إن المتفاني وشديد الإحساس لا يدعه الله يعرف حالته الخاطئة بكليتها ولا إحساناته تعالى بكاملها لئلا ييأس، وإنما يبين له ذلك شيئاً فشيئاً بقدر ما يتقدم ويتقوى. كذلك أيضاً الإنسان المتكبر لا يساعده الله على قطع أهوائه كي لا يزداد تکبراً . وعندما يبلغ مرحلة الكره لنفسه من جراء تواتر السقطات ويدرك ضعفه ويتضع، عندئذ تقترب منه نعمة الله وتساعده، فيصعد السلم الروحي درجتين - درجتين. لذا ينبغي ألا نزن قداسة إخوتنا الناس بمیزان بشري، لأن الله وحده يعرف أعماق البشر
، كونه عارفاً خفايا القلوب.