قد تتغير بعض التوازنات الكيميائية داخلك فتصير شخصًا آخر في خلال دقائق، رغم كل إمكانياتك وملكاتك وملكياتك؟ هل تعلم أن هناك الملايين من البشر فقدوا كل عمادهم بين ليلة وضُحاها؟ أيًا كان هذا العماد: مال أو ابن أو زوج أو بيت أو أمل أو حتى جمال. هل تعلم إنك لست قادرًا على ضمان إخراج النَفَس الذي تنفسته لتوك الآن؟ إنها أمور تدفعنا للتواضع، ولكن أين نحن من ذلك؟
إن الهروب من أمام الشهوات الشبابية يساوي التواضع. فقبل الكسر الكبرياء، والقوة تُزامن السقوط. ففي كل مرة تشعر بأنك قادر على مواجهة التجربة بإرادتك وطاقتك الفردية، تكون قد أعددت نفسك للسقوط فيها، ألا تذكر قول الرسول بولس «أَنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ مَا أَنَا أَفْعَلُهُ، إِذْ لَسْتُ أَفْعَلُ مَا أُرِيدُهُ، بَلْ مَا أُبْغِضُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ.» إنها الإرادة الضعيفة التي لا تصل بنا إلى ما نريد بل إلى ما يريد الجسد الذي نعيش فيه.