ليس خطر الرياء محصورا على الفِرِّيسيِّين، إنَّما يشمل الجميع أيضا (لوقا 12: 56). فالمسيحي عُرضةٌ هو أيضاً لأن يصبح مرائياً. فالرسول بطرس نفسه وبرنابا وبعض اليهود لم ينجُوا من هذا الخطر، في حادث أنطاكيا، الذي جعلهم في خلاف مع بولس الرسول، فسلكوهم كان رياءً كما نقرا في رسالة غلاطية "لَمَّا قَدِمَ صَخْرٌ (بطرس) إلى أَنْطاكِية، قاوَمتُه وَجْهًا لِوَجْهٍ لأَنَّه كانَ يَستَوجِبُ اللَّوم: ذلِكَ أَنَّه، قَبْلَ أَن يَقدَمَ قَومٌ مِن عِندِ يَعْقوب، كان يُؤاكِلُ الوَثنِيِّين. فلَمَّا قَدِموا أَخَذَ يتَوارى ويتَنحَّى خوفًا مِن أَهْلِ الخِتان، فجاراه سائِرُ اليَهودِ في رِيائِه، حتَّى إِنَّ بَرنابا انقادَ هو أَيضًا إلى ريائِهِم" (غلاطية 2: 12-13).
لذلك يوصى بطرس الرسول المؤمن أن يعيش بعيداً عن الرياء عالماً بأن الرياء واقف له بالمرصاد "أَلقُوا عَنكم كُلَّ خُبْثٍ وكُلَّ غِشٍّ وكُلَّ أَنواعِ الرِّياءِ والحَسَدِ والنَّميمة" (1 بطرس 1:2-2). لان الرياء يقود المؤمن إلى الارتداد عن الإيمان كما جاء في تعليم بولس الرسول “إِنَّ بَعضَهم يَرتَدُّونَ عنِ الإِيمانِ في الأَزمِنَةِ الأَخيرة، ويَتْبَعونَ أَرْواحًا مُضِلَّةً ومَذاهِبَ شَيطانِيَّة، وقَد خَدَعَهم رِياءُ قَومٍ كَذَّابينَ كُوِيَت ضمائِرُهم" (طيموتاوس 4: 1-2).