رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شعب الشعوب ومدرسة إلهيَّة: كان اليهود يحسبون أنَّه لا خلاص لإنسان ما لم يتهوَّد، وإن كل الشعوب الأخرى لا علاقة لها بالله، إذ هم دون سواهم شعب الله المختار. لم يدركوا أن الله الذي اختارهم ليكونوا خميرة مقدَّسة اختار الأمم جميعًا ليصعدوا بالمسيح الصاعد إلى السماوات إلى جبل الرب، إلى السماء عينها. إن كان الله يُقيم من كل قلب مؤمنٍ هيكلًا مقدَّسًا له، إنَّما لكي تخرج من أورشليم شريعة العهد الجديد، كلمة الرب الجذَّابة لكل لسان وأمَّة، حتى يتمتَّع الكل بالكلمة واهب الحياة والقيامة. لقد صارت الكنيسة شعب الشعوب، تضم من كل الأمم شعبًا مقدَّسًا سماويًّا. إنَّها مدرسة إلهيَّة عميدها المعلِّم الإلهي الفريد، يحمل تلاميذه فيه، ويسكن في أعماقهم، فينالوا شركة الطبيعة الإلهيَّة. وَتَسِيرُ أُمَمٌ كَثِيرَةٌ وَيَقُولُونَ: هَلُمَّ نَصْعَدْ إِلَى جَبَلِ الرَّبِّ وَإِلَى بَيْتِ إِلَهِ يَعْقُوبَ فَيُعَلِّمَنَا مِنْ طُرُقِهِ وَنَسْلُكَ فِي سُبُلِهِ. لأَنَّهُ مِنْ صِهْيَوْنَ تَخْرُجُ الشَّرِيعَةُ وَمِنْ أُورُشَلِيمَ كَلِمَةُ الرَّبِّ. [2] ستأتي الأمم إلى كنيسة العهد الجديد، جبل الرب وبيت إله يعقوب، ليتمتع الكل بالنبوات والرموز الواردة في الشريعة عن السيد المسيح وعمله الخلاصي. في رسالة البابا أثناسيوس لابيكتيتوس أسقف أورشليم يقتبس هذه العبارة ليتحدث عن مجيء كلمة الرب المتجسد من أورشليم، موضحًا أن الكلمة لم يتحول إلى جسدٍ وعظامٍ وشعرٍ وكل الجسم، ولا يتغير عن طبيعته الإلهية بتجسده. * من هنا (أورشليم) أختبر كل موضع في العالم الفرح، من هنا السعادة والبهجة، من هنا مصادر الفكر السليم؛ هنا صلب المسيح، ومن هنا انطلق الرسل... هذه البهجة خالدة. القديس يوحنا الذهبي الفم * استخدم ميخا النبي رمز الجبل العالي للحديث عن تجمع الأمم في المسيح (أورد مي 4: 1-3)... بعد ذلك سبق فأخبرنا ذات النبي حتى عن الموضع الذي ولد فيه المسيح (مي 5: 2). القديس أغسطينوس * أعلن ميخا أن الناموس الجديد يُعطى بالطريقة التالية: "ستخرج الشريعة من صهيون، وكلمة الرب من أورشليم. وهو سيحكم بين شعب كثير، وسوف يقهر أممًا ويوبخهم". فإن الناموس الأول الذي أُعطي بموسى لم يُعط على جبل صهيون بل على جبل حوريب. وقد أظهرت سبلة أن هذه ستنتهي بابن الله. "ولكن عندما تتحقق هذه كلها التي تكلم عنها في ذلك الوقت كل الناموس (في حرفيته) يُباد". لوكتانتيوس * عندما تحدث الروح النبوي متنبئًا عن الأمور المقبلة، قال: "ستخرج الشريعة من صهيون، وكلمة الرب من أورشليم، وسيحكم في وسط الأمم وينتهر شعب كثير. ويطرقوا سيوفهم إلى محاريث، وسهامهم إلى مناجل، ولا ترفع أمة سيفًا على أمة، ولا يتعلمون الحرب بعد". يمكننا أن نظهر لكم أن ذلك قد حدث فعلًا حقيقة. فإن جماعة من إثني عشر رجلًا خرجوا من أورشليم، وكانوا عامين غير متدربين على الكلام. ولكن بقوة الله شهدوا بالمسيح ليعلموا الكل كلمة الله. والآن نحن الذين كنا يقتل