رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قيام رعاية جديدة: إذ تحدث عن اهتمام الله بالبشرية أعلن قمة هذه الرعاية خلال "السيدالمسيح"،الملك الحقيقي الروحي ابن داود، قائلًا: "وأقيم عليهم راعيًا واحدًا فيرعاها عبدي داود، هو يرعاها وهو يكون لها راعيًا" [23]. بلا شك "عبديداود"لا تعني قيامة داود الملك من الأموات ليملك من جديد، إنما ظهور السيد المسيح، ابن الله الذي صار عبدًا ليملك علينا من خلال حبه واتضاعه. في هذا يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [بالنسبة لحزقيال وغيره من الأنبياء فإن حديثهم عن مجيء داود وقيامه مرة أخرى لا يعني أنه ذاك الذي مات]. ويقول العلامة أوريجانوس: [إنه ليس البطريرك (الأب)داود الذي يقوم ويحكم القديسين إنما المسيح]. كما يقول القديس أغسطينوس: [يتحدث حزقيال نبويًا في شخص الله الآب، مخبرًا مقدمًا عن السيد المسيح بطريقة نبوية بكونه "داود"،الذي أخذ شكل العبد وصار إنسانًا، هذا الذي هو ابن الله]. يتحدث عن هذا الراعي الصالح، المسيا المخلص، بكونه: أ. يقطع عهدًا مع البشرية [25] يكتبه لا على ألواح حجرية بل بالدم ينقشه على جسده المقدس بالحب الإلهي، فيدخل بنا إلى أحشائه ونتقبله عريسًا أبديًا. ب. ينزع الوحوش الرديئة من الأرض فيسكنون في البرية مطمئنين وينامون في الوعور [25]. ما هذه الوحوش الرديئة التي ينزعها عن الأرض إلا أعمال الإنسان القديم المملوءة عنفًا، تنزع عن أرض جسدنا ونعيش في سلام مطمئنين. ربما قصد بالوحوش الرديئة الأمم الذين كانوا كالوحوش المفترسة فإنها تتقبل الإيمان وتتحول عن طبيعتها الوحشية لتحيا بروح جديد وطبيعة جديدة. ج. ينزل المطر في حينه على الأكمة التي حوله [26]، الذي هو نزول السيد المسيح نفسه من السماء، يرطب النفس ويطفئ نار شرورها. د. يهب شجرة الحقل - التي هي الكنيسة - ثمرتها، وتعطي الأرض غلتها فيحل الأمان على الأرض [27]. إنه يغرس شجرة العهد الجديد في جسده المقدس، وتأتي بثمر كثير. إنه يغرسنا فيه فتتبارك طبيعتنا فيه وتصير أرض جسدنا في أمان دائم. ه. يكسر نيرهم وينقذهم من يد الذين استعبدوهم [27]. إنهعلى الصليب يمزق الصك الذي كان علينا ويعتقنا من عبودية الشيطان الذي تسلط علينا. وكما يقول الرسول: "إذ محا الصك الذي علينا في الفرائض الذي كان ضدًا لنا وقد رفعه من الوسط مسمرًا إياه بالصليب، إذ جرد الرياسات والسلاطين أشهرهم جهارًا ظافرًا بهم فيه" (كو 2: 14-15). لهذايعود حزقيال النبي فيؤكد بلسان الرب نفسه: "فلا يكونون بعد غنيمة للأمم ولا يأكلهم وحش الأرض بل يسكنون آمنين ولا مخيف" [28]، أي لا يصيرون غنيمة الشياطين ولا يأكلهم وحش شهوات الجسد (الأرض)بل يمتلئون بقوة الروح القدس واهب التعزية والغلبة. و. لا يقف عمله عند كسر نير عبودية الشر وطرد الطبيعة الوحشية لكنه يقدم الجانب الإيجابي: "أقيم لهم غرسًا" [29]. إنه ينزع الطبيعة القديمة واهبًا الطبيعة الجديدة التي على صورته لتعمل لإشباع الإنسان به شخصيًا. ز. أما ما يعتز به السيد فهو أنه يجعلهم "شعبه"،ويكون هو إلههم يسكن في وسطهم ويتحد بهم..."فيعلمون أني أنا الرب إلههم معهم وهم شعبي بيت إسرائيل يقول السيد الرب. وأنتم يا غنمي غنم مرعاي، أناس أنتم. أنا إلهكم يقول السيد الرب" [30-31]. هذاهو ختام عطاياه كلها، إنه يتقدم إلهًا لهم وهم غنمه، شعبه، يعتز بهم وهم يعتزون به. لهذا سمع القديس يوحنا الحبيب وصفًا للسماء أو الحياة الأبدية هكذا: "هوذا مسكن الله مع الناس، وهو سيسكن معهم، وهم يكونون له شعبًا والله نفسه يكون معهم إلهًا لهم" (رؤ 21: 3). |
|