رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سَبِّحُوهُ بِصُنُوجِ التَّصْوِيت. سَبِّحُوهُ بِصُنُوجِ الْهُتَاف التسبيح بالصنوج بصوتٍ عالٍ وهتافٍ يتناسب مع التسابيح العالية (نح 12: 27). ما هي الصنوج العالية، إلا صوت القلب الداخلي الذي يبلغ إلى عرش نعمة الله دون عائق، والذي يترجمه المؤمن ببذل كل جهدٍ، وترك كل شيءٍ، حبًا في ذاك الذي بذل ذاته عنا. تشبه الصنوج الأطباق، كل طبق يضرب في آخر، فيحدث صوتًا عاليًا. يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن الله أوصى باستخدام الآلات الموسيقية في العهد القديم من أجل ضعفهم الروحي، حتى تثيرهم للغيرة المقدسة والتسبيح لله. أما الآن وقد بلغ الإنسان النضوج الروحي، فإنه يستخدم كل أعضاء جسده كآلات موسيقية تعبر عما في قلبه من حبٍ وشكرٍ لله. * إنه يشغِّل كل الآلات الموسيقية، ويحث على تقديم الموسيقى له بواسطة جميعها، لتلهب عقولهم وتثيرها. وكما يحث اليهود أن يسبحوا الله بكل آلات الموسيقى، هكذا يحثنا أن نفعل هذا بكل أعضائنا الجسدية: العين واللسان والسمع واليد. وذلك كما أشار بولس في الكلمات: "أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حيَّة مقدسة مرضية عند الله، عبادتكم العقلية" (رو 12: 1) العين تسبح، كما ترون، عندما يكون بصرها مضبوطة؛ واللسان عندما يرنم، والسمع عندما لا يقبل نغمات شريرة، ولا سب قريبه. والفكر يسبح عندما لا يفكر في خطط شريرة، بل يرتبط بالحب. والقدمان يسبحان عندما لا يجريان نحو الشر، بل لممارسة الأعمال الصالحة. واليدان عندما لا يُستخدمان في اللصوصية والطمع والعنف، بل في تقديم الصدقة والدفاع ضد المخطئين. بهذا يصير الشخص قيثارة ذات نغمات تقدم لله نوعًا من السيمفونية المتناغمة الروحية. لقد عُهد إليهم استخدام هذه الآلات الموسيقية في ذلك الحين بسبب ضعفهم، ولأجل تهدئة أرواحهم، فتتمشى مع الحب والتناغم، ولإثارة عقولهم للعمل بما فيه الكفاية والمساهمة فيما هو لنفعهم، وهي تهدف نحو قيادتهم إلى الغيرة العظيمة خلال مثل هذا الاندماج (في الموسيقى)[13]. القديس يوحنا الذهبي الفم * عندما نرفع أيادينا الطاهرة في الصلاة، دون نزاع أو جدال (1 تي 2: 8)، نعزف على أداة ذات عشرة أوتار للرب. نعزف كما كتب المرتل، بأداة ذات عشرة أوتار وقيثارة، بلحن على قيثارة. أجسادنا ونفوسنا هما قيثارتنا تعمل في تناغمٍ معًا بكل أوتارهم في لحنٍ! القديس جيروم |
|