منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01 - 11 - 2024, 08:51 PM
 
ashref jesus Male
نشط جداً | الفرح المسيحى

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  ashref jesus غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 123824
تـاريخ التسجيـل : Jul 2018
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 142

المسيح تحنن على الشعب الضال، الذي لم يعرف ربه ولا نفسه. فاختار تلاميذ ودعاهم وقادهم إلى الجبل، حيث جلس يعلمهم المبادئ لملكوت الله على الأرض.

لقد استفتح عظته بكلمة «طوبى». ثم رددها تسع مرات، كصوت جرس مجلجل من السماء، معلناً لنا الغبطة والسعادة أساس ملكوته. فليس عليك أن تتم نواميس وفرائض ثقيلة بكد وتعب لتدخل ملكوت الله، إلا أن تقبل كلمة الرب اللطيفة فتنال قوة عظيمة. وتنجو من الدينونة. إن المسيح يدعوك إلى غمرة الفرح. لأنه لم يأت ليهلك أحداً بل ليخلّصهم ويرحمهم. فدستور الله للأرض مبني على السرور والشكر والتهلل. وليس على فرائض ودموع.

«طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ» (متّى ٥: ٣).

يرينا المسيح قبل كل شيء، أن ليس إنسان يقدر أن يدخل ملكوت السماوات، إلا بواسطة الروح القدس. وهذا الروح المعلن يظهر لنا خطايانا وخبثنا جلياً، حتى أنه يكسر كبرياءنا. فننسحق ونعترف بأننا نحن المساكين، الهالكين أمام قداسة الله، والنجسين بنسبة طهارته المجيدة. وبعدئذ يرسم الروح القدس أمام أعيننا المسيح ولطف قداسته. فندرك أنانيتنا في ضوء محبته، وكذبنا أمام نور حقه. طوبى لك إن كشف روح الله خطاياك، وقادك إلى التوبة الأمينة، وشفاك من عماك. عندئذ تنفتح أبواب السماوات أمامك على مصراعيها، لأن التائب وحده يستطيع القدوم إلى الله.

«طُوبَى لِلْحَزَانَى، لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ» (متّى ٥: ٤).

والقرعة الثانية لجرس محبة الله تخص الحزانى. وبالحري كل إنسان، لأننا كلنا حزانى. أما المسيح فيقول لك: لقد ابتدأ عصر جديد، لأني غلبت بموتي الكفاري أسباب الضيق والحزن. ويحل روح الله فيكم معزياً إلهاً، ولا يبرح منكم. وهو عربون رجائكم. فالحزن في قلبك مهما كان كبيراً يغلبه فرح السماء. والمسيح يعطي الرجاء الأكيد لعالمنا الحزين. فافرح واشكر وابتهج للخلاص العظيم. وانتظر مجيء الرب القريب. عندئذ يحقق رجاءنا المجيد.

«طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ، لأَنَّهُمْ يَرِثُونَ الْأَرْضَ» (متّى ٥: ٥).

يتشامخ السلاطين، ويعامل الكبار الضعفاء بعنف. وأما الله فهو جودة ولطف. فمن يرد العيش معه، فعليه أن يسلك وديعاً كالمسيح. الذي سلم إرادته لله طوعاً وفدى بتواضعه العالم. فلأجل أمانته وهبه الله كل الأنام إرثاً. فمن يلبس من روحه ثوب الوداعة والتأني وإخلاء النفس، سيلمع في مجيئه كشمس البر، ويملك معه على الأرض. لأن المصلين الأمناء والمبتهلين لأجل الآخرين، والأغنياء سينوحون عند مجيء المسيح الثاني وييأسون، لأنهم لم يدركوا دستور الله وخالفوه. فيسقطون إلى أقسى العذاب. وأما الودعاء فيرثون الأرض.

«طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ إِلَى الْبِرِّ، لأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ» (متّى ٥: ٦).

والدقة الرابعة لطنين جرس محبة الله، تلهم الرجاء للجياع إلى البر، المستيقظين من نومهم في الخطايا. وكل الناس يودون عمل الخير ويشتاقون إلى نجاح الإنسانية. ولكن لا يقدر أحد أن يحققها، لأننا جميعاً عبيد الخطايا. وأما المسيح فبرّر الخطاة بموته على الصليب مبدئياً. فمن يشتاق إلى البر والقداسة، يجد مجاناً في المسيح ملء البر الإلهي، والقوة لتنفيذ المحبة الحقة. تعال إلى يسوع فيطهّر قلبك الشرير، يجدّدك إلى ثبات الله. وعندئذ لا تبني فرحك على طاقاتك الشخصية، بل على نعمة الله وحدها. فإيمانك قد خلصك، وفرح المسيح يحل فيك.

الصلاة:

أيها الله القدوس، نحبك ونحمدك. لأنك رحمتنا في مجيء المسيح الحبيب. اغفر لنا استكبارنا وتشاؤمنا وعنفنا، وطهّرنا بدم يسوع، وحررنا بقوة روحك القدوس، لسلوك عفيف ورجاء أكيد، لندخل مع كل المؤمنين إلى فرح حضورك في الملكوت السرمدي.

«طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ، لأَنَّهُمْ يُرْحَمُون» (متّى ٥: ٧).

