منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 11 - 11 - 2023, 06:15 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,973

مَثلُ العَذارى العَشْرِ | أَخَذنَ مَصابيحَهُنَّ








1 عِندَئِذٍ يكون مَثَلُ مَلكوتِ السَّمَوات كَمَثلِ عَشْرِ عَذارى

أَخَذنَ مَصابيحَهُنَّ وخَرَجنَ لِلِقاءِ العَريس



تشير عبارة "مَلكوتِ السَّمَوات" إلى المَلكوت الذي أتى به المسيح لإقامته على الأرض، والمَلكوت يعني هنا مُلك الله السماوي على قلوب أولاده في كنيسته المَنظورة (متَّى 22: 2) استعدادا للملكوت الأبدي. أمَّا عبارة "عَشْرِ" فتشير إلى العادة المُتَّبعة آنذاك (راعوت 4: 2). والعَشْرِة عدد حسبه اليهود أقل ما يلزم لاجتماع قانوني في الصَّلاة أو لاجتماع فرقة لأكل الفِصح أو لشهادة عرْس. ورقم عشر هي مجموعة الأعداد الأربعة (1+ 2+ 3+ 4) وهي رمز الكمال في التَّقليد اليهودي حيث تختصر الوَصَايا العشر واجبات اليهودي والمسيحي نحو الله والقريب. تدل أيضًا على أصَابع اليَدين، وهو رمزٌ إلى العدد الكامل، فالجميع مَدعوُّون لمُلاقَاة العَريس. أمَّا عبارة " عَذارى " فتشير إلى الفَتيات اللواتي يرمزن إلى النُّفوس المؤمنة أي الكنيسة، لان الجميع من هم في الكنيسة مَدعوون لمُلاقَاة العَريس الرَّبّ يسوع، كما جاء في تعليم بولس الرَّسُول عن الكنيسة عامة "خَطَبتُكُم لِزَوْجٍ واحِد، خِطبَةَ عَذْراءَ طاهِرَةٍ تُزَفُّ إلى المسيح" (2 قورنتس 11: 2). ويُعلّق القديس أوغسطينوس "أنَّ مثل العَذارى الحكيمات والعَذارى الجَاهِلات ينطبق على الكنيسة كلها". فالجماعة المسيحية هي عروس الحمل (رؤيا 21: 2). أمَّا عبارة "مَصابيحَهُنَّ" في الأصل اليوناني λαμπάς (مصابيح في العربي الدراج "لمبا" مشتقة من اليوناني)، فتشير إلى أطباق تحتوي على فتيلة من قماش مغموسة في الزَّيت، محمولة على حاملات خشبية قصيرة، وهي تختلف عن السَّراج λύχνος الذي هو بمثابة وعاء كان يصنع من فخار أو نحاس ويضع فيه سائل زيت، ثم يوضع فيه فتيلة يشعلونها لتنير الظَّلام (متَّى 5: 15). وكانت عادة اليهود أن يحتفلوا بالعُرس ليلاً مما اقتضى حمل المَصَابيح المُضاءة والزَّينة. والمُراد بها هنا السَّهر، كما ورد في إنجيل لوقا " لِتَكُنْ أَوساطُكُم مَشدودة، ولْتَكُنْ سُرُجُكُم مُوقَدَة (لوقا 12: 35)، المصابيح التي يحملونها تمثل كلمة الله كما ورد في المزمور "كَلِمَتُكَ مِصْباح لِقَدَمي ونورٌ لِسَبيلي" (مزمور 119: 105)، ورمزٌ للحكمة بحسب مثل العَذارى الحكيمات والجَاهِلات. وتدل المَصَابيح أيضًا على الاعتراف المسيحي من حيث انه أداة الإضاءة، كما ورد في الإنجيل "لْتَكُنْ سُرُجُكُم مُوقَدَة، وكونوا مِثلَ رِجالٍ يَنتَظِرونَ رُجوعَ سَيِّدِهم مِنَ العُرس" (لوقا 35:12)؛ فالمَصَابيح لا تشتعل بدون الزَّيت حيث أنَّها دون الزَّيت تُصبح عديمة الفائدة. وهكذا الإنسان المسيحي إذا لم يختبر خلاص الله وحلول الرُّوح القدس في داخله، يكون كالمِصْباح من دون الزَّيت. والمَصَابيح تدلّ على أنَّنا في الليل. والليل يدلُّ على إنَّنا بين مجيء المسيح الأول ومجيئه الثَّاني. هذا هو زمن الانتظار والسَّهر. أمَّا عبارة "لقاء العَريس" فتشير إلى الملاقاة حيت إنَّنا نحن نذهب إليه، وهو يجيء إلينا. وأمَّا عبارة "خَرَجنَ لِلِقاءِ العَريس" فتشير إلى حفل زفاف. وهي عادة شرقية لا زال معمولاً بها حتى يومنا هذا، إذ تُخرج العَذارى بعد أن يسود الظَّلام في عَشية يوم العُرس، إلى بيت العَروس ليرافقنها في مُلاقاة العَريس عند مجيئه ليأخذها من بيت أبيها إلى بيته حيث الوليمة ويذهبْن معها إلى هناك. فيذهب العَريس مع العَروس إلى بيته مصحوبًا بأصدقاء الطَّرفين، وينضم إليهم في الطَّريق آخرون يحملون المَصَابيح تكريمًا للعَريس والعَروس. وهذا يتطلب منهنّ السَّهر والانتظار والتَّدبير. والعَذارى هنّ صورةٌ عن الكنيسة، المدعوّة إلى الحفاظ على مخطط الرَّبّ في العَالَم، وإلى عيش الحبّ الذي يغذي الرجاء المؤكّد لعودته، بغرض الاتحاد به. والكنيسة مدعوّة للقيام بذلك، ليس من أجل نفسها فقط، بل من أجل الجميع وباسم الجميع. أمَّا عبارة "العَريس" فتشير إلى المسيح يسوع، مكررًا صورة العهد القديم عن الرب باعتباره عريسًا، كما ورد في نبوءة ارميا 2: 2)، كما اتَّضح أيضا من سفر الرُّؤيا" ورَأَيتُ المَدينَةَ المُقَدَّسة، أُورَشَليمَ الجَديدة، نازِلَةً مِنَ السَّماءِ مِن عِندِ الله، مُهَيَّأَةً مِثلَ عَروسٍ مُزَيَّنَةٍ لِعَريسِها" (الرُّؤيا 21: 2). وقد شَبَّهَ يسوع َنفْسَهُ صَرَاحَةً بِعَرِيسٍ بقوله " أَبِوُسعِكُم أَن تُصوِّموا أَهلَ العُرسِ والعَريس بَينَهم؟ ولكِن سَتَأْتي أَيَّامٌ فيها يُرفَعُ العَريس مِن بَينِهم، فعِندَئذٍ يصومونَ في تِلكَ الأَيَّام " (لوقا 5: 34-35)، ‏ وهكذا ملكوت السَّماوات يُشبه العُرس.


رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مَثلُ العَذارى العَشْرِ | أولئك العَذارى ينتظرن المسيرة على رجاء
مَثلُ العَذارى العَشْرِ | الزَّفافُ والتَّزويجُ
مَثلُ العَذارى العَشْرِ | الظُّروف في مَثلُ العَذارى العَشْرِ
مَثلُ العَذارى العَشْرِ | ((يا ربّ، يا ربّ، اِفتَحْ لَنا))
مَثلُ العَذارى العَشْرِ | أَعطينَنا مِن زَيتِكُنَّ


الساعة الآن 04:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024