الله الذي هو غني في الرحمة, من أجل محبّته الكثيرة التي أحبّنا بها, حتى حين كنا أمواتاً بالذنوب, أحياناً مع المسيح, (فبالنعمة أنتم مخلّصون) وأقامنا معه وأجلسنا معه في علياء السماوات في المسيح يسوع, ليظهر في الدهور الآتية غنى نعمته الفائق باللطف بنا, في المسيح يسوع.
كان على المؤمنين والمؤمنات أن يتأمّلوا في غنى رحمة الله وعظمة محبته لهم. فلقد خلّصهم الله حتى عندما كانوا أمواتاً بالذنوب. لم تكن حالتهم الروحية مرضيّة لله وهم لم يستحقوا رحمة الله. كانوا أمواتاً بالذنوب وسائرين على طريق معاد لطريق الله المستقيم وعائشين ضمن إطار فكري مصدره الشيطان. وبالرغم من بؤس حالتهم الروحية أحياهم الله مع المسيح. هذا الذي دفع بولس وغيره من المنادين برسالة المسيح بأن يدعوها إنجيلاً وهي كلمة يونانية تعني خبراً ساراً ومفرحاً. ولم يكتف الرسول بقوله أن الله أنقذ المؤمنين من الموت الروحي المريع بل أفهمهم أن هدف الله كان بأن يرفع المؤمنين والمؤمنات إلى درجة روحية سامية. فبعد أن أحيا الله المؤمنين مع المسيح أقامهم معه وأجلسهم معه في علياء السماوات. ما عناه الرسول هو أن هذه الأمور الباهرة التي يختبرها المؤمنون جزئياً في الدهر الحالي, سيختبرونها بشكل تام في اليوم الأخير.