رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لوقا 2 2 وَهذَا الاكْتِتَابُ الأَوَّلُ جَرَى إِذْ كَانَ كِيرِينِيُوسُ وَالِيَ سُورِيَّةَ. 3 فَذَهَبَ الْجَمِيعُ لِيُكْتَتَبُوا، كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَدِينَتِهِ. 4 فَصَعِدَ يُوسُفُ أَيْضًا مِنَ الْجَلِيلِ مِنْ مَدِينَةِ النَّاصِرَةِ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ، إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ الَّتِي تُدْعَى بَيْتَ لَحْمٍ، لِكَوْنِهِ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ وَعَشِيرَتِهِ، 5 لِيُكْتَتَبَ مَعَ مَرْيَمَ امْرَأَتِهِ الْمَخْطُوبَةِ وَهِيَ حُبْلَى. 6 وَبَيْنَمَا هُمَا هُنَاكَ تَمَّتْ أَيَّامُهَا لِتَلِدَ. 7 فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ. تأملات في حياة القديس يوسف النجار...حامي وراعي العائلة المقدسة وشفيع العمال..يوسف النجار كان مختارا من الله ظل يواقيم وحنة عاقرين لمدة 31 عاما ثم اعطاهم الرب الدرة الثمينة مريم العذراء فوهبها لخدمة الهيكل بعد فطامها ولها من العمر 3 سنوات . ولما بلغت مريم 6سنوات توفى ابوها يواقيم ، ولما بلغت 8سنوات توفت امها حنة فصارت بذلك يتيمة الاب والام وكانت مريم قد نذرت ان تعيش عذراء طوال حياتها . فلما بلغت 12 سنة كان لابد ان تغادر الهيكل بحسب نظام الشريعة ، ففكر الكهنة فى اختيار شخص بار تخطب له مريم ويأخذها ليرعاها فى بيته بدون زواج فعلى . فعلم الكهنة ان هذا الرجل قد اختاره الله للقيام بهذه المهمة فأخذ يوسف العذراء الى بيته وهو شيخ على انها خطيبته امام المجتمع وسخر نفسه لخدمة الفتاة الصغيرة دون ان يعرف سر هذه القديسة وانها سوف تصير ام الله . لم يقحم يوسف نفسه فى قصة الميلاد الالهى العجيب ولم يختار الدور الذى يلعبه فى هذه الاسرة المباركة وانما كان الاختيار من الله الفاحص القلوب والكلى والذى وجد يوسف مستحقا لاخذ هذه البركة الكبيرة وللقيام بهذا الدور الخطير فى حياة مريم والطفل الالهى . كان يوسف بارا يشهد الكتاب المقدس لبره وقداسته ( مت19:1) ويظهر بر هذا الشيخ القديس فى الموقف الذى كان على وشك ان يتخذه حيال حبل العذراء العفيفة . كان الموقف صعب وخطيرا جدا . اذ ربما يعرض العذراء للرجم اذ لم يتصرف بحكمة ولكونه ابن عمها ويشهد لطهارتها ويعرف حياتها عن قرب شديد . لم يعرف كيف يتصرف ، ولكونه كان بار ويحرص على مشاعر العذراء القديسة لم يتركه الله كثيرا فى حيرته . انما ارسل له ملاك يطمئنه ان هذا الحبل هو من الله ومن تلك اللحظة تغيرت حياته كلها وسار خادم لسر عجيب لم يسمع به احد من قبل ولم من بعد . صدق البار قول الملاك وحفظ العذراء تحت جناحه وسار حارس لها وخادم لابنها دون ان ينطق بكلمه . لم نسمع ليوسف النجار كلمه واحدة فى الكتاب المقدس ، الا ان حياته كلها كانت متشحة بالقداسة وبالعلاقة القوية بالسماء . اذ كان تحركاته كلها بأوامر من السماء . كان يوسف متضعا جدا رضى بقبول العذراء اليتيمة فى بيته وهو شيخ وان يقوم بأعالتها وحفظها وخدمتها . رضى ان يكون خادم للاسرة المقدسة ينتقل معها من مكان لمكان رغم سنه وامراضه . لم يسأل ولما يستفسر ولم