* القدِّيسون الذين يمارسون الفضيلة ممارسة حقيقية، "هؤلاء أماتوا أعضاءهم التي على الأرض، الزنا والنجاسة والهوى والشهوة الرديئة" (كو 3: 5)، فيتحقق فيهم، بسبب هذه النقاوة وعدم الدنس، وعد مخلصنا، "طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله" (مت 5: 8). هؤلاء صاروا أمواتًا عن العالم، وازدروا بمقتنياته، مقتنين موتًا مشرفًا، إذ هو "عزيز في عينيّ الرب موت أتقيائه" (مز 116: 15). هؤلاء أيضًا قادرون على الاقتداء بالرسول القائل: "مع المسيح صلبت، لأحيا لا أنا، بل المسيح يحيا فيَّ" (غل 2: 20).
هذه هي الحياة الحقيقية التي يحياها الإنسان في المسيح، فإنه وإن كان ميتًا عن العالم، إلاَّ أنه كما لو كان قاطنًا في السماء، منشغلًا في الأمور العلوية، كمن هو هائم في حب تلك السكنى السماوية، قائلًا: "فإن سيرتنا نحن هي في السماوات" (في 3: 2).
القديس أثناسيوس الرسولي