "لأن الرحمة من عند الرب، وعظيم هو خلاصه".. وربما عبارة "من محرس الصبح حتى الليل" -في معناها الرمزي- تعني العمر كله، أو تعني الوقت كله. أو عبارة "حتى الليل قد تعني: حتى الظلمة، حتى عمق اشتداد المشكلة.. ننتظر الرب، ونحن متأكدون تمامًا أنه لابد سيجيء ويصنع خلاصًا. أما متى يجئ؟ أصباحًا، أم ظهرًا، أم في نصف الليل، أم في الهزيع الرابع؟ لسنا ندري.. لا نعرف متى يجئ. ولكن ما يسعدنا حقًا،أنه لابد سيجيء.. الوقت أو الميعاد، نتركه لحكمته الإلهية. ولكن نفرح بانتظار مجيئه، حسب وعده الصادق "لا أترككم يتامى. أني آتي إليكم" (يو 14: 18). "سأراكم أيضًا فتفرح قلوبكم. ولا ينزع أحد فرحكم منكم" (يو 16: 22). إن الصليب قد يحمل ألمًا. والقيامة معها فرح الرجاء.. وكل صليب لابد بعده قيامة. والوعد بالقيامة يحمل الرجاء.. لذلك كن واثقًا، ولا تيأس. وانتظر الرب في عمق السلام الداخلي. وكلما أحاطت بك ضيقة، قل: إنني اسمع صوت حبيبي "هوذا آت، ظافرًا علي الجبال قافزًا علي التلال" (نش 2: 8). وإن صادفتك مشكلة، لا تجعلها تتعبك كما يحدث لفاقدي الرجاء. بل قل في ثقة: أن الله لابد سيحلها. وإن لم تحل في هذه الأيام، ستحل في الأسابيع المقبلة. وإن لم تحل في هذه الأسابيع، ستحل في الشهور المقبلة. أنها لابد ستحل، مهما مر الوقت عليها. أنا واثق يا رب في تدخلك. واثق في حكمتك وفي عملك، وأنك لن تتخلي. لذلك مهما مر الوقت، نحن لا نحزن، كما قال الرسول: "لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم" (1 تس 4: 13). إن ثقتنا بعمل الله، لا تسمح أبدًا للحزن أن يدخل إلي قلوبنا،فلنثق به إذن. عجيب أننا نثق أحيانًا بالطرق البشرية، وبالوسائط العالمية، ونثق بالأخريين، ونثق بأنفسنا، بذكائنا وفهمنا وقدراتنا.. أما الله، فكثيرًا ما تهتز ثقتنا ونحن ننتظره!! فلماذا؟ ألعله (التأخير) في الاستجابة هو الذي يجعلنا نشك أو نحزن. إذن فلنبحث موضوع التأخير هذا لنفهمه جيدًا.. وكمقدمة له نقول: إن الله يعمل، مهما بدأ لنا أنه قد تأخر علينا.. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ما كنا ننتظر |
لا ننتظر خلاصا من بشر |
كيف ننتظر |
الى متى ننتظر؟؟؟؟ |
ننتظر |