منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 12 - 2013, 07:22 PM
الصورة الرمزية Magdy Monir
 
Magdy Monir
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Magdy Monir غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

خطية ترتدى ثوب فضيلة






خطية ترتدى ثوب فضيلة








ما أكثر حيل الشياطين! إنها لا تنتهى. إن لم تصلح حيلة منها، يستبدها بغيرها، وبثانية وثالثة... إلى أن يصل إلى غرضه. وليست هناك خطة واحدة أمامه لتوصله. بل هو يتخذ لكل وضع ما يراه مناسبًا، دون أن يتقيد بشئ... على أنه من أشهر خططه الواضحة المتكررة، بضعة أساليب صارت معروفة ومحفوظة، نذكر من بينها ما يأتى...

ما أسهل أن يقدم لك الشيطان بعض الخطايا بأسماء غير أسمائها، بأسلوب يسهل قبوله. بحيث تلبس الخطايا ثياب فضائل...

وكما قال السيد الرب "يأتونكم في ثياب الحملان وهم ذئاب خاطفة" (متى 7: 15). فالتهكم على الناس والإستهزاء بهم، يقدمه على اعتبار أنه لطف وظرف، ومحبة ودالة، وخفة الروح، ومحاولة للترفيه... ! والدهاء يسميه باسم الذكاء... ! ويقدم لك القسوة في معاملة أولادك أو إخوتك الصغار، باسم التأديب والتربية والتقويم. ويجعل ضميرك يوبخك إن لم تؤدبهم. والتزين غير اللائق والتبرج، يقدمهما لك باسم الأناقة والنظافة.

إن الشيطان لا يقدم الخطية مكشوفة، لئلا يرفضها الإنسان.

بل يقدمها باسم آخر، وهي هى، ولا فارق... يقول إننى سأدخل مع (فلان) في حرب مسميات، وأسقطه فيما أريد، ربما دون أن يشعر... أو قد يشعر ولكن ضميره لا يبكته. لو أنني قدمت له الرياء بهذا الاسم المنفر، فلن يقبله. إذن ماذا أفعل؟ سأجعله مثل القبور المبيضة من الخارج (متى 23)، بحيث يكون في الداخل شيئًا، وفي مظهره الخارجى عكس ذلك تمامًا. ولكنني سأدعو الرياء باسم مقبول: أسميه عدم إعثار الآخرين، أو أسميه القدوة الحسنة. ليس من (الحكمة) أن يسمى الشيطان الخطية خطية، فيكشف حينئذ أوراقه، ولا يصل إلى هدفه! يقول السيد الرب في حديثه مع تلاميذه:

تأتى ساعة... يظن فيها كل من يقتلكم، أنه يقدم خدمة (قربانًا) لله!! (يو16: 2).

ويقينًا أن الشيطان قدم خطية القتل إلى هؤلاء، باسم "الغيرة المقدسة "أو "الدفاع عن الدين "أو "الجهاد المقدس" أو "تطهير الأرض من الخطاة". وربما كان هذا هو شعور الكتبة والفريسيين وشيوخ الشعب، في تقديمهم السيد المسيح للصلب. إن الذين انتهروا الأطفال ومنعوهم من الذهاب إلى المسيح (لو 18: 15)، ما كانت هذه قسوة في نظرهم، أو عدم إهتمام بالصغار، إنما لبس هذا التصرف ثياب الحملان، وتسمى باسم فضلة، ربما إسمها "حفظ النظام" أو "حفظ كرامة المعلم الصالح".

والكذب يمكن أن يقدمه الشيطان تحت إسم "الحكمة "!

يقدمه كنوع من حسن التصرف، أو إنقاذ المواقف. والطبيب قد يكذب على المريض مرات عديدة، ويسميها أمام ضميره "حفظ معنويات المريض"، وحمايته من الإنهيار، لكي يشفى. والبعض يسمى بعض أنواع الكذب باسم "الكذب الأبيض". وربما يسميه في أول أبريل باسم: الدعاية أو الفكاهة والتندر، أو أي إسم مشابه.

وبهذا الشكل، ما أسهل على الشيطان أن يسمى الرقص فنًا!

ويسمى الصور العارية والماجنة فنًا أيضًا. وكذلك التماثيل التي من نفس النوع، ويدخل تحت هذا الإسم كل ما في السينما والمسرح من التمثيل مهما كان خاطئًا... وكل ما في الغناء والموسيقى، مهما كان معثرًا أو مثيرًا... وتحت إسم الفن يخفى الشيطان مجموعة كبيرة من الخطايا والعثرات، لا تستحق هذا الإسم الجميل!

إلباس الخطية ثوب الفضيلة، هو حيلة ماكرة من حيل الشيطان.

أتراه يدعو البخل بخلًا؟! ما كان أحد إذن يقبله. إنما الشيطان قد يسميه "حسن تدبير للمال "أو "حفظ المال لحاجة المستقبل "أو يسميه "عدم التبذير "أو "عدم الإسراف". وإذا أراد الشيطان أن يمنع غنيًا من أن يدفع للفقراء، يقول له: ليس من الخير أن تعدوهم الشحاذة، أو أن تعودهم التشرد والتواكل. إن عدم إعطائهم هو حكمة، وعين الحكمة، لكي يبحثوا عن عمل، ولكي يأكلوا من عرق جبينهم حسب وصية الرب الإله (تك 3: 19).

إعطاء الخطية إسم فضيلة، يجعل الناس يستمرون فيها...

فليس فقط من جهة الماضى، لا يتبكت الإنسان من ضميره. وإنما أيضًا من جهة المستقبل يستمر الخاطئ فيما هو فيه، بهذا الخداع من الشيطان.

أتراه كان يطلق إسم هرطقة على أفكار أريوس ومقدونيوس وسابيليوس وأمثالهم؟!

كلا، بل كان يقنعهم أن هرطقاتهم هي الدفاع عن الإيمان السليم!! وكان يزودهم بالتفسير الخاطئ لآيات الكتاب، لكي يقبلوا أفكاره، ولكى يقنعوا أيضًا غيرهم بها.. إحترس إذن من المسميات الخاطئة، ولا تسمح للشيطان بأن يخدعك. فإن الخطية هي الخطية مهما اختفت وراء إسم آخر..
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
متى يكون التمرد فضيلة وليس خطية
الصمت فضيلة لما يكون الكلام خطية
إن أخطر ما يهدد فضيلة الصوم هو خطية الرياء
هل العناد خطية أم فضيلة؟
خطية تلبس ثوب فضيلة


الساعة الآن 02:58 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024