رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أمور لا تدوم (1كورنثوس 13: 8ب-12) «8وَأَمَّا النُّبُوَّاتُ فَسَتُبْطَلُ وَالأَلْسِنَةُ فَسَتَنْتَهِي وَالْعِلْمُ فَسَيُبْطَلُ. 9لأَنَّنَا نَعْلَمُ بَعْضَ الْعِلْمِ وَنَتَنَبَّأُ بَعْضَ التَّنَبُّؤِ، 10وَلَكِنْ مَتَى جَاءَ الْكَامِلُ فَحِينَئِذٍ يُبْطَلُ مَا هُوَ بَعْضٌ. 11لَمَّا كُنْتُ طِفْلاً كَطِفْلٍ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ، وَكَطِفْلٍ كُنْتُ أَفْطَنُ، وَكَطِفْلٍ كُنْتُ أَفْتَكِرُ. وَلَكِنْ لَمَّا صِرْتُ رَجُلاً أَبْطَلْتُ مَا لِلطِّفْلِ. 12فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ فِي لُغْزٍ، لَكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهاً لِوَجْهٍ. الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ، لَكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ» (1كورنثوس 13: 8ب-12). « اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَداً ». والتعبير «لا تسقط» في اللغة اليونانية يصوِّر مجموعة جنود يسافرون في حرارة الصيف طريقاً طويلاً ليبلُغوا موقعاً بعيداً. وعندما يبدأ الجنود رحلتهم يأخذون في التساقط الواحد بعد الآخر، بسبب شدة الحرارة ووعورة الطريق. ولا يبقى منهم إلا واحد فقط يقاوم كل عوامل السقوط، حتى يبلغ الهدف «ولا يسقط أبداً». هذه صورة المحبة التي لا تسقط أبداً، فعندما تتوقف كل الفضائل الأخرى تبقى فضيلة المحبة طويلة النَّفس، تستمر بغير توقُّف. نراها في فادينا ومخلصنا وهو يكمل المسيرة إلى الصليب،لا لأنه انبهر بإخلاص تلاميذه، فقد كانوا مجموعة ضعفاء أنكروه في الوقت الصعب، مع أن اَلصَّدِيقُ يُحِبُّ فِي كُلِّ وَقْتٍ» خصوصاً عند الحاجة (أمثال 17: 17) وقد قال المسيح لهم في بستان جثسيماني: « أَهَكَذَا مَا قَدَرْتُمْ أَنْ تَسْهَرُوا مَعِي سَاعَةً وَاحِدَةً؟ » (متى 26: 40). ولا لأنه أُعجب بالجماهير التي أطعمها ونالت الشفاء على يديه، فإنه كان يعلم أنهم سوف يصرخون: « لِيُصْلَبْ!.. دَمُهُ عَلَيْنَا وَعَلَى أَوْلاَدِنَا » (متى 27: 23، 25). لم يكن هناك دافعٌ بشري يجعل محبة المسيح تستمر حتى الصليب. ولكن الذي دفعه لذلك أنه « أَحَبَّ خَاصَّتَهُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ، أَحَبَّهُمْ إِلَى الْمُنْتَهَى» (يوحنا 13: 1). فمحبته لا تفشل ولا تسقط أبداً. عندما تتوقف كل الفضائل في عملها تنجح المحبة. وفي آيات 8-12 يقدم لنا الرسول بولس فكرتين رئيسيتين عن المحبة التي لا تسقط أبداً. فيقول: إن هناك أشياء عظيمة لا تدوم، ثم يوضح لنا كيف تدوم المحبة. |
|