|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الشونمية وزوجها
فقال: لماذا تذهبين إليه اليوم؟ لا رأس شهر ولا سبت. فقالت: سلام ( 2مل 4: 23 ) كانت لأليشع موارد أخرى غير الملوك والقواد ( 2مل 4: 13 )، كانت له موارد السماء، ويستطيع أن يطلب منها ما يشاء، كانت له موارد الله الذي يُحيي الموتى. والمرأة لم ترفض أن يأتي إليها بشيء من هذه الموارد العُليا، وإن كان ما طلبه لها أليشع فوق مستوى إيمانها، لكن في الميعاد الذي قال لها عنه، تحقق لها ما سبق أن تحقق لسارة، وما تحقق في زمان مستقبل لأليصابات امرأة زكريا. وتحققت أن الله قادر أن يُحيي الموتى، وأنه قادر أن يتمم ما وعد به، وهكذا قد تم، إذ «ولدت ابنًا في ذلك الميعاد نحو زمان الحياة». لكن كان هناك درس آخر أعمق، كان يجب أن تتعلمه هذه المرأة، وهو أن الله الذي يعطي الحياة، هو أيضًا إله القيامة. أ لَم يتعلم إبراهيم هذا الدرس فوق جبل المُريا؟ ولكي يتعلمه كان لا بد أن يربط إسحاق ابنه ويضعه على المذبح. ولكي تتعلم المرأة الشونمية هذا الدرس، كان لا بد أن يموت الولد. وهذا ما حدث إذ نقرأ أنه لما كبر الولد وخرج ذات يوم إلى الحقل، قال لأبيه: رأسي رأسي، فأمر أبوه غلامًا أن يحمله إلى أمه، وهناك مات على ركبتيها. لقد كان موت الولد تجربة قاسية للمرأة، ولكن هذه التجربة أظهرت إيمانها. ففي هدوء تام أضجَعت الولد الميت على سرير رجل الله وأغلقت عليه وخرجت. لم تَقُل أية كلمة بخصوص موت الولد لزوجها، لكنها طلبت منه أن يُرسل إليها واحدًا من الغلمان وإحدى الأتن لتذهب إلى رجل الله. نعم، إلى ذلك الرجل الذي استُخدم كواسطة لإعطاء الحياة، إلى ذلك الرجل عينه، تذهب في مشهد الموت. وإذ كان زوجها يجهل ما حدث، سألها: «لماذا تذهبين إليه اليوم؟ لا رأس شهر ولا سبت» هذا كل ما كان يدور في فكره عند ذكر رجل الله: رأس الشهر والسبت. وأَ لَيس كثيرون مثل هذا الرجل؟ فكل ما يدور في أفكارهم عن الله مرتبط بالأعياد الدينية والممارسات الخارجية في هذه الأعياد، أما روابط الإيمان بالله فهي ما يتعلق بالحياة والموت. قد يكون الإيمان غير قادر أن يتحاجج مع عدم الإيمان، أو يرُّد على الأسئلة الصادرة من العقل، لكن الإيمان يستطيع في كل الظروف أن يقول: «سلام». |
|