اللاهوت
يوصف ارتقاء داود وكأنه مقرّر وموجّه من قبل يهوه بالذات. أعلن الله إرادته إذ اختار داود ملكاً. و2 صم 7 هو نقطة الوصول إلى الهدف. نجد في هذه النبوءة مسارين متحازيين. فالماضي والحاضر يتحدّثان عن داود وتتويجه ملكاً بمساعدة الله، والمستقبل يسجِّل رجاء إسرائيل على خانة سلالة داود. وعندئذ فإن كل ملك متحدّر من داود يصبح بدوره "المسيح" الحالّي الذي به يتمّم الله مخطّطاته تجاه شعبه. وفي آ 8- 11 ب، اختيار داود ملكاً وراعياً وحيداً، يبقى مختصاً بيهوه وحده. فانتصارات داود هي من عمل يهوه الذي "قرض جميع أعدائه" (آ 9 أ). إن "الاسم" العظيم الذي سيُعطى له، يشبه اسم أكبر عظماء الأرض. هذه الوعود التي تخصّ داود ذاته، يتبعها وعدٌ يخصّ بيت داود الذي سيقيمه يهوه (آ 11 ج- 16). إنّ العلاقة بين الأب والابن ترمز هنا إلى الميثاق السابق بين الله وسلالة داود، وهو ميثاق لا يستطيع تدميره حتى العقاب في حالة عصيان إرادة الله، "فمملكته تدوم إلى الأبد"، (آ 16). وقد تأكّدت أيضاً شرعية الملك الذي يخلف داود، لأنه هو أيضاً ينتمي إلى سلالة يرعاها الله إلى الأبد.