الواحد الآخر ليس فقط لا نُقيم حربًا الواحد ضد الآخر، بل لكي لا نكذب ولا نخدع قضاتنا ببهجة نموت من أجل الاعتراف بالمسيح، فإنه صار ممكنًا لنا أن نتبع القول: "اللسان يُقسم بينما يبقى الذهن لا يقسم" . لكن من الغباوة إن كان الجنود الذين تجندوا بواسطتكم وتسجلت أسماؤهم أن يبقوا في ولاءٍ إليكم عوض الولاء لحياتهم ولوالديهم وبلادهم وكل عائلاتهم. فإنه ليس لديكم شيء غير فاسد تقدمونه لراغبي عدم الفساد. بالحري إننا نحمل كل شيء لكي نتقبل ما نشتهيه من ذاك القادر أن يهبه . القديس يوستين * ها أنتم ترون أنهم يكونون خوارس ويحتفلون بالأعياد، كل يشجع الآخر، والكل صاروا معلمين، ليس أمة واحدة ولا اثنتين ولا ثلاث أمم... بل يجتمع الكل معًا. يقول: جاءت شعوب كثيرة من بلاد مختلفة، هذا لم يحدث مطلقًا مع اليهود، إن جاء قلةً فهم دخلاء قليلون جاءوا بصعوبة بالغة ولم يأخذوا قط اسم الأمم، بل جاءوا كدخلاء. القديس يوحنا الذهبي الفم * داود العظيم يقول لكم: "هلم نفرح في الرب" (مز 95: 1)، أو يقول نبي آخر: "هلم نصعد إلى جبل الرب" (مي 4: 2)، أو يقول المخلص نفسه: "تعالوا إلىٌ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أُريحكم" (مت 11: 28)، أو: قوموا لنهب مشرقين بالبهاء، متلألئين أكثر من الثلج، وأكثر بياضًا من اللبن (راجع مراثي 4: 7)، مشرقين أكثر من الياقوت، ليتنا لا نقاوم ولا نتأخر! القديس غريغوريوس النزينزي * بعد خبرة المتاعب التي سيجدون أنفسهم فيها، حيث يسبيهم أولًا الأشوريون ومؤخرًا البابليون، سيحدث تحول عظيم بخصوص هذا الموضع، الجبل الذي يُظن أن الله يسكنه إذ يصير مشهورًا، ويظهر أنه يفوق كل الجبال، يسمو فوق كل الجبال والتلال بسبب المجد الذي يغطيه خلال الحنو الإلهي. ستسرع أعداد ضخمة من كل المواضع، حتى من الشعوب الغريبة، لتجتمع لتبلغ جبل الله، حيث يُظن أن الله يسكنه، ويتعلمون كيف يلزمهم تدبير حياتهم كما يليق . ثيؤدور أسقف الموبسستي * تبلغ الكرازة الإنجيلية الإلهية إلى أقاصي الأرض، حسب نبوة الرب الواردة في الأناجيل المقدسة: "يكرز بالأخبار المفرحة إلى كل الأمم شهادة لهم" (راجع مت 24: 14). وقد حث الرسل القديسين بالكلمات: "فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس. وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به" (مت 28: 19-20). هذه الشريعة الإنجيلية والكرازة الرسولية بدأت بأورشليم كما بينبوع وبلغت إلى العالم كله، تقدم ريًّا للذين يقتربون من الإيمان.* "لأن من صهيون تخرج الشريعة، من أورشليم كلمة الرب". يتحدث النبي هنا عن شريعة جديدة وكلمة جديدة، لأن الشريعة القديمة أُعطيت في سيناء أما شريعة العهد الجديد فقُدمت في صهيون. الأولى قُدمت لليهود وحدهم، وأما الجديدة فقُدمت لكل الشعوب والأمم، لكل الجنس البشري. أعطى الله الشريعة القديمة ليس في صهيون، وإنما على جبل سيناء. واضح جدًا أنه يُشير إلى العهد الجديد. هناك أعطى للرسل أولًا، وشكرًا لهم إذ نقلوه إلى كل الأمم. ثيؤدورت أسقف قورش |
|