فى الكنيسة الأولى كان الصوم دائمًا يعنى الانقطاع الكامل, يعنى حالة الجوع يعنى دفع الجسد إلى أقصى ما يمكن من قمع وهنا نكتشف أنَّ الصوم كجهاد طبيعي لا معنى له بدون مغزاه الروحي, فالصوم كجهد جسدي لا معنى له البتة بدون الجهاد الروحي, وبدون تعزية أنفسنا بالحق الإلهي, وبدون اكتشاف اعتمادنا على عمل الله يصبح صومنا انتحارًا.
ولأنَّ المسيح نفسه قد جُرِّب أثناء الصوم لذا فما بقيت لنا فرصة واحدة بعد تجربته لِنَتجنب تلك التجربة فلا مفر منها, والصوم البدني وإنْ بدا ضروريًا فإنَّه يُصبح بلا معنى بل وأيضًا يصبح خطيرًا إذا انفصل عن الجهاد الروحي, وإذا انفصل عن الصلاة والتأمل في الإلهيات, وهو ما نصرخ من أجله في العبادة قائلين [تعالوا نصرخ نحوه ونبكى أمامه كما علَّمنا.. أبانا الذي في السموات ليتقدس اسمك في كل جيل وجيل.. اطرد الشياطين عنَّا لنكمل بسلام لأنَّه ليس لنا آخر سواك].