*"مبللون بأمطار الجبال، ويحتضنون الحجارة لعوزهم إلى ثوبٍ" [8]. أمطار الجبال هي كلمات المتعلمين. عن هذه الجبال عينها قيل بصوت الكنيسة المقدسة: "رفعت عيني إلى التلال" (مز 1:121). هؤلاء الأشخاص يُبللون بأمطارالجبال، هؤلاء الذين يمتلئون إلى النهاية بمجاري الآباء القديسين. وأما الثوب الذي نأخذه كغطاء فهو السلوك الصالح، يتغطى به الإنسان لكي ما يتغطى دنس فساده في عيني الله القدير. هكذا مكتوب: "طوبى للذين غُفرت آثامهم، وسُترت خطاياهم" (مز 1:32) من هم هؤلاء الذين نفهمهم بلقب "الحجارة" إلا الأقوياء الذين في داخل حدود الكنيسة المقدسة، هؤلاء الذين أٌعلن لهم بواسطة الراعي: "كونوا أنتم أيضًا كحجارة حيَّة مبنيين بيتًا روحيًا (1 بط 2: 5). هكذا هؤلاء الذين على أساس سلوكهم العملي ليس فيهم أي تواكل، فيطيرون إلى حماية الشهداء القديسين، ويمارسون الدموع والتوسلات عند رفاتهم المقدسة لينالوا بشفاعتهم مغفرة. ماذا إذن يُفعل هؤلاء بمثل هذا التذلل سوى أن يحتضنوا الحجارة، إذ ينقصهم غطاء الممارسة العملية الصالحة؟