كل من تبرر بدم المسيح تحل رحمة الله في قلبه، ومن يحب يسوع لأجل مصالحته العظيمة، لا بد أن يغفر لأعدائه كل ذنوبهم فوراً. ومن حصل على مسح الروح القدس، لا يحتقر إنساناً بسيطاً، بل يعينه، ويباركه ويعزيه، ويضحي لأجله بما عنده. فالله محبة. ومن يؤمن به يتغير إلى تلك المحبة. والذي لم يعرف الله، يبقى في البغضة والاحتقار والقساوة والفخار. هل أصبحت إنساناً رحيماً، كما أن المسيح هو الرحيم. عندئذ تجري قوة الله من قلبك إلى عالمنا الميّت. وبإيمانك بالمسيح تقوم من بين الأموات إلى الحياة الأبدية. وستخلص من الدينونة الأخيرة برحمته، حسب المحبة المنسكبة في قلبك بواسطة الروح القدس المعطى لك.

«طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ» (متّى ٥: ٨).

هل أنت طاهر القلب؟ وماذا تحلم ليلاً نهاراً؟ إن المسيح يشاء تنقية قلبك وتطهير شعورك الباطني، ليملأك بطهارة روحه، لكيلا تسيطر عليك الشهوة والحرص والطمع. بل تتحرر حقاً فتعترف أنه مستحيل عليك السلوك في الطهارة تلقائياً. ولكن روح الله يستطيع إماتة أعمال جسدك الشريرة، ويجعل لسانك صادقاً. ويضبط أفكارك وينقي شعورك في أحشائك.

وحينئذ يخبرك جرس الله بالفرح أنك ستعاينه بجلاله شخصياً. ليس لصلاحك، بل لأنّ دم المسيح طهرك من كل إثم. وروحه القوي غلب نزوات جسدك. هل تشترك في كفاح روح الله ضد خطاياك؟ فمن يغلب بواسطة اسم يسوع، سيرى الله أباً حنوناً بعينيه.

«طُوبَى لِصَانِعِي السَّلَامِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ» (متّى ٥: ٩).

والطنة السابعة لجرس سرور الله، تدعوك إلى امتياز خدمة السلام. فالمؤمن لا يعيش لنفسه ولا يسترخي بالكسل والأنانية، بل يسعى كوسيط بين الله والناس. ويدعو كل الهالكين إلى الصلح مع الله. اخبر الناس كيف حل السلام السماوي في قلبك، ونادهم إلى الرجوع والإيمان والرجاء. فتتناغم مع روح المسيح، وتكون من إخوته. لأنه قد صالح بموته العالم مع القدوس. فيريد نشر سلامه في كل نواحي العالم. والله في جودته يستقبلك في عائلته، ويرسلك إلى الآخرين لتطفئ محبته الخصام والحروب بينهم. ولكن لا تنس أنه ليس سلام بدون الصليب. وكل من يريد صنع سلام بدون رئيس السلام يفشل حتماً.

«طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ» (متّى ٥: ١٠).

الرنين الثامن للفرح يبدو مراً، لأنه موجّه إلى رسل الله صانعي سلامه، الذين يُضربون لأجل محبتهم، ويُستهزأ بهم لأجل بشارتهم بالمصالحة مع الله. ويُحتقرون لعفوهم عن زلات الآخرين. هل تظن أن نتيجة تبشيرك ستكون أفضل مما كان للمسيح وأتباعه؟ فطوبى لك إن تألمت لأجل شهادتك وأنت في شركة المسيح. عندئذ يرافقك مخلص العالم نفسه، ويقوّيك ويعزيك، ويحفظك كحدقة عينه. فلا تتمرمر بأحقاد في قلبك على آخرين، بل افرح لأن ربك أعظم من كل ممتلكاتك الأرضية المفقودة. وهو معد لك مملكة روحية في حضوره إلى الأبد.

«طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ، مِنْ أَجْلِي، كَاذِبِينَ. اِفْرَحُوا وَتَهَلَّلُوا، لأَنَّ أَجْرَكُمْ عَظِيمٌ فِي السَّمَاوَاتِ» (متّى ٥: ١١ و١٢).

الرب يكرّر التطويب لرسله المرفوضين، لأن روح العالم يبغض الله والمولودين من روحه. فأبناء عصرنا يعذبون أبناء القدوس، كما عذب الشيطان المسيح ورسله. ففي ساعة الآلام المرة وعند فقدان بيتك ومكان عملك إن طُردت، فإن ابن الله يأمرك بالسرور والابتهاج، لأن آلام هذا الدهر لا شيء بالنسبة للمجد الإلهي العظيم، الذي سيظهر فيك وفي كل المؤمنين المخلّصين. وربك نفسه هو أجرة إيمانك. والروح القدس يحل فيك مستتراً. فغداً سيظهر أن القدوس بالذات يسكن فيك وفي كل أولاده معاً. فلماذا تنوح؟ افرح واغتبط وتهلل واشكر، لأن إعلان ملكوت السموات قريب.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تطويبات المنزل الثمانية
تطويبات يسوع المسيح له المجد
تطويبات العاطفة الخمسة
قانون الله على الجبل (تطويبات المسيح)
طوبى | تطويبات


الساعة الآن 03:38 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024