يحتج على شئ ، ولم يحاول قط ان يفرض رأيه فى الموضوع ، لم يطلب ضمانات فى اسفاره المتعددة . يكفيه ان الاوامر تأتيه من ملاك سماوى وكفى ، ولولا اتضاعه العجيب لما احتمل القيام بهذا الدور المجيد . اذ كان يسوع يناديه طوال 16سنة تقريبا ( يا ابى) ويقول الكتاب المقدس "كان خاضعا لهما " (لو51:2) اى لمريم ويوسف ... تأمل كلمة خاضعا لهما . قام يوسف بدور الاب فى هذا الاسرة المقدسة (رب البيت) واشرف على تنشأة الطفل يسوع وتربيته وتعليمه وعلمه النجارة حرفته ...... كان ذلك وهو يعلم تماما ان هذا الطفل هو ابن الله . لم يتكبر ولم يتفاخر بهذا الدور . وكم من معجزات شاهد ، وكم من ايات راه ، وكم من مواقف عاصرها داخل البيت الصغير . وعلى ذلك حافظ على اتضاعه العجيب حتى رحل من هذا العالم فى هدوء وسلام بعدما قام بمهمته احسن قيام . عرف يوسف من خلال تواضعه العميق سر الطفل الالهى انه برغم كونه الها حقيقيا كاملا الا انه ايضا انسانا حقيقيا كاملا ( بدون خطية ) . وكانسان كامل كان الطفل العجيب محتاج الى اب لتنشأته وام لتربيته . فكان ينمو قليلا قليلا فى القامه والنعمة والحكمة عند الله والناس (لو52:2). كان منطق يوسف المتضع كمنطق يوحنا المعمدان "ينبغى ان ذاك يزيد وانا انقص" ومن علامات اتضاعه الهدوء و الطاعة : كان يوسف ميالا للصمت مثل العدراء . فلم نسمع له كلمة ، ينطبق عليه ماجاء عن مريم : " واما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكره به فى قلبها " ( لو19:2). كان رجل يتأمل بعمق شديد هذه الاسرار التى يراها امامه ، فلا يسعه الا ان يصيبة الدهشة والسكوت . كيف يعبر عن هذا السر العجيب بكلمات بشرية ؟ يوسف ومريم لم يسمعا عن سر التجسد الالهى ولم يقرأ عنه بل عاش هذا السر لحظة بلحظة . ان القديسين اللذين يتأملون فى السماويات بعمق يصلون الى درجة اختطاف العقل ويصيبهم صمت مقدس ينسون معه كل شئ فى العالم فكم وكم يكون حال يوسف ومريم اللذان عايشا هذا السر بعمق لم يتمتع به شخص اخر فى التاريخ . كان صمت الرجل الحكيم العاقل المتأمل بعمق فى الاحداث . وكان يوسف مطيعا جدا : مطيعا لتعليمات كهنة الهيكل ، ومطيعا لحركات ضميره تجاه العذراء القديسة ، ومطيعا لاوامر السماء والملاك الذى يحركه هنا وهناك ، ومطيعا لتعليمات الدولة بالاكتتاب ، ولاوامر الشريعة الخاصة بالختان والتقدمه فى الهيكل ، والذهاب الى اورشليم كل عام للاحتفال بعيد الفصح ( لو41:2) . كان يوسف مطيعا بلا تزمر وبلا استفسار .كانت طاعته الفورية تعكس ثقته فى الله ،وتسليمه ذاته بالكامل بين يدى الله بدون فحص ولا قلق ولا شكوك ولا ضمانات . وفى طاعته لم يحمل هم ولم يقلق ولم يتردد . كان يكفيه انه بقرب يسوع ، يراه امامه باستمرار ، يأكل معه ، يخرج ويدخل معه، يعمل معه ، ينام معه فى بيت واحد ، يسمع من شفتيه المباركتين كلمة ( يا ابى ) ، يتحدث معه .... طوباك ثم طوباك ايها القديس العظيم يوسف النجار... |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
من أين لنا هذه المعلومات عن حياة القديس يوسف النجار |
حياة القديس يوسف النجار |
دروس من حياة يوسف النجار |
تأملات فى حياة القديس يوسف النجار |
القديس يوسف البار ( يوسف النجار